۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - على مائدة المفاوضات
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-07-2008, 01:08 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
نفيسة التريكي
عضو مجلس إدارة
عنقاء العام 2008
عضوة تجمع أدباء الرسالة
عضوة لجنة تحكيم مسابقة شعر الرسالة
عضو ة لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية نفيسة التريكي

افتراضي على مائدة المفاوضات

على مائدة المفاوضات


الإهداء: إلى عيون الأحبّة المتطوّعين للوطن

يا شادي النّور هل لي فيك زَورهْ
قبل أن يقصر ساعدك عنّي
وعن ذي الدّنيا البغيضهْ ؟‼
يا وارف الشّمس والظلّ
هل لي بدفء من ظلالك
هل لي مياهٍ
دافقات من سعير بجمالك
يا قاتل الموت

لماذاالوطن غريب ميّت
في خلايا امخادعين
ما يتكاثر امخادعونكاعشاب طفيلية تغزو الزرع؟

يا حبّ قلبي وحنيني
في أيّ قبر ألتقيك
اللـّه أكبر
للشّهادة في الشّهادة... بعدها
هكذا قيل لنا:
( لكم وطن لا تبيعوه
وموتوا دونه )

حبيبي
لماذا لا أحد يموت غيرنا
لا غيرنا
يحرمُ دمه وحبّه
وماءهُ، وحلمه
وقُبلهُ وعَسَله؟‼

أخاف، أخاف، أخاف

قل لهم يُلبسونني مثلك
كسوة خضراء
لندخل الفضاء
حبيبي
إذا جاءتك نسائم عطري وعرقي وريقي
وأنت في المعسكر
قل لصحبك:
: حبيبتي ترقب عودتي معافى
لعلـّها تخيط لي صدار صوف أبيض
للشّتاء القادم، وتكتب في الدّفتراسري قصة عشقنا
وتتلو لي القرآن كي أنتصر وأكبر ...
لعلــّها
جاءتني في رسائلها
نباتات المسافات والفصول التي قطعنا ولم نقطع
والتي حلمنا أن نعيشها معا
وقُبلا لم تبدأ وأخرى لم تنتهِ
وكم في حرقة كانت تسألني
أين أنت من صفوف الجند ؟
في أيّ فريق؟
هل حدّدت بعد الطـّريق؟
أسرتم لتُخوم العودة أم للحريق؟

أخاف
لو تاهت سوقكم في جبروت العصر
وساقكم إلى المفاوضات السكّر
أخاف،
أخاف من حرب أخرى لم نعدّ لها العسكر
يخيفني جمالك تيّاها في كسوة الصّقر
سواد عينيك
يلهيني عن حقيقة المئزر
وشاربك المعقّف كبرياء رجولةٍ
على شفتيك
يغريني فينسيني قسوة المعبر
وعشب صدرك المغطـّى بأزرار الحبّ
أخاف
يصير مفاتيح للحرب
يا ويلي، أخاف،،،
يا ويلي، يا ويلي... أخاف
فأخفي ولهي وموتي
لو يأتيني هاتف في حدسي
لوحسّي وخلايا من دمي
تخبرني - لا سمح الله -
أنّ عينيك أحرقهما الرّصاص
يشطرني الموت
فلا حياة بعدك
يا وطني، يا دفئي، يا حنيني
ليتني معك أتدرّب على وطن آخر
نسعى إليه كلـّنا
يضيق بنا
يفسح، يعسُر
وطننا يتيهفي أراضينا
في سرّ ملاجئه الخوف

أخاف، أخاف، أخاف

أنْ أرى
تحت غطاء رأسك الأخضر
قبّة حمراء
أخاف من موت يلاحقنا ويمحو مسافات مسافات
أماسينا... أمانينا... أغانينا
وشوشات فصول حدائقنا
أيّ روح تثمل روحي بعد روحك؟‼
أخاف من جمالك خلاّبا تيّاها
يتمرّد كعصافير الصّباح على نومي
تنقر شبّاكي تقسو عليّ
تفيقني من حُلم يجمعني بك
يجمعني بحِلمك

سيالاعاشقا ،لذيذا

لا ،لا ،لا، لاتفقني
اترك دفئي ينهل من دفئك
اترك احلامي تتغذّ من أحلامك ونورك يتشابكْ ونوري
اترك روحي تتناثر في ميزانك
اترك حسابي من حسابك وعقابي من عقابك
وامزج ثوبي في ثوبك
اتركني أتعفذفء من عفاتك
اشرذف عرضي بعرضك
اترك دربي يكبر بدربك وعيني تدمع من عينك وفمي يبسم بسمتك
أترك ربيعي يزهر زهراتك
اترك شتائي يمطر بمحباتك
اترك خريفي لو اساقطت اوراقك يسّاقط
اترك صيفي يبحر في موجاتك
لا لا لا لا تفقني
همّي أنت والوطن حبيبي

هل أنت في صفوف الوطن الأولى
متمرّد الخطى كما عهدتك
تحمل كتابك بيمينك قسما
للشّهادة واالفجر...
طولى يدك الطّولى طول العهد
خذني إليك
دعني أزرع قنبلة في جيوبي
أتشتّت في الكون
شظايا للوطن
دعني أقِمْ في عرش أفعالك
وسموّ قرارك
لو أسمع لعلعة الرّعد المبرق في جبينك
ولا أكون فيك، ولا أكون معك
آنها... وقتها... ساعتها... لحظتها... برهتها
لن أكون، ولا كنت...
فليلحقني بك ربّي شهيدة ألتحم بعينيك
وأنت تسلك الوهاد والسّهول والجبال

أخاف أن تضيع وأضيع ونضيع
ويضيع الوطن دون انتصار
أخاف لو عبرتَ النار
أن تأتيك عيناي في شرارات الشّرار
الدّاكن الحزن المرير
وتمضي دون جدوى للحصار
ونمضي دون رحمة للحصار
أخاف... لو
أسري إليك في الحلم دافقة، دافعة إليك زورقي
زورقي القزحيّ المشرق... أفرح
وأقوم فلا أجدك
آآآآآآآآآآآآآآآآآآآههههههههههههههههههه
وهما كان زورقي حيث كنّا في المنام نلتقي
سرتُ، سرتَ إليه... إلى ذاك المعنى الهزار
إلى الشّادي فينا بالشّهادة ليل – نهارْ
ودون أن تتمّ ساعات الدّوارْ
أعود على أعقابي
والدّود في مفرقي
وقد اشتعل رأسي موتى وشهداء
أعود
أعود فارغهْ
أفرغ من دهر
وألعن من قهر
أخاف، أخاف، أخاف
من وباء الموت فينا وتهويل الفرارْ

لا حبيبي لا، لن تجف شفتاك عطشا للحياه
حصّن نفسك بي، وشفتيك بحريقي
حبيبي بحبّي
بالإيمان، بالدّروع
حبيبي لا لا لن تمتدّ مساحات الحرب
لا لا لن يموت الحبّ

حبيبي أهديك وفائي
وحشود القتل من حولك يبعدها دعائي
حبيبي
أهديك صفائي وأنا ألتحم فيك بانتمائي
حبيبي
إنّ داءك هو دائي
كبرياءك كبريائي
لا ،لا، لا.............

لا أخاف يا حبيبي


نفيسة التّريكي
تونس سوسة-
كتب في دفقه الاوذل في17/ 4/1996 .

إعادة نظر في 10/7و26
/7/2008






  رد مع اقتباس
/