فشلت بامتياز في تأجيل قراءة باقي الإجزاء إلى أوقات قادمة في محاولة منّي لتجريب إدارة المتعة واستدامتها ، وكما فعل إسلوب نيكوس كزنتزاكي ، وإرنست همنجواي فعلت ثناء حاج صالح في تسليط سيف التشويق على رقبة القراءة ، وبممارسة هذا النوع من الديكتاتوريّة الجميلة يعمد الكاتب إلى استبقاء القارئ وإجباره على مواصلة القراءة حتّى ينتهي من قراءة الرواية كاملة ، ولكنّها وعلى عكسهما لم ترم بكامل بياضها (كما يقول لمثل المصري "إرمي بياضك" هههه) إذ أنّها تعاملت معنا "بالقطّارة" (كما نقول) ولم تنشر النصّ كاملاً ، ربّما في محاولة منها لضمان قراءة كلّ ما تنشره هنا ، وقد تكون محقّة في هذا النهج ، وأنا أتفّق معها في ذلك ، فربّما لو نشرت الرواية كاملة ، فستستغرق قراءتها وقتاً طويلاً ، أو ربّما (وهذا تخمين) أنّها لم تنته من كتابتها بعد ، وتقوم بنشر ما يتمّ إنجازه ، وهذا شيء جيّد إذ إنّه يمكنّها من قياس درجة حرارة القراءة والتلّقي بشرط عدم الوقوع تحت تأثير أراء القراءة حين كتابة بقيّة الأجزاء ، ولا بدّ أن أؤكّد أنّ هذا مجرّد تخمين.
خلاصة هذه الثرثرة : إن كانت الكاتبة قد راهنت على عنصر التشويق فيما تمّ نشره إلى الآن ، فإنّ رهانها كان ناجح بامتياز ، إذ أنّ التشويق قد مارس دور البطولة المطلقة في الإسلوب.