[رافت ابو زنيمة]

أيلول بلونٍ آخر

غيمةٌ أيلوليّةٌ
تمطرُ أكاذيبَ نيسانْ
يحملُه الطوفان
ويسقيه موتُ أينِه في الآن
غيمةٌ أيلوليّةٌ
تقتبس من وميض برقها
لتضيء أروقة الحضور

وقبور ملت قاطنيها ..ملّتْ الفجور
ملّتْ لحدها المحفور
ملّتْ انتظار وقت النشور

في رحِمِ آب ...
ثمة غيمة تعصر دموعها
علّها تستعطف قلب الصقيعْ
وتتسوّل برد كانون

هو ...
ما زال في أواخر صيفه العتيق
في حقل صمته الأزليّ
ينحني كسنبلة وداعْ
وهي تُرتّل ترانيمها لآلهةِ الحصادْ

أنا ...
ما زلتُ غفوةً في حلمِ فاتنتي أسْتفيق
أعانق مزاج الشتاء الأبديّ
أهربُ من برد القاعْ
مناجيا السماء ألا تنثرني كما الرمادْ

أسّاقط مع حبات البرد
أخافُ من دفء الرّبيعْ
أختزلُ أعوام الجفاف في قلبي
فأشتاقُ إلى لسَعات الصقيعْ

هو وغيمتُه في دوامة
والدوامة تدورْ
كذبة تحيك حبالها
لشنق الحبور
تغتصب أوراق كتاب الخريف
فتنزف من أطرافه السّطورْ

وأنا وفاتنتي
نراقصُ الأحلام
على مناخات الفصولْ
تارّةً عواصفٌ وجفافٌ
وتارّةً خصبٌ وهطولْ