[عزالدين نونسي]

هل الحجارة كانت تحمي البطل أم تنهال عليه؟ذلك هو المقبض الزأبقي الذي يفتح القراءة على أكثر من تأويل. أعتقد أن الموالاة كانت له. فالحجارةلم تكن رجما بقدر ماهي تعزيز وحماية لظهر هذا المقاوم الصامد الأعزل . والحجارة والموقف هذا لايمكن أن تكون سوى السلاح الوحيد المتبقي الأكثر إرهاقا لنفسيةالصهاينة المهزوزة الذعورة من روح المقاومة، وقعها على جنودهم ودباباتهم أكثر تدميرا لهم من الداخل. وعبقرية الشعب الفلسطيني لن تدخر جهدا في ابتكار أسلحة أخرى للمقاومة والصمود. أما إن كانت عليه، فذلك الوجه الأخر للرسالة، ظاهره لارحمة فيه وباطنه من قبله العذاب. إنه عذاب الشعور بالخيانة في زمن الخذلان و الصفقات المعلنة والسرية المشبوهة. تلك الحجارة والحالة هذه لن تقامر فقط بمصير شعب وقضيته، بل بمصير أمة بأكملها. هنا أبانت الومضة عن فطنة ذكية في حبك رسالتها المرموزة الساخرة التي أمتزج في الشعور القاسم بالمرارة، بصرخة الرفض والإدانة. تحياتي أيها الغالي