۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 09-11-2012, 03:48 AM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
زحل بن شمسين
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
العراق
Arrow رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 2
شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج


سئل غاندي ماهو اعظم انجازات امريكا؟ اجاب انها هولي وود


صنع الصورة

لكي نفهم كيف تخطط امريكا وتعمل دعونا نذكّر باحد اهم اساليبها وهو المفهوم الامريكي الذي تطلق عليه تسمية (صنع الصورة)، والذي يقوم على وضع خطة او اكثر لصنع صورة ايجابية عن شخص ما او جماعة او حزب في محيطه او في العالم بحيث يكسب ثقة المحيط مما يسمح له بالتغلغل العميق في الوسط الجماهيري ومنافسة الوطنيين الحقيقيين او لعب دورهم وعزلهم ان امكن، او ان صنع الصورة يستهدف اضفاء صفات غير موجودة في دولة ما او مجتمع ما لاجل تسويقه للعالم بصورة ايجابية او بلورة تقاليد واتجاهات داخل نفس الدولة تمنحها صورة الدولة المتماسكة او الامة التي استوفت شروط الامة وان مواطنيها تحركهم الوطنية وحب الوطن وليس مصالح شركة كبرى حجمها قارة احيانا، كامريكا، مع ان الامة غير موجودة بعد وانما هي في طور التكون، وهي حال امريكا الان، لم تتخطى بعد حدود مجتمع شركة كبرى تربط افرادها مصلحة ذاتية وفردية تجمع عدديا ولم تنتج حتى الان تجمعا نوعيا يمثل هوية امة متبلورة بالمعنى الذي قدمه لنا التاريخ الحديث في اوربا مثلا حيث لدينا امما مثل المانيا وفرنسا متكونة ومستقرة كامة!
وكما ان صنع الصورة له هدف تجميلي او تكميلي ايجابي فانه يستخدم ايضا لشيطنة الخصم او المنافس واضعافه او تشويه صورته من اجل عزله والانتصار عليه، كما حصل حينما شيطنت امريكا باعلامها واكاديمييها الاتحاد السوفيتي والعراق. ومفهوم صنع الصورة ليس جديدا فهو قديم قدم الصراعات المعقدة ووجود حكمة وذكاء لدى احد الاطراف او كلها للقيام بخدعة لنسميها وفقا للتعابير الحديثة (خدعة مخابراتية) للخصم او للجماهير، عن طريق تبني مواقف تكسب الاحترام ولكنها تستخدم في النهاية وبعد صنع الصورة لتنفيذ سياسات امبريالية تخدم امريكا او الصهيونية مباشرة او بصورة غير مباشرة. وفي كل الاحوال فان صنع الصورة هو عبارة عن تقديم صور نمطية غير موجودة في الواقع غالبا، او انهاموجودة لكنها جنينية وخاصة جدا ولم تصبح صفة عامة، وتكرار عرضها بمختلف الوسائل كي تندس في ذاكرة الناس ووعيهم الجمعي او الفردي ولاوعيهم الباطني دون معرفتهم غالبا وتصبح عامل تأثير في مواقفهم وخيارتهم.
والامثلة الحديثة كثيرة على كيفية صنع الصورة ولكن صنع صورة البطل لانور لسادات من اشهرها، كما ان صنع صورة البطل الامريكي وامريكا بلد الرفاهية وانهر اللبن والعسل مثال اخر،دعونا ننظر في المثالين لفهم كيفية عمل امريكا.

تأهيل السادات للخيانة تحت غطاء وطني

حينما اراد انور السادات بدفع امريكي الانسحاب من الصراع العربي الصهيوني وانهاء القضية الفلسطينية لم يعلن ذلك فجأة وبطريقة تصدم اغلبية الرأي العام ويكون الرد الشعبي الفوري هو ان السادات خائن، بل لجأ الى عملية صنع صورة ايجابية له منحته صفة الوطنية والدفاع المستميت عن مصالح مصر خصوصا تحرير سيناء من الاحتلال الصهيوني، بتنفيذ خطة ثبت الان ان لامريكا دور في وضعها وهي اشعال حرب مع الكيان الصهيوني وهي حرب اكتوبر عام 1973 وتحقيق تقدم مصري سوري اولي بعبور القناة وتحطيم خط بارليف واستعادة الجولان من قبل سوريا ولكن لفترة حيث عاد الكيان الصهيوني للامساك بزمام المبادرة في الجبهة المصربة بتحقيق ثغرة الدفرسوار والتي وضعت قوات مصرية في كماشة الجيش الصهيوني، بينما اعاد الجيش الصهيوني احتلال الجولان وهدد باحتلال دمشق لولا تدخل الجيش العراقي الذي انقذ دمشق من السقوط رغم ان العراق لم يكن مبلغا بالحرب ولا سمح له بالمساهمة في التخطيط لها.

هذه الخطة وفرت ما يلي :1 –

اضفت على السادات صفة وطني (حقيقي) يريد وباصرار تحرير سيناء من الغزو الصهيوني، وبذلك امتلك الصفة التي يحتاجها لتنفيذ ما خطط له، وهو الاعتراف بالكيان الصهيوني وانهاء الحرب معه، وفرض ما يريد على الوطنيين الحقيقيين في مصر وخارجها الرافضين للاعتراف بالكيان الصهيوني، بالقول انه قاتل وحرر سيناء وانه لذلك من يمنح صفات الوطنية والخيانة لغيره! والاهم انه وبعد صنع صورة ايجابية له حصل على دعم فئات مصرية ليست بالقليلة وقتها، مما مكنه من مواصلة تنفيذ الخطة والاقدام على الخطوة الاساسية وهي زيارة القدس والاعتراف بالكيان الصهيوني والقيام بعملية اقصاء الناصرية ورموزها من السلطة. لقد امتلك السادات صورة القائد القوي ومحرر الارض المحتلة واخذ يتصرف بعنجهية تجاه قادة مصر الوطنيين وتجاه الاقطار العربية الاخرى التي رفضت سياساته الخيانية.

2- لقد تحقق اهم هدف صهيوني امريكي عبر حرب اكتوبر وهو كسر الحاجز النفسي الكبير وهو الرفض

العربي الشامل للاعتراف بالكيان الصهيوني، فقيام السادات بالاعتراف به دفع النظام في سوريا لقبول قرار 338 الصادر بعد تلك الحرب وهو يؤكد على تنفيذ قرار 242 الصادر في عام 1967 والذي يدعو لمبادلة الارض بالسلام اي الانسحاب الصهيوني من اراض عربية مقابل الاعتراف العربي بالكيان الصهيوني، فدخلت سوريا مفاوضات مع الكيان الصهيوني وصار الاعتراف بالكيان الصهيوني ممكنا ومشروطا بالانسحاب الصهيوني من الاراضي التي احتلت في عام 1967. والاهم ان النصر الاولي الذي حققه الجيش المصري بعبور القناة ونجاح الجيش السوري بتحرير الجولان كسره جيش الكيان الصهيوني بتطويق الجيش المصري واجبار السادات على وقف اطلاق النار واعاد احتلال الجولان، وبذلك اثبت الكيان الصهيوني امام شعبه والعالم انه قادر على مواجهة جيوش عربية قوية ودحرها حتى لو حققت تقدما في البداية، وهذه فكرة محورية في الصراعات الطويلة تخدم هدف الصمود حتى في الوضع الميئوس منه.
وهذه المعلومات، وان كنا قلناها حرفيا وبدقة قبل وقوع حرب اكتوبر بحوالي العام في كتابنا الموسوم (الاعتراف باسرائيل ومستقبل الثورة العربية) الصادر عن دار الطليعة في بيروت في مطلع عام 1973 – كتب في الشهر 11 من عام 1972- وكررناه بعد تلك الحرب حينما وصفناها بانها كانت حرب تحريك لعملية الصلح والاعتراف باسرائيل، فان مصادر صهيونية اكدتها مؤخرا اي بعد اكثر من اربعة عقود من الزمن ببث فيلم اسرائيلي في التلفزيون الاسرائيلي يؤكد ان حرب اكتوبر تمت بناء على اتفاق مصري اسرائيلي امريكي من اجل منح مصر السادات نصرا. (وكالة هلا فلسطين للانباء في 3/4/2011)


اذن صنع الصورة تم في مصر بتحويل السادات الى بطل العبور وتحرير سيناء من اجل ان يستخدم صفة البطولة تلك في الاقدام على خطوة خطيرة وغير مسبوقة وهي الاعتراف باسرائيل ووضع كافة الزعماء العرب امام خيارين كلاهما مدمر وماحق وهما اما الاعتراف بالكيان الصهيوني او مواجهة الجحيم الذي سوف يواجه الامة العربية اذا رفضت الاعتراف، وفقا لمفهومه وهو ان 99 % من اوراق اللعبة في الوطن العربي بيد امريكا وان من يعارض سوف يدمر ويزول، كما قال منذرا كل الزعماء العرب والشعب العربي.
وتخيلوا لو ان السادات لم يخض حرب اكتوبر ويعبر القناة ويعيد سيناء، ولو بشروط مذلة ومهينة، هل كان سيستطيع اقصاء رموز النظام الناصري وسجنهم؟ وهل كان سيستطيع الاعتراف بالكيان الصهيوني دون مواجهة فورية لتهمة الخيانة العظمى من داخل مصر قبل خارجها؟ وهل كان سيجد من يدعم توجهه للاعتراف بالكيان الصهيوني على مستوى جماهيري؟ لقد احتاط السادات ووفر حزاما يحميه من العزلة بخوض حرب اكتوبر قبل الاقدام على خطوة كان هو يعتقد انها خيانية.

امريكا : صنع امة بالايهام

والمثال الاخر الواضح لتطبيق هذا المفهوم (صنع الصورة) هو الدور الذي لعبته السينما الامريكية، خصوصا ستوديو هولي وود، في نشر صورة عن امريكا في داخلها وخارجها غير صحيحة ووهمية في الواقع يريد من خطط لها اقناع الانسان في امريكا بها ثم نشرها في العالم كله وتروج تلك الصورة لفكرة ان امريكا (امة عظيمة) وانها تملك قيما خاصة بها ونمطا للحياة يميزها عن غيرها وانها تمثل محور الخير في مواجهة محور الشر في العالم، بل ان اليمين المسيحي التوراتي اعتبرها (ارض الميعاد) التي (وعد الله) بها بني اسرائيل وهي (ارض العسل واللبن)، وكانت اول فكرة توراتية في هذا المجال هي اعتبار امريكا من قبل هؤلاء في بداية غزو الاوربيين للقارة هي (اسرائيل) وقبل ان يتم اختيار فلسطين ك(وطن قومي لليهود)

في وعد بلفور!
ولذلك فان هناك كتلا امريكية ليست بالصغيرة تضفي على امريكا صفة القدسية رغم انها مجتمع متناقض هو ابعد ما يكون عن القدسية، فهو تجمع تغلب عليه ثقافة الانانية والفردية المتطرفة واحتضان الجريمة المنظمة والاضطهاد واسترخاص حياة الناس الاخرين والسطو عليهم ونهب اموالهم وابادة افرادهم بلا رحمة...الخ، وهذه السمات تعود لحقيقة معروفة وهي ان السكان الاوائل لامريكا من الاوربيين هم اما من المجرمين الذين امتلأت بهم سجون بريطانيا واردات نفيهم فارسلتهم الى القارة الجديدة، او المضطهدين دينيا وارادوا الهرب لممارسة شعائرهم دون اضطهاد، او الفقراء المعدمين الذين هدهم الجوع فارادوا فرصة حياة ولو في قارة بعيدة غير معروفة، وفي كل الاحوال فان سايكولوجيا المهاجرين الاوائل كانت مرضية وغير طبيعية وانتقلت الى اقسام غير قليلة بالتوارث!

لكن (الاباء المؤسسين) لامريكا كما يسمون كانوا يعرفون بوضوح ان الغطاء الديني او الصورة الايجابية عن امريكا ليست سوى وهم دعائي هدفه خلق امة بصورة اصطناعية، من مهاجرين يحتفظ كل منهم بهويته الثقافية والقومية والدينية وتربيته الاجتماعية السابقة للهجرة، باسرع وقت وسلق مكونات الامة المتمناة مثلما يسلق البيض! وهنا تكمن احدى اخطر ازمات امريكا التكوينية، فهي ليست امة متكونة وانما مجتمع مهاجرين لم يندمجوا بعد في كتلة منسجة ثقافيا ونفسيا لعدة اسباب منها، واهمها، ان الهجرة لم يتوقف دفقها بعد كي تبدأ عملية التفاعل والاندماج والتوحد في الهوية والمكونات الثقافية والنفسية، كما حصل عبر التاريخ للكثير من الشعوب والامم الاخرى التي نشأت عبر تفاعلات طويلة وعادية استمرت لمئات السنين واحيان لالاف السنين كالامة العربية والامة الصينية، بل ان الهجرة مستمرة حتى الان وبعد مرور اكثر من خمسمائة عام على بدءها، وبعد اكثر من مائتي عام على اعلان ولادة امريكا كدولة مازالت مستمرة مما يمنع اكتمال التفاعلات واندماج مكونات المجتمع الامريكي بصورة طبيعية وحقيقية وذلك لاستمرار ورود المؤثرات الاصلية القومية والدينية والاجتماعية عن طريق المهاجرين الجدد.

ان استمرار الهجرة الى امريكا وعدم توقفها يشكل العامل الاهم في منع تبلور او نشوء امة او شعب

في امريكا لان الاستقرار وتوقف التأثيرات الجديدة القادمة من الخارج وتفاعل المكونات المختلفة والمتناقضة هو الشرط المسبق لانبثاق هوية ومياسم امة مستقلة الشخصية عن مقدماتها ومكوناتها الاصلية وخلفياتها بعد مئات السنين او ربما الاف السنين من التفاعل الحقيقي والمستمر، وهذا الامر مازال مفقودا في امريكا التي تستقبل الاف المهاجرين حتى الان شهريا وتعجز عن دمجهم بطريقة طبيعية تحتاج اليه عملية انبثاق امة وتكون شعب. ولذلك فان عدم وجود رابط امة او شعب بين الامريكيين يعوض عنه باستخدام الرابط المصلحي اساسا لتوحيدهم وهو رابط ما اسمي ب(مجتمع الرفاهية) او (مجتمع الاستهلاك) و(بلد الفرص) الذي يوفر للمهاجر فرص حياة افضل من تلك التي في بلده، فيتمتع المهاجر بهذه الامتيازات المادية والاعتبارية كالحرية الفردية التي غلبت الحرية العامة، لكن الصيني يبقى صينيا بثقافته وميوله النفسية وعاداته الاجتماعية ولغته الام، ويبقى الروسي روسيا والفرنسي فرنسيا والعربي عربيا، رغم ان الجميع يمتلكون الجنسية الامريكية.
وهذا الواقع المعاش ليس واقع شعب طبيعي نشأ عبر التفاعلات المستمرة والطبيعية، وتلك حقيقة معاشة تجعل تماسك امريكا سكانيا امر يعتمد على الظروف العامة الداخلية والخارجية، فبقدر ما يستمر مجتمع الرفاهية والحرية الفردية تبقى الازمات الاقتصادية ثانوية التأثير، وبقدر ما يبقى الامريكي بلا تهديد لحياته وحريته تستمر المكونات في العيش بلا مشاكل كبيرة، ولكن ما ان تتغير الظروف الاقتصادية وتتحول الرفاهية الى معاناة وتتعرض حياة الامريكي الفرد الى التهديد فان الاصول الثقافية والعامل النفسي، المتمثل في الهجرة رفضا للاضطهاد والموت والفقر، تعود للعمل بقوة وتتغلب على ما تم ظهوره نتيجة العيش المشترك لعدة عقود في امريكا المرفهة والغنية.
وهنا تبرز اشكالية معقدة واجهت الاباء الاوائل، ومن خلفهم في السلطة، سواء كانت سلطة الحكومة او سلطة التأثير على الرأي العام، وهي ان امريكا بلد عظيم بامكانياته ومتميز بقدراته البشرية الضخمة المؤلفة من مهاجرين الكثير منهم اصحاب اختصاصات مهمة، ونجح المهاجرون في نقل ما حققته اوربا من تقدم صناعي وعلمي اليها واضافوا اليه الكثير لدرجة ان مركز العالم العلمي والتكنولوجي تحول اليها تدريجيا وجرد اوربا من صفة الزعامة، لكن المفارقة الكبرى في حالة امريكا تكمن في ان هذا البلد يفتقر الى اهم مقومات البلد القوي المتماسك في بنيته الاجتماعية والثقافية رغم تماسكه على مستوى المصلحة الفردية، وهو مقوم وجود شعب حقيقي لديه هوية واحدة وواضحة ثقافيا ونفسيا ومصلحيا وقادرة على دفع الاصول للخلف، لان وجود بشر بالملايين في مكان واحد ويعملون في اطار واحد لا يعني انهم ينتمون الى شعب واحد وحقيقي، فهم في حالة امريكا قوى عاملة لابد من توفرها وجاءت الهجرة من قبل الفقراء والمضطهدين في اوربا لحل هذه المشكلة، ثم انضمت بقية الامم في مجال الهجرة الى امريكا، والذي حصل هو وجود كم هائل من البشر والامكانيات والخبرات العظيمة التي اقامت كيانا متقدما وباهر التفوق دون ان يكون العنصر البشري مرتبطا بهوية متبلورة ومستقلة، ولذلك فان هذا الكم البشري المبدع والمنتج لا يشكل شعب او امة وانما هو قوة عمل قدمت لاجل فرصة عمل دائم وليس مؤقت واحتفط كل منها بهويته القومية والدينية والثقافية والنفسية، وتلك حالة اصطناع مجتمع مستمر بصورة سريعة نادرة في التاريخ الحديث، تجعل المجتمع الامريكي والفرد الامريكي هشين في تكوينهما وغامضين وملتبسين في هويتهما.
ولئن كان ممكنا توفير الثراء وفرص الحياة المشتركة في اطار شركة كبرى الا ان صنع سايكولوجيا مشتركة وانتاج ثقافة مشتركة بقرارات ارادية امران مستحيلان بدون فعل زمن طويل يخلق تفاعلات عميقة تزيل الاصول وتنتج الهوية وبفضلها تنبثق الامة ويتكون الشعب.

من هنا كان السؤال الذي فرض نفسه على قادة امريكا هو : كيف نحل الاشكالية المعقدة الخاصة بغياب
رابطة الامة او الشعب في مجتمع حديث جدا لكنه ثري ومتقدم علميا واجتماعيا ضخم وفعال، ومتماسك في جانب واحد فقط وهو وجود مصلحة فردية فيه لمن يعمل؟ الجواب كان واضحا وهو يجب استثمار عامل المصلحة الخاصة المضمونة في تصنيع هوية ولو سطحية لامريكا تضمن جذب وربط قسما من سكانها في اطار متماسك تحت ظرف معين هو استمرار الرفاهية ومنع تذكير المهاجر ببؤسه في بلده الاصلي قبل الهجرة، واستخدام اهم ما برعت به امريكا على صعيد التأثير في الناس وهو السينما بشكل خاص والاعلام بشكل عام في صنع صورة ايجابية لامريكا، وهكذا برزت صناعة السينما في امريكا لتكون عملاقا ضخما تطور بسرعة هائلة ووصل مرحلة الادهاش والابهار فيما ينتج من افلام لدرجة ان الكثير من الناس الذين لا تعجبهم امريكا ويقفون ضد سياساتها، وانا منهم، يعشقون السينما الامريكية مع انها وسيلة خطيرة في نشر صورة غير حقيقية. وهذه الحقيقة هي التي جعلت المهاتما غاندي ردا على سؤال (ما هو اعظم انجاز لامريكا) يقول (ان اعظم انجاز لامريكا هو هولي وود)، ولم يقل الطائرات ولا السيارات ولا (المجتمع العظيم). فهل حقا ان اعظم انجازات امريكا كان هولي وود؟
يتبع.........
25/6/2011
Almukhtar44@gmail.com

شبكة البصرة

الاربعاء 27 رجب 1432 / 29 حزيران






  رد مع اقتباس
/