[محمد خالد النبالي]

يا أبي...
لماذا لم تخبرني عن مرارة الانكسار... ؟
لماذا لم تقل لي أن التتار لم يرحلوا...
و أن عصرك... كان آخر عصور الفرح
و الانتصار...!
لماذا يا أبي...
ألغيت من قاموسي كلمة.... انتحار... ؟!
أبي...
أرأيت أحزاني التي ازدهرت... كحقل القطن القديم
يكتسي من بياض النوار...
أرأيت يا سيدي
كيف هذا العصر يقتلنا... يعصرنا
يسلبنا حق البكاء في العلن
و لا يسمح لنا ببعض الأسرار... ؟
أبي...
لماذا لم تقل لي بقية حكاية التتار.. ؟
لماذا ظللت تزرع شجرة الورد الأبيض من أجلي
حتى ظننتها الوحيدة و ليست سواها أزهار
لماذا يا أبي... لم تتركني أغادر الأرض... و الحقل و النهر و الدار
لماذا نهرتني يوم قررت أن أسلم قدمي للبحار... ؟

صباح الوجع صباح المؤرق لنا جميعا
ولقد ورثنا الوجع ونورثه لأبنائنا فقد عشنا حياة الأرق والخضوع الدائم .
شاعرة تحكي حكايتك الطويلة حكاية الحياة المؤلمة كثيرة هي الجراح وكأنها تحكي عنا جميعاً
مما جعل شاعرتنا أحلام تسمق بالحرف وتهذي في حضرة الوجع واسئلة مضنية
ومشاعرك المتأججة في حلق الليل البهيم
هو ميراث جله وجع وجله قهر فكم من المواجه توارثنا
فهذا العالم غدى مثل شريعة الغاب تحكمنا نفوس مريضة ومجموعة من الملوثين
ليس لهم الا مصالح خاصة فلقد فقدنا الكثير من قيمنا ومبادئنا
حتى ضعنا بين ماضي آثم وحاضر عقيم
فقط في بلادنا نرث الوجع ونورثه للأبناء
فما كان لنا الا أن نشرب كؤوس الهذيان , ابداع وفير تنزاح منه بل تتغلغل بالفكر والعقل
وتحت مسامات الجلد تسري كالنمل
لتسجل شاعرتنا حزن يليق
دمت مبدعة ودام التألق