[محمود مليكة]

أغزر من غيث السماء في أوطاننا دماؤنا النازفة المهدورة المغدورة ,

و أسخى من مياه الينابيع دموعنا الحارّة المقهورة .

نحن بين هذه و تلك تجرجرنا أقدارنا و النكبات و حياتنا فواجع و مآتم و نواح و لا حول لنا و لا قوّة أمام عدوّ قاهر و قريب منبتّ جائر و عزم محبط فاتر ,

فقط وجدنا ملاذنا في الكلام و الهذيان لتفريج الكربة و تنفيس الغمّة , نذهب في لغونا كلّ مذهب و نسافر بعيدا بعيدا في زخرف الحرف و إبداع البيان متوهّمين الخلاص و تبرئة الذمّة و إنعاش الكيان ,

و يظلّ وجداننا خواء فلا نحن نقنع حتّى أنفسنا بجدوانا و لا ضمائرنا ترتاح لهزيل إسهامنا في معالجة الحال ومفضوح احتيالنا لتهوين الخطب و التوقّي من خيبة المآل !

لا أحد أولى منّا بالشفقة و الرّثاء

و لا غيرنا يجوز عليه دائم المأتم و موصول الحداد !!!