۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - اثنتا عَشْرةَ مرآةً
عرض مشاركة واحدة
قديم 07-01-2021, 10:51 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حنا حزبون
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديميّة للإبداع والعطاء
يحمل وسام الأكاديميّة للابداع الادبي
فلسطين

الصورة الرمزية حنا حزبون

افتراضي اثنتا عَشْرةَ مرآةً

اثنتا عشرةَ مِرْآةً
( هكذا رأتها المرايا )
إليها في حضورِ مراياها

المسكونةُ بمراياها

لم تكنْ فضاءً نهائياً
كانتْ انعكاساً لغيمتها
التي استلقتْ فوقَ شظاياها
تملأُ خلاياها المصقولةْ
فاعترفي ما ردّدتهُ حواسُكِ جليلاً
وبلّلي وجعَكِ بالمطرِ الفضيّ
والحكاياتِ الخجولةْ !

المرآةُ الأُولى / مُبلَّلةٌ بالخطايا

تعرفُها واحدةً
واحدةْ ،
ترسمُ خطوطها في احتمالاتِ العراءْ
يا رعشةَ الجسدِ بأعضائها النازفةِ
يا اليابسَ منها
إذا ما تجعَّدَ حنيناً
يشتعلُ تحتَ قناعِ الأهواءْ

المرآةُ الثانية / شبقٌ عُذريّ

هيئتُها التي نبشتها الذاكرةُ سهواً
برعونةٍ أُخرى ،
لم يتناغمْ معها صَخبُ النشواتْ
يا إيقاعَ الحبِّ الأبهى ،
اسحلْ على جسدِها الأملسِ
وتنفسْ ببطءٍ
مُترجّرجاً في مقامِ المُقدَّساتْ

المرآةُ الثالثة / رغبةٌ مُتعرّجة

امنحها قمراً مُعلَّقاً على حَلَمتها
ولامسْ هبوبَها لزجاً
يطفو دليلاً في مدى أنفاسِها
عانقتْ رضابَها كنطفةٍ قُزحيَّةٍ
خلقتْ من القاسي سحرَها المُضاءْ

المرآة الرابعة / محجَّةُ العاشقين

يا لحضورِ مشهدِها
احتارتْ فيه قوافلُ العابرينْ
يا المُترعةُ بحلمِ وجدِها
يهمسُ به الندى
دامعاً ،
السرُّ مكتظٌ بحالتها
وعلى حافتها تتعرَّى ليالي العاشقينْ

المرآةُ الخامسة / هلالُ موجتها

لا تطرقْ بابَها ، وانتظرها
ولا تُشعلْ ليلها
فهلالُها موقوتُ بأسئلةِ الإشاراتْ
لا تقتربْ بوصفها باباً
كأنَّهُ مطرقةٌ بصرخةٍ مُجوَّفةٍ
لغةٌ طاردتها النزواتْ
يا الأفعَى المُختبئةِ في بئرِها
يا محورَ النظرةِ المُجنَّحةِ
في
الاحتمالاتْ !

المرآة السادسة / رسالتُها التي لم تُقرأ

لتدنُ قليلاً ، ولا ترتبكْ
هل أصغيتَ لحديثها الذي يلوّحُ بطائشِها ؟
فاتلُ عليها رسالتَها
ولا تتعثرْ بأيائلِ شراكِها
فاللهفةُ تراوغُ ذاكرةَ الملدوغينْ

هذه مرآتُها دهشةُ قربانها
جموحٌ يستدرجنا إلى صوتها الكمينْ !

المرآةُ السابعة / مأدبةٌ بلا نديم

تلك ليلتُها ، ستباغتكَ بسهرِ لهاثها
بما انتحلَ له غيبُها
يستوطنُ جسدَها الباذخَ
حيثُ الأرواحُ مأخوذةٌ بخنجرِها
فانتصبْ مرَّةً أمام قامتها
ولا تكنْ كالريح الشاردةِ
في متاهةِ مجرتِها
تتجرعُ من قرابينها نشوةً مفضوحةً
في حياكةِ الأدوارْ
يا مرآتُها ، منْ يحرسُ رعشتَها
وقد تبرعمتْ وجعاً
تلهجُ بسرِّهِ الأقمارْ ؟

المرآةُ الثامنة / هدنةٌ ماجنة

لم تستسلمْ لطعنةِ الحبِّ
تذرفُ حنينَها في صداهُ المُوحشِ
كي يُومضَ وعداً
ارتضتْ له انحسارَ غبطتها
حتى تجلّى في أفقِ نحيبها
يا الولهُ ، هل تعرّيتَ أمامها
وانتحلتَ لها وجوهها المُقنّعةْ ؟

المرآة التاسعة / اعترافٌ يستطلعُ وجهتَهُ

تصطادُهُ ،
ولا وقتَ عنده ليتحرَّرَ منها
هكذا قضى أيامه مأسوراً
حتى احترقَ كظلٍّ حزينٍ
ضاقتْ عنه مرآتها


هكذا يهذي بها
حيث العمرُ يقينُ مرساتها

المرآةُ العاشرة / ذاكرةٌ ليليّة

يا سهرَ الليلِ ، رافقها بغمرِ جمرتها
واشتعلْ بها
في الغفوةِ اللامرئيةِ
يا فاكهةَ الأفواةِ الغائصةِ بخمرتها
يا التنهداتِ النازفةِ في جرارِها
حيثُ الرعشةُ تهدلُ بحالتها
فابتهجْ ،
حتى تشقى بعُري بلاغتها !

المرآةُ الحاديةَ عَشْرةَ / رعشةٌ باتجاه نغمتها

أيّةُ مواجهةٍ تُعلِّلُ رجمَها ؟
أيُّ موتٍ مُحرَّمٍ ساهمَ في فقدِها ؟
فتوقفْ ، يا موتُ ، وأنتَ تُمشِّطُ أخاديدَها
واعترفْ بهيئةٍ احتضنتِ المفقودينْ

يا شلالَ الجَلدِ المُلثمِ صارخاً
بين ساقيها
هذا الموتُ سلالةُ رعشتها !

المرآةُ الثانيةَ عشرة / رهانٌ مُؤرَّقٌ بجسدِها

المدينةُ تغفو لرهانِها
السماءُ مُكتملةٌ ببهائها
الشمسُ خَجلى من صرختها
الحرفُ داجنٌ لهيئتها
الكائناتُ صورٌ مُتعددةٌ لمشهدِها

والآن ، لماذا تكالبَ الرفاقُ عليها
في سجن خطاياهم ؟
المرأةُ التي مرَّتْ من هنا
لم ترها غيرُ مرآتها !

حنا حزبون
لوس أنجلوس 6 يناير 2021












حين ترتجُّ الغيمةُ ساقطةً
في سائلِ السماءِ
ساتسمَّرُ مكاني
لأرى وجهكِ
واضمرَ بلهفةٍ أُخرى
أنَّ الندى على خدِّكِ
يتوجعُ
  رد مع اقتباس
/