[خولة الدرايسة]

لله ما أجملك

وأرى أن ربة الشعر لا تملك كفافًا عنك شاعراً

كـأن نفـسـي لا تـرضـى مصاحبـتـي
إلا وألــف مـــن الـنـيـران تكـويـنـي
سقـراط يسكـن فـي رأسـي يـجـاوره
نـيـرون يـأفــك نـوبــات المجـانـيـن
وحـزن يعـقـوب إذ يـزجـي مدامـعـه
شوقا ليوسـف بيـن الحيـن والحيـن

قبسة من جمالها هذه

قصيدة أكثر ما يلفت فيها اعتمادها واتقانها البليغ جداً لاستغلال المجازات
(الكفر، الدين، نيرون، سقراط، الشهد ، الغسلين ..) وغيرها كثر في أغلب الأبيات
بعض الأبيات مالت للمباشرة في التشبية بدون التنحي عن جزالة المعنى
وهذا يحسب لك

المطلع والمخرج .. أحكما القبضة جيداً
أديا وضيفتيهما حسب موقع كلٍ على حدا .. من حيث الاشارة الى مضمون القصيدة وغرضها
ويلمس القارئ التصاعد في ايقاع القصيدة وشعورها الوجداني والذاتي حتى يبلغ ذروته :

لو شئـت ، أجعلهـا زهـدا وموعظـة
أو شئت ، أجعلها سيـف السلاطيـن
أو شئـت ، أجعلهـا خـمـرا وغانـيـة
أو سـورة نزلـت فـي طــور سينـيـن
ألقى بها الوحي في روعي فصيّرني
يــا ربــة الشـعـر قـديـس الـدواويـن
حُمّلت خبزا على رأسي وسـرت بـه
فـردا طـريـدا عـلـى حــدّ السكاكـيـن

جميلٌ جداً

نزفت شعري من جرحي ومن ألمـي
ومــن شـعـوري بـآهـات المساكـيـن

هذا لبيت بدا مغاير المعنى عن محور القصيدة العام
لكنه انساني للغاية .. قال معنى سامي حقاً

هنا :

والمـوت أقبـل نـحـوي باسـطـا يــده
لــه هــدوء كـمـا زحـــف الثعـابـيـن

لم استسغ هذا الشطر ..
ربما كون وجه الشبه (الهدوء، والزحف ) يبدوا غير متلائم


وهي قصيدة رائعة قوية جزلة
من ذلك النوع الذي يأخذ النفس معه محلقة
يروي الذائقة

أجدتَ وأحسنت
وانك لشاعر شاعر


سلمت
ولك الشكر