[يزن السقار]

أحب البيوت المختلفة
تلك الشبابيكها أوسع من الأبواب
تستقبل زوار النور أكثر
تشفّ أكثر
تقول أكثر
تلك الحدائقها أكبر منها
تختبئ بالعطر
تتعلم الألوان ملء صوتها
و تغني كل رخائها على عين الفصول
أحب الأغنيات المختلفة
تلك الرباباتها أحن من الكلمات
تلك الكلماتها لحن إلهي
تلك البلا لحن
صوت يخاطب السماء
فتختلط الطريق على الصدى
أحب القصائد المختلفة
تلك التي لا تبالي باللغات
تكسر كل إشارات المرور
تصطفّ كما شاء لها
تغرف من اللب
و تسيل زلالا بكامل عيبها
أحب الزهر المختلف
الذي يغويك و يلسعك
يمنحك و يأخذك
يتركك تحت بساط مزاجه
يحرث حواسك و يزرعك
و أحبكِ
أحبكِ لأنكِ مختلفة
ضحكتك لا تشبه الموسيقى
صريحة
و تحرضّ الفرح على كسر الحواجز
تخلخل الصمت
و تغير مسارات الوقت
عيناكِ عاديتان
لكنهما لا تمتهنان الرؤية
تتلمسان الأشياء بأصابع مرتجفة
واسعتا الأفق
تلمّان شمل السماء و خيال البحر
و تمنحاني فرصة القفز إلى المحال
و العودة مبللا بالشِعر
شفتاكِ رقيقتان
لهما ألف يد مشاغبة
تحملان كل محاصيل الكرز المخمور
تشتُمان مثل ثائر
تقبّلان مثل ثائر
و تمدحان مثل عصفور أليف
أحبك لأنكِ مختلفة
تكترثين بالصبح أكثر من صوت فيروز
بالبهارات أكثر من قصائدي
بفكرة البن أكثر من ارتشافه
بالقيلولة أكثر من حديث التعب
و بالحب خارج حدائق الكلمات
أحبك لأنكِ مختلفة
نهداكِ عاصمة البرجزة
يطلان بعيون ماكرة على لجوئي
يضحكان من ثقب الباب
و يمرران من عروة القميص تأشيرتي
ساقاكِ منارتان تضيّعان درب مراكبي
و على هفهفات عطرك البري
أضع رأس قصائدي
و أذوب