۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - زورق الإنشاد ..
الموضوع: زورق الإنشاد ..
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-07-2018, 09:43 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
طارق المأمون محمد
فريق العمل
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
السودان

الصورة الرمزية طارق المأمون محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

طارق المأمون محمد متواجد حالياً


افتراضي رد: زورق الإنشاد ..

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد ذيب سليمان مشاهدة المشاركة
زورق الإنشاد



سـِـرْ ملءَ جفـنِـك زورقَ الإنشـــادِ
وانظــر نجــومَ الليل كيـف تُنـــادي


فوقَ الخيــالِ أرى مجاديفَ الهوى
كالحُلــمِ تســبحُ في دَمـي وفــؤادي


والزورقُ الولهانُ يوغلُ في اللِّقـــا
وهديـرُ موجِ البحرِ صوتُ الضــَّـاد


يسري بِعُمقِ البحرِ يرســُـمُ خَطـوَه
فـي لهفــــةٍ تشـْـــتاقُ للميعــــــــادِ


مُتهاديـــاً لا وزرَ يَعبـَثُ مُرهِقـــــاَ
جفــنَ الشـُّــرودِ برحلــةِ المُرتــــاد


والموجُ يرقـصُ كالذَّبيــحِ مُرفرِفــاً
فــوقَ الغُيـــومِ بِجُرحــــهِ الوَقــّــاد


حتـى إذا دَنت الشـِّــباكُ تـأرجَحــتْ
من فرْط ِنشـْـوَتِها عُـرى أصْفــادي


والــزَّورقُ الوَسـْــنانُ يَجمـــعُ دُرَّه
حرفـــاً فحرفـــــاً دونمــــا إجْهــــاد


لا تَنظـُـري بين الحُــــروفِ فَإنَّهـــا
أضحت مزار الصِّيــد من أحفـــادي


وتَزيَّنــتْ بالتّيــنِ والزَّيتـــونِ مـُــذ
سَــكنَ الجَمـــال مـَواطنَ الأجــْــداد


والنـَّـايُ واليَـرْغول بينَ ضِفافِهــا
مَزَجـــا الحَيــاةَ بِطيــنَةِ الأجْســـــاد


لا تَغْفَلـي ألَـــقَ الـرِّمـــالِ ونَـوْرَساً
أدْمَــت مَصارعَ حـُـزنِــــهِ أعْيـــادي


لا تَتـْــرُكي يــومــاً يَهيــمُ مُعـزِّيــــاً
ألَقــــاً يمــــوتُ بِبسـْـمَةِ الأحْفـــــاد

أمّـا دنــانُ الشَّــوقِ دونَكِ نَزفُهــــا
دهــــراً تعتَّـقَ فـي لـَـظى الأكبــــاد


عِشـــناهُ عُمـْــراً والعَتابــا2 فَرحـَــةٌ
ذُبحــتْ وقاتِلُهـــا الـغَوِيُّ السّـادي


ما زالَ يحمِلُها الشــَّهيدُ مُضرَّجــــاً
بأنينِهـــــا فـي حَفـــــلةِ الميـــــــلاد


تَمْتـــزُّ3 من وَجَعِ الحَيــاةِ وَقودهـــا
وتُعيــــدُ دورتَهـــــا بِكـُـلِّ عِنــــاد



الكامل


1- الناي واليرغول / أدوات نفخ موسيقية
2- العتابا / نوع من الغناء الشعبي في فلسطين

3-الإمتزاز // خروج السوائل من الأكثر تركيزا الى الأقل
أ محمد معجب بقلمك سيدي الكريم الذي أراه كل يوم يتقدم بخطاه الثابتة الىالأمام و بقوة أرى انفتاحا على الجمال من أوسع بواباته و تصالحا من الخيال و تجديدا في ركيزتي المعنى و الغرض.
انظر معي الى : زورق الإنشاد,فوق الخيال, مجاديف الهوى, متهاديا لا وزر, فوق الغيوم, دونما اجهاد, مزجا الحياة,لا تغفلي, تمتز...
كلمات هادئة تسبح في بحر هادئ وديع في رحلة ممتعة يصطاد الصياد فيها دونما اجهاد...
الكلمات نسجت اللوحة بألوانها لكأنك البحار الذي ضرب أطناب البحار و جاب أصقاعها.. و التعابير تتهادى مع أمواج البحر الوديع الهادئ... و لأني أأخذ الصورة في لوحتها كامله أرى اضطرابا لم ينقص من جمال اللوحة فالمركب الوسنان لابد له من يقظة في البحر الجريح الذي ترفرف أمواجه بعنف هكذا يرفرف الذبيح و ينتفض... مما يجعل هدوء المركب و ربانها مستحيلا في هكذا بحر مضطرب... و رغم جمال هذا البيت الرائع
والموجُ يرقـصُ كالذَّبيــحِ مُرفرِفــاً
فــوقَ الغُيـــومِ بِجُرحــــهِ الوَقــّــاد
فإنه يخل باللوحة و تناغمها و انسجامها فاللوحة ترسم بحرا هادئا به زورق يتهادى بوداعة و هدوء يسمح لصياده أن يجمع حروفه بارتيح دونما إجهاد...فلو استبدلنا كلمة ذبيح بأي كلمة تشي بالحركة البطيئة المموسقة الهادئة لربما كان أحسن.
و لربما كان غرض القصيدة وطنيا مما أوحته لي كلمتا التين و الزيتون و الشهيد المضرج و هذان البيتان الذان ذهبا بالقصيدة في اتجاه آخرغير ما كان خطها العام يبني و ينسج أو هكذا تبدت لي اللوحة ببهائها وجمالها. لربما إذا أراد الشعار أن ينقل القصيدة أو يمزجها بالروح المعنى الوطني أو يلبسها حلة تدمجها مع غرضها الذي اتضح أخيرا فإنه يحتاج الى بيت أو بيتين يمهدان لهذا المزج و يهيئان اللوحة للإنتقال الى مشهد أكثر انفعالا كما تفعل الألوان في تدرجها من لون البحر الهادئ الآزرق الى لون السماء الأصفر المشتط فإنها تمزج اللونين الأزرق والأصفر يكون اكثر ازرقاقا جهة البحر و اكثر اصفرارا جهة السماء حتى يتلاشى اللون الأزرق تماما,, و إن لم تعمد اللوحة الى جعل هدوء البحر و سكينته يتلاشيان منها في هذه القصيدة..
بعض رؤية لعلها تخطئ أكثر مما تصيب لكنها تحمل ودا لصاحبها لعله يرضى و يطيب.






  رد مع اقتباس
/