عرض مشاركة واحدة
قديم 19-02-2019, 04:25 PM رقم المشاركة : 25
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


زياد السعودي متواجد حالياً


افتراضي رد: تُعاتِبُني وأتْعِبُها / زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء حاج صالح مشاهدة المشاركة

تُعاتِبُني فَتُتْعِبُني
ودمعُ الجَفْنِ مِهراقٌ
يُهرِّبُ مِلحَه الكاوي
إلى طيني فأنْصَهِرُ
وفجرُ نهاريَ الأعمى
يقودُ ركابَ قافلتي فتَعْتَثِرُ


عتابها يمسُّ روح الشاعر فيتعبه ، ويصل تعبه إلى حد اكتواء طينه وإلى حد انصهاره!
وكذلك الأمر في عتابه هو لها ، فعلى الرغم من أنه يتعبها بعتابه ، إلا أنه في الوقت نفسه يتألم بنار الوجد كونه يعاتبها ويتعبها .

أُعاتِبُها فأتْعِبُها
وفي جَنْبيَّ نارُ الوجد تَتَّقِدُ
ولا تدري
بأنّي في النّوى السَّفَرُ


وتتكرر المعاتبة بينهما بالتبادل وعلى التوالي ، وفي كل مرة يزداد الشاعر ألماً من معاتبتها له ومن معاتبته لها أيضا.
تعاتِبُني فَتُتْعِبُني
ونادُلُ حظّيَ الصّادي
يصبُّ الجمْرَ في عصبي فأسْتَعِرُ
يَصولُ الهَمُّ في جَسَدي
يجولُ النّحسُ في عَضَدي
طَريدٌ قدَّني الكَدَرُ
أُعاتبها فأتْعِبُها
فتَحقِنُني دياجي غُرْبتي ثلجًا
أخاتلُ (وجْهَ خاتِمتي)
وبينَ البينِ أحْتَضِرُ
تُعاتِبُني فَتُتْعِبُني
فأرسِلُ عيسَ أعْذاري لدارَتِها
أسوقُ الحَرْفَ قدّيسًا
فيتلوها وَيَنْبهِرُ
فذا شِعْري سأنْزِفُهُ
على قسماتِ صَعْلكَتي
وأسْقيهِ لظى أرَقي
ليلسَعَ شَهْوةَ الوَرَقِ
ويَحْرقُنا فَنَنْتَثِرُ
أُعاتِبُها فأتْعِبُها
وشَوقي نَوْرَسٌ يَهْفو
لأن يَغْفوعلى فيروزِ "شاطيها"
وبَردي لم يزَلْ يَرْنو
لأن يَدْنو لدفءٍ في أياديها
إذا جَفَّتْ عُروقُ الطين في جسدي
أتَتْ غَدْقًا بمزنِ الطُّهرِ تسْقيها
وذا بوحي يُحاول أنْ يعمِّدَها
تحارُ بِحسنِها الأشعارُ توصيفًا وتشْبيها


والجميل في الأمر أنها ستتبعه بعد معاتبته وإتعابه . وسيفعل هو بالمثل:
تُعاتِبُني وتُتْعِبُني فتَتْبَعُني
ونفْحُ العِطرِ حاديها
أُعاتِبُها وأتْعِبُها فأتْبَعُها
إلى أقْصى أقاصيها
لأقرأُ في مُحيّاها
عيونًا زانَها حَوَرُ
على وجَناتِها سِحرُ
يذوبُ بدفئهِ النّثْرُ
يخصِّب ديمةَ المَعْنى
فَيَرشَـــــــــــــــــــحُ
كالنّــــــــــــــــدى
الشِّـــــــــــعرُ

قصيدة جميلة حفلت بصور شعرية نابضة بالمشاعر المتناقضة التي اكتسبت جمالها من تناقضها .
فالعتاب ثم التعب ثم الاتباع ، يعني ذلك كله أنه لا من التناقض والاختلاف ولا بد من المعاناة ، والحب وحده يجيز ذلك كله ويقبله ويستمد منه حيويته.
أعجبني هذا التدفق في الانتقال من حالة نفسية إلى أخرى وفق عفويته وغرابته وما يثيره من دهشة الشعر.
بورك في إبداعكم أستاذنا الشاعر القدير زياد السعودي
ولكم المودة والاحترام
سلام الله
فينيقيا ومؤسسيا لا نترك فرصة للإشادة بالتعقيبات الفنية
التي من شأنها أن ترفد النص
الا ونغتنمها لنشكر اصحابها
ثناء حاج صالح(مع حفظ الود والألقاب)
شكرا لكم
وكامل الود






  رد مع اقتباس
/