[احمد المعطي]

قال لي أخي عمر أبو غريبة ردا على مداخلتي الشعرية :« عزمت عليك أن تكملها وتزفها قصيدة كاملة». فقلت: حبّا وكرامة.
***
لأمّ قيس ومن تلقائها النظَرُ
..................حين النوارسُ دمْعَ العين تعتصرُ
نحوَ التي مزّقَ الإعصار نطفَتَها
...................وبعثر "الماءَ" حتى مَجّهُ البشرُ
حلقْ على الحدّ وانظرْ حسْنْْ قامتها
..................واملأ شغافكَ لو أزْْرى بكَ البصرُ
ريح الصّبا بثياب الخزّ مقبلة
..................تصبو إليكَ ويصبو النجمُ والقمرُ
فرّغْ حَنينكَ فالتحنانُ ينعشُها
...................تلكَ التي قيْدها في البُعْد ينحصرُ
بعيدةٌ قربَها الأحداقُ ما فتئتْ
........................قريبةٌ عندها الأحلامُ تنتحرُ
يا ويْحنا فغثاء السيْل "ضرّتنا"
.....................أمّ النَّوائب فيها الكيْدُ يُختصَرُ
يا وَحْدَنا..نثرتْ في درْبنا حُفَرٌ
............فامتدّت الدرْبُ بل ضاقت بمنْ حفروا
يا ظفرَنا احفرْ فأنتَ الفأسُ في يدنا
....................احفرْ فهذا الثرى للظفْر ينتظرُ
لا تنتظرْ من رُعاة الشاه مفخرة
................فكلُّهمْ "راعَ" لا هبّوا ولا نصَروا
من ثلة في ربى الأكنافَ صامدة
.......................يأتيكَ موكبُها والعزُّ والظفرُ
إذْ تمتطي الرّيحَ والأنواءُ ذاهلة
...............بل تنضح البحرَ حين الماءُ ينسجرُ
والهوْلُ يقبلُ بالأضواء صارخةً
................الشمسُ في الليل والبركانُ ينفجرُ
يمورُ من غضب والطيرُ حائمة
..................والنقعُ في حوْمة الميْدان ينتشرُ
نوْءٌ على النوْءعين الله تنظره
................والزَّحفُ آت به "المختارُ" ينكسرُ
أيّارُهم طرََبٌ بالإفك يَجلدُنا
............................أيّامُه دوَلٌ تعلو وتنحدرُ
كغيْمة الصيف في أعمار أمتنا
........................تشريننا أمَلٌ بالحق ينتصرُ
في دوْرة الدهر ما زلنا تُحرّكُنا
........................يدُ المشيئةِ وعْدَ الله ننتظرُ
وأمُّ قيْس لأهل الله منشدة
.................وقيْسُ يهتفُ والأعشابُ والحَجَرُ
لأمّة العُرْب والإسلام رايته
....................تعلو على هامَة الأقوام تفتخرُ
عُدْنا..ونحنُ بنو عدنانَ يا ولدي
..................من كلّ فجّ بنو قحطان قدْ نفَروا
وفي النفير أتى كنعان من سَفَر
.................يُلقي العَصا ساجداً يبكي ويعتمرُ
ليلاهُ في باحة الأقصى تعانقه
...................عوْداً حميداً وَوَرْدُ الخدّ يزدهرُ