۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - قراءات في قصيدة " عيونها والسماء " لمنجية مرابط
عرض مشاركة واحدة
قديم 28-01-2018, 07:27 PM رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
منجية مرابط
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل وسام الأكاديمية للإبداع والعطاء
تونس

الصورة الرمزية منجية مرابط

افتراضي رد: قراءات في قصيدة " عيونها والسماء " لمنجية مرابط

- قراءة ثانية للقصيدة من الأديب الناقد * محمد كركاس *

أحيانا أقرأ نصا إبداعيا ، بغض النظر عن نوعه أو جنسه ، فأجد صلة ما ، غير واضحة المعالم ، بيني وبينه ؛ وحين أسعى لاستيضاحها أتيه في أدغال لغته ، وبين جمال استعاراته ورموزه ، إلى حد أجدني ، في لحظة ما متماهيا معه ، معيدا لكتابته من جديد .. وهكذا يتولد نص من نص ، دون أن يظفر القارئ ، الباحث عن مضمون النص الأصلي ، من خلال المولود الجديد ، بشيء .. تلك قصتي مع هذا النص الذي قرأته مرات ومرات ، فآثرت أن أقارب أهم لحظاته بلغة واصفة فيما يلي :

- اللحظة الأولى : سماء ، سحب ، شمس سنابل قمح ، حصاد طحين ، ثم نثر القمح في أفواه الجوعى ؛ وهي أفعال ومحطات تقوم على تفاعل طبيعي نفعي بين الأرض والسماء ، بين المجال الطبيعي والمجال الإنساني : هي عيون ، تنفذ أوامر قلوب وعقول ، تتضرع إلى الله فيلبي دعاءها بإكرام .

- اللحظة الثانية : هل تستحق الأرض ، ومن عليها من البشر ، المسؤولين على أفعالهم واختياراتهم ، هذه النعم ؟
الواضح أن السيارات ( كل ما / من يسير ونحن منه ) ترتكب حماقات لا تدل على هذا الأحقية ، فكان لابد من عقاب : الرعد يصفع السيارات ( التي تصلي بلا وضوء ) ، وينحبس المطر ، وعندها لن تنفع الفرروسية فرسانها ولا أفراسها ، مهما كبروا وتجبروا وأتقنوا قواعد اللعب وأدوار البطولة ، كاشفي الوجوه أو مقنعين ، فالصهيل سيتنكر لها / لهم ويفر من الجميع ، وعندها يصبح الفرس بغلا ، ويصير البغل حمارا ..

- اللحظة الثالثة : حالة الإبداع باعتباره الوسيلة الأرقى للتعبير عما يحدث في الكون ، للإنسان وغيره من الكائنات ، من تحولات : "والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا ..." تقول الشاعرة منجية مرابط : مستلهمة صدى هذه الآيات الكريمات ، بوعي أو بدون وعي ، ارتباطا بتصورها ، وموقفها من " خيل الوقت " :

" خيل الوقت.. جفل صهيلها
في كل واد يهيم مع الصدى..
يدوس القرطاس والقلم
يزغرد الموتى .."


- الحصيلة أو النتيجة :
* أطفال متعطشون للماء ( وجعلنا من الماء كل شيء حي ) ، متعطشون للقيم ، للجمال ، للكرامة ، للأخلاق ، لحنان أبوين يرحم بحضهما بعضا ، حسب المشيئة الربانية ...
* طيور مهددة بالنفوق ، تساقط ريشها من جراء الألم الذي أصابها نتيجة مَحْل الطبيعة وقساوة قلوب البشر ...
* الذات الشاعرة تعود إلى المنطلق ؛ أي التمني :" ليتني كنت حبة قمح " ، أي التوق إلى الخصوبة والأمل ..
الجدير بالإشارة أن النص لا يخلو من غموض جميل ، مثير للقلق والسؤال :

- على من يعود الضمير في " عيونها " ؟
- ما الأبعاد الرمزية للعيون ؟
- ما الدلالة المحتملة للسماء ؟
...
المبدعة المتألقة ، بسحر لغتها وجميل صورها الشعرية ، وشساعة خيالها ، منجية مرابط ، ذاك ما ظفرت به من النص ، وأملي ألا أتعسف في تأويلي المحتمل هذا ..
تقديري واحترامي .






أتعبتني العصافير المنهمرة من عيني ..
كلّما حلمت بالقمح،تقتسم حلمي بمناقيرها وتغني ..
الحلم وليمة الفقراء !
  رد مع اقتباس
/