[علي الاحمد الخزاعلة]

هذيانُ تلميذٍ
في الليلةِ السّابقةِ لبدايةِ الفصلِ الدّراسي الأولِ
وقد أضناهُ الشّوقُ لمعلمتهِ
وصوتها الحنون .
وجمع المذكر السّالم
مع المؤنث السّالم
في بوتقةِ الحنين .
حلمُ ليلةِ صيفٍ يزهر وينتشي
كلّما قُرعتْ الأجراسُ
في يدِ التّلاميذِ .
حين تأمرين ...
أُحلّقُ فوقَ حواجزِ الطّرقاتِ ,
وأطوي كُلَّ الدّروبِ المؤدّيةِ إليكِ ,
وأكبحُ جماحَ الثّواني ,
وأفرُّ من معالمِ الزّمانِ والمكانِ ,
لأجلسَ على كرسيِ الدّرسِ
تلميذاً نجيباً .
أتَعَلَّمُ الدّرسَ الأولَ في فنِ العشقِ
من أستاذتي معلمةُ الشّوقِ والحنينِ
سأُلقي القبضَ على قلبيِ
بالجرمِ المشهودِ
وأتركُ المجالَ لترجمةِ نبضاتهِ
للّغةِ الّتي تطلُ من غمامةِ العيونِ
وأرجو أنْ أبقى في كُلِّ فصولكِ
تلميذكِ المطيع
حين تمرّين ...
سأنثرُ الفُلَّ والنّرجسَ والكادي
والحوذانَ والتوليبَ
والرّيحانَ وزهرُ الياسمينِ
على أقدامكِ
وحين أتبعكِ
سأبقي المسافةَ بيننا
على بضعةِ خطواتٍ
حتى لا أدوسَ على ظلكِ ...
وأتجنبُ حسدَ الحاسدين
وكلّما جاشت العواطفُ
بيني وبين مُعلّمتي
سألقي بالقرطاسِ والأقلامِ في كُلِّ الاتجاهاتِ
وأهرعُ لتقبيلِ يديها
ورأسها والجبين .....
وكلّما قالتْ لي : تَذَكرْ ولا تنسى ...
أنّني دليلتُكَ على معالمِ الطّريقِ .
سأقولُ لها : وأنا التّلميذُ الّذي تعلَّم على يديكِ
أبجديات السّماء
وأطمحُ للمزيدِ
وأنتِ روحُ الرّوحِ الّذي أحبكِ الفؤاد
قبل أنْ أراكِ
من آلافِ السّنين
فهل لي أن أتعلَّمَ من شفتيكِ
طبعَ قبلةِ النّورِ
على أبوابِ النّعيم؟
يقفُ الصّادُ والسّينُ
على طرفي الخطِ المستقيمِ
فليتني ومعلمتي نقيمُ معاً
على نقطةٍ في منتصفِ الخطِّ
إلى يومِ الدّين
لن أبوحَ بأولِ حرفٍ من اسمها
فهل عرفتموها إن قلتُ لكم : أنّني قيسها الـ ...؟