۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - حويني وأنا طافي ومعلّق لهن لمبه
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2019, 10:48 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
افتراضي رد: حويني وأنا طافي ومعلّق لهن لمبه

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة






أنا ولد شوفهن
وعيونهن هنّ الّلي جابنّي
جابنّي يتيم عيون ، وقادنّي
وخلّني ألدّ بشوفهن
وطيّرنّي دفوفهن
ورقيت ألدّ وهن بعد لدّنّي
ويوم شافنّي شفت نومهن
وعلّيت لقطوفهن
غمّضنّي شوي وماتنّي
...
وانا حويني بفوتهن يوم فاتنّي
الله حسيبهن يا زيد كيف ماتنّي
،،،
وهذي الكتابة يازيد يا حوينها
...
قلتها ، وقمت أشوف إيدي اللي نسيتها عالحيط
يمكن حدا مرّ وسلّم عليها
لقيتها مثل ما هي
خذيت ساعتها ، وسلّمت عليها
وخلّيتها ...
...
أتذكر إنّي قلت آجي بعدين ، وجيت
وقمت قلت أغنّيلهن ، وغنّيت
وبعدين سكت صوتي
وأنا بعد مثله سكتت
يمكن متت ؟
لا ، لا ما متت
بس قلت أضحك عليهن يمكن يجن
وانا قلت آجي ، وجيت
وقمت أغني ، وغنّيت
وهن لا قامن ، ولا غنّن ، ولا إجن
يمكن ماتن
يمكن نسن
أو يمكن ماتن وهن ناسيات
...
وأنا من يوم ما جيت وغنيّت ، وأنا ما أدري
ما أدري ، وزعلان بعد
...
ما أدري وزعلان ، وقلبي مثل طيّارة ورق ما لقت خيط
وطارت بالجو لحالها ، هيك ...
ومرّات أسمع قلبي يماوي مثل بس راقي على الحيط
رقى يلعن أبو بسته الّلي غفت تحت سيّارة وما إجت
وماوالها
وأنا بعد قام قلبي يماويلهن
ويغنّيلهن مواويلهن
وظلّ يغنّي ، وهن ما إجن
يمكن غفن تحت سياره وماتن ؟
ــ وشلون عاد ؟! ــ
لا حرام حرام
يمكن ما غفن تحت سيّارة وماتن
لكن يمكن نسن
...
قلت خلص والله ما أحنّ
وبعدين حنّيت
وأنا والله ما أدري أنا حنّيت والا بكيت
لأنّي من تالي صارت تضنّفلي و أبكي على أيّ إشي ، هيك ...
أنا من تالي ، ومن صرت لحالي
صرت بس أقعد أتذكّر
ومرّات صرت بس أقعد أنسى
ومرّات أصير نزاق أكسر أيّ إشي ،
وألعن أبو أيّ إشي
وأكسر أيّ شي حتّى لو إيدي ، هيك ...
أكسرها وأعلّقها بمسمار ورا الباب
أو أحطها على الحيط وأنساها
وألعن أبو الّلي نسن
بس يوم أسمعهن يغنّن : (يا راد يا عوّاد يللّي ...)*
أقوم أسامحهن
واغنّيلهن
...
بس أنا من تالي ومن راحت الدنيا وخذت معاها الناس وحارتنا
وخذت بنات اللذينا اللّي خذّني ، وخلّتني
صرت كأنّي مو أنا ، صرت غيري تركتني ومشيت
أو صرت غيري تركني ومشى
تركني أقعد لحالي أتذكّر وأصفن
أصفن عشان اتذكّر ، ومرّات أظلّ صافن وأنسى ليش أنا صافن
ومرّات أظلّ صافن وما أتذكّر
ما أتذكّر ريحة الريحان بحوشنا
ولا هواش جارنا وهو يترفّش ببطون عياله وهو يقرّيهم
ولا صوت أبو حسن ينادينا عشان ندزّ سيارته اللي دايماً طافيه "الله يمسّيك بالخير يابو حسن"
ولا اوراق عليها كتابة ممحيّة ، ولا إيد بيضا تفتح الشبّاك وتردّه
ولا اللّي ناديته بصوتي وما ردّه
ولا سيّارة البلديّة اللي كانت تبخّرنا وتبخّر ناموس الحارة
وبعد ما تروح نظلّ نقحّ ، ويضحك ناموس الحارة
ولا صوت مصلّح بوابير الكاز
ولا صوت مطهر العيال "راح المطهر وكبرو العيال ، وأنا يمكن نسيت أكبر"
ولا صوت بياع الحاملة المبحوح ، اللّي يمكن سامحني.
ولا صوت أمّي تصحّيني : صرنا بكره قوم البس أواعي العيد
ولا أخوي يتسحّر وهو نص نايم ويغمّس بالأرض
ولا أمّي بعد الفجر بالشتويّة تقول لأبوي : تراه صلّى بدون وضو
ولا بيّاع الهرايس ، الّلي يمكن ما رح يسامحني
ولا سمّاعة الجامع الّي فتحتها وأذنت والناس مقيّله ، وصارت العركة
ولا الحيط اللّي رسمت عليه خط عشان أكبر لعنده ، وهدّوه وبنو محلّه ولا إشي ، ولا إشي ومرسوم عليه خط وأنا قاعد أكبرله.
ولا إشي
والـ "ولا إشي" يوم تنساه يصير ولا إشي ثاني
بس الـ"ولا إشي" معيّي إنّي أنساه ، وما يكفّيه نسيان واحد
وما يكفيّه ولا إشي
ولا حتّى اللّي نامن وطفن ضوهن
وانا مثلهن طفيت ، وظلّيت طافي
طافي ومعلّق لهن لمبه
وكمان ولا إشي
ولا إشي كثير
يعني أكثر إشي
يعني يمكن نسيت
نسيت كثير
أويمكن إنّي بطّلت أتذكر
يعني انا لو أتذكر كان تذكّرت
وكان تذكّرت إيدي ، ورحت أجيبها
وطقّيت أصابعها وحطيتها بجيبتي
وكان تذكّرت اللّي نسن
وقلت : يمكن ماتن
يمكن نسن
...
بس حرام خطيّة
ما ودّي يشيلن ذنبي ويموتن وهن ناسيات
يمكن هن مثلي من تالي صارن يكسرن أيّ إشي
ويلعنن أبو أيّ إشي
ويمكن انهن مثلي ما تذكّرن ، يعني لو تذكّرن كان اتذكّرن وما نسن
وكان إجن
...
كان إجن بعدي وقوّمن قيامة من ماتهن
ولا قال الدرب ساهيات ، أقول بس هاتهن
هاتهن بلكي يوضّنّي لسجدات سهواتهن
وشويتين أضحك وهن يكثّرن اشويّاتهن
وأقول هصّ ، ويوطنّي بشويش سكتاتهن
إششششششش
يمكن اصير شاعر
وهن يصيرن كتابة وغناني
أو يمكن بعدين أكبر أكثر وأصير شاعرين
وهن يظلّن كتابة
...
أو يمكن انهن إجن ، ولقنّي ناسي
لقنّي ناسي ومسامح بعد.
...
أو يمكن إجن وأنا قاعد أكبر
يمكن
ويمكن قلت لهن بعدين
وسمعنّي أقول للّي تركته ومشيت : يييه
وسمعن اللي تركني ومشى يقول : ييهين


ييهين وحوينة العمر
وحويني








.
.
احترت أولا وترددتُ في اتخاذ القرار : أيهما أفضل ؟ هل أضحك هنا أم أبكي ؟
ووصلتُ إلى حلٍ يرضيني ويليق بالنص .وهو أن أبكي ضاحكة .
لأنك لعبتَ بعقل المعنى واستدرجتَه مرة بعد أخرى، ليسقط في كل مرة ( على أم رأسه ) في الكمين الذي نصبته له في كل فكرة .
وإذا أردتُ أن أحلل تجربة البكاء الضاحك في تذوق هذا النص الملسوع بسياط اللهجة العامية وكيف أنه مع كل لسعة يقفز في الهواء ويحطَّ في مكانه لقلت : إن الضحكة التي يتسبب بها تعود إلى الحجم الهائل من الطفولة العابثة المشاكسة التي يظل يتشيطن بها الطفل حتى ينال عقابه.
وأن البكاء الذي يتسبب فيه يعود إلى الحجم الهائل من صدق الشاعرية التي وصلت حدَّ التمزق . فأصبح المرء أمامها في موقف شبيه بموقف من جاء يعزِّي شخصاً مفجوعاً بعزيزه ، فصمت لأنه خشي إن هو راح يعزَّيه بالكلمات أن يذكِّره .
ونحن في هذه الحالة ماذا نصنع بأنفسنا وكيف يجب علينا أن نشعر؟
فلنضحك ونبكي في آن واحد، فليس هذا حكراً على تأثير الجنون في السلوك . إذ بين تأثير العبقرية والجنون شعرة . وأرى الشاعر العبقري ياسر قد قطعها .
حصلت على الكثير من متعة الدهشة .
شكراً جزيلا






  رد مع اقتباس
/