حتى إنّي
حتى إنها غير قابلةٍ للوصف ، واضحه
حتى إنها غير قابلةٍ للكشف ، غامضه
في عين السكون ، ترتّبُ الفوضى
في ذروة الحياة ، سارحه
أتعلمينَ كم كنت الشعرَ بعبثيتكِ النازفة !
أتعلمينَ ، كم صارَ بديهيا - بعدكِ - تواضع المستحيلِ
وسقف أغنيتي الحالمة !
أتعلمين ؟
وجهك ، لهاثي في المرايا
ووجهيّ المكسّرَ على الجدار
وجهكِ ، خطيئةُ كلِّ الضحايا
ووجهك :
يا له من حصار !
يلحُّ كتتابع الثواني
مستهترٌ ، كفوضى الغبار
غامضُ كالبعيدِ
وواضحٌ ، كهذا النهار
حتى إني لا أبحثُ عنك
( إذا صارَ الناظرُ إلى المنظورِ استغنى عنْ الخبر )
لا أقولُ : أنا ، في حضرةِ الهوى
تبدّدتُ ، من وقعِ الرؤى
ملحا ، تحتَ سقفِ المطر
صنوان أنت والفراغ ؛ لا تعترفان بالزمن
لذيذان أنت والحصار ؛ قصة المكان ورائحة التراب
والحنين والشجن
ضدان أنت والحياة ؛ فنائي عنّي ، حياةُ الأبد
والموتُ طفلك المدلّلُ
يغفو بين أصابعي كلما ابتعدتُّ
وكلما اقتربتُ ابتعد
لا تلتفتي لو أردّت
سأصير ، أنا ، لا أحد
سيصير النكرانُ ، إرثي والبلد
سأصيرُ
حتى إنّي ، كأني :
ساخرٌ منّي
بعضُ نقطةٍ ، في فراغ الأبد .
هيثم الريماوي