۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ( أنت الملكة) كلمات الشاعر: مهتدي مصطفى غالب
عرض مشاركة واحدة
قديم 23-06-2009, 03:58 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مهتدي مصطفى غالب
عضو اكاديميّة الفينيق
رابطة الفينيق / آرام
يحمل وسام الفينيق للإبداع
سوريا

الصورة الرمزية مهتدي مصطفى غالب

افتراضي ( أنت الملكة) كلمات الشاعر: مهتدي مصطفى غالب

أنت الملكة

كلمات الشاعر : مهتدي مصطفى غالب

(اسميتك ملكة
هناك من هنَّ أطول منك، أطول
هناك من هنَّ أنقى منك ، أنقى
هناك من هنَّ أحلى منك / أحلى
و لكن أنت وحدك الملكة)
بابلو نيرودا

عرش قلبي

أيتها الصباحات المضيئات و الحالمات بالعطر و الفراشات
أيتها الشموس الطالعات من خدورها
أيتها النساء الحافيات الراقصات
على جمر الأيام
و عجين العذابات
هل رأيتن كوكباً من روح الطبيعة
أو نجماً شارداً في فضاء الجسد
يبحث عن حضن دافئ
يرتل صلواته في محراب عشقه السرمدي
أيتها الساحرات .. الشيطانات
الغارقات في الشعوذة و الجمال
هل رأيتن أمي ؟؟!!
أيتها المتصوفات في محاريب رابعة و ليلى
و الرومي الذي بكى مذبوحاً من العشق
و الحلاج الذي صُلب على أعصاب جسده حتى الفناء
و السهروردي الذي عرف عرشه فاعتلاه
هل رأيتن أمي ؟؟!!
أيها الفلاسفة الماسكون عصا الحكمة من طرفيها
أيها الشعراء المحترقون بصقيع أيامكم
أيها المفكرون المعلقون في أقفاص الإيديولجيات
أيها النحاتون بأزميل الوقت صخر أحلامكم
أيها الفنانون الممسكون بأوتار روحكم
تعزفون الحقيقة التي انسترت بحجاب معناها
أيها المؤرخون
رواة الحكايا الخارجة من كأس الوقت و ألاعيبه المخيفة
هل رأيتم أمي ؟؟!!
أيتها الفراشات التي تلون بساط اللون برقصاتها
هل رأيتن أمي؟؟!!
أيتها السمكات السابحات في بحر روحي و أفكاري و انتظاري
هل رأيتن أمي؟!
أيتها العواطف العزيزات على ملكوتي
الرائحات صوب تلال همي
هل رأيتن أمي ؟!
أمي تلك العيناها
نور من فضاء الحبِّ
و شفتاها مباسم من مفردات الخير
أجفانها وكنات طيور العطاء
أمي
التي تسرق الهم عني
أمي التي تقطف ثمار الظلم عن شجرة الحياة
أمي
حمامة مكسوة بالدم و الحنين
و مسكونة بالرحيل إلى صباحات لا تعرف الحرائق
تنشر هديلها تنويمة للأعين المتعبة
أمي ..
تتربع عرش قلبي
صولجانها بكائي و حرائقي
تاجها القلق و الهلع و اللهفة على زغاليلها
لا أجنحة لهم سوى روحها
أمي ...
الجالسة على عرش قلبي
الذي حطمته الدهور و العذابات
هاهو في راحتيك ينبعث كالعنقاء من الرماد

إنقلاب

أمي ....
يا صباحاً لم تغب شمسه بعد
يفتتح الأيام
يقرأ في سفر تكوينها
يصوغ من ثوانيها
سلاماً و محبة و فجيعة
أمي
أيتها الشاردة عبر أفق الكلام
و التكلف و التشظي و الإزدهار
طلي كالنهار
اسرحي في حقول الدمع
كأشرعة الهواء
كانعتاق الضوء من عتمته
و هو يبحث عن حليبه
جرجريني على سفوح انتظارك المرِّ
تعالي
نرمي قناديلنا
تضيء خطو الكلمات
عصافيرنا ..
أحلام القرى
التي تنتظر مطر الغربة
لتخرج من كفيها
باقات من حبق الدقائق
تصنع خمراً
من اجيج الحرائق
و تغزل شمساً من عناق الماء و الأرض
* * * * *
أمي ..
المحبوسة في قفص قلقك على أبنائك
أمي ..
نحن أبناؤك
ألدُّ أعدائك ...
نقتلك في اللحظة ملايين المرات
و نبكي على أشلائك
لا يهدم عرش الأم
إلا عقوق أبنائها
نحن أبناؤك ...أعداؤك
نقتلك برحيلنا
نقتلك بموتنا
نقتلك بسهرنا
نقتلك بمرضنا
نقتلك بصراخنا
نقتلك بصمتنا
نقتلك بفرحنا
نقتلك بحزننا
نقتلك بجوعنا ...و شبعنا
نقتلك بفقرنا .. و تخمتنا
نقتلك بعطشنا
نقتلك بقهرنا
نقتلك بعشقنا ... بكرهنا
نقتلك بأطفالنا
نقتلك بكل أسلحة وجودنا و عدمنا
نحن أبناؤك
نحن أعداؤك
أيتها الأيقونة المرسومة في أعناقنا
من يديك تطفر الينابيع كالطيور المهاجرة
تغتسل بضوء الفجر
وتركع في دمعك الأساطير كصوفية
تغسل آثامها بالبكاء
و أنت سبحان من توج قدميك
عرشاً للقلب
الذي يصلي
في محراب ثدييك النبع
و يفلي شعره
في ضوء عينيك الدليل






  رد مع اقتباس
/