[نجيب بنشريفة]

بدأت الأسس الاقتصادية للنظام الزراعي الإقطاعي
تتحول بشكل كبير في إنجلترا القرن السادس عشر
حيث انهار النظام التجاري وبدأت الأرض تتركز
في أيدي عدد أقل من الملاك الذين يمتلكون عقارات كبيرة
بشكل متزايد فبدلاً من نظام العمل القائم على العبيد
كان العمال يستخدمون بشكل متزايد كجزء من اقتصاد أوسع نطاقاً
ضغط النظام على كل من الملاك والمستأجرين لزيادة إنتاجية الزراعة
لتحقيق الربح شجعت القوة القسرية الضعيفة للأرستقراطية
لاستخراج الفوائض الفلاحية على تجربة طرق أفضل
كما كان لدى المستأجرين حافز لتحسين أساليبهم
من أجل الازدهار في سوق العمل التنافسي
وأصبحت شروط الإيجار للأرض خاضعة لقوى السوق الاقتصادية
بدلاً من نظام الركود السابق للالتزام العرفي والإقطاعي
وبحلول أوائل القرن السابع عشر كانت إنجلترا دولة مركزية
اكتسح فيها الكثير من النظام الإقطاعي لأوروبا الوسطى في العصور الوسطى
تم تعزيز هذه المركزية من خلال نظام جيد للطرق
كان رأس المال بمثابة مركز سوق مركزي للبلد بأكمله
مما أدى إلى إنشاء سوق داخلية كبيرة للغاية للسلع
على النقيض من الحيازات الإقطاعية المجزأة
التي كانت سائدة في معظم أنحاء القارة
المذهب الاقتصادي السائد من القرن السادس عشر
إلى القرن الثامن عشر يُطلق عليه عادة المذهب التجاري
كانت هذه الفترة مرتبطة بالاستكشاف الجغرافي
للأراضي الأجنبية من قبل تجار التجار خاصة من إنجلترا
والدول المنخفضة وكانت عبارة عن نظام تجارة من أجل الربح
على الرغم من أن السلع كانت لا تزال تنتج بشكل كبير
عن طريق الأساليب غير الرأسمالية
يعتبر معظم العلماء أن عصر الرأسمالية التجارية
والمذهب التجاري هو أصل الرأسمالية الحديثة
على الرغم من أن كارل بولاني قال أن السمة المميزة
للرأسمالية هي إنشاء أسواق معممة لما أسماه السلع الخيالية
أي الأرض والعمل والمال وبناءً على ذلك قال
إنه حتى عام 1834 كان سوق عمل تنافسي تم تأسيسه في إنجلترا
ولا يمكن القول إن الرأسمالية الصناعية كنظام اجتماعي كانت موجودة قبل هذا التاريخ