عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-2012, 06:05 AM رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
زحل بن شمسين
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
العراق
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


زحل بن شمسين غير متواجد حالياً


افتراضي رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 26
شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج
مثل عالمي
خطايا عقدة الهزيمة

3 – عقدة الهزيمة : دون ادنى شك فان عقدة الهزيمة تلعب دورا تخريبيا في الوسط الوطني العربي، فبعض المثقفين العرب، الذين كانوا دائما مناهضين للاستعمار والامبريالية والصهيونية، اندفعوا في تأييد ما يحدث منذ مطلع هذا العام دون تدقيق بهوية الحدث ومن هندسه ومن يتحكم بمساره ومن يحدد شعاراته واهدافه، لان همهم وهدفهم الطاغيين كانا المشاركة في مظاهرات جماهيرية حاشدة تريد اسقاط انظمة لم يترك الفساد والديكتاتورية، والتبعية غالبا، فيها زاوية نظيفة، فهل هذا هو دور المثقف العربي؟ وهل الثقافة الثورية، وهي اهم عناصر الوعي الستراتيجي، تسمح بالانجرار وراء احداث قبل فهمها بصورة صحيحة وستراتيجية؟ وهل نطرب لكل عزف مزمار؟

لقد اثبتت الاحداث في الشهور العشرة الماضية بان الكثير من المثقفين العرب ليسوا سوى وعاء او ارشيف معلومات وليسوا مثقفين بالمعني الوظيفي لمعنى المثقف، فالثقافة ليست مجرد وعاء يختزن المعلومات والافكار الكثيرة، فتلك مهمة الارشيف المادي اي غير الحي، اما الثقافة الوظيفية، والثورية منها بالذات، فهي وسيلة اكتشاف وادراك العالم بكافة الغازه ومنعطفاته ومخاطره ومطباته وفرصته التاريخية بنفس الوقت، انها ليست التجميع الكمي للمعرفة بل هي كيفية استخدامها وتوظيفها لخدمة هدف انساني كبير او صغير، ولهذا يوجد فرق نوعي بين الارشيف، الذي يعد اكبر مخزن معلومات موجود، وبين ثقافة الانسان، وابرز مظاهر ذلك حقيقة ان الارشيف خادم للانسان الذي صنعه بينما المثقف هو مبدع الارشيف وغيره من ادوات الحياة والمعرفة، وبهذا المعنى الوظيفي فالمثقف مبدع وصانع ومغير بفضل ثقافته ووعيه، ولهذا صعد نجم المفكرين والفلاسفة وحفروا في ارض النفوس انهرا من الوعي والمعرفة، بينما بقي الارشيف مجرد خزان معلومات يتغير شكله من ارشيف ورقي يملأ عمارات الى ارشيف الكتروني (مثلا فلاش او هارددسك) يحمل في الجيب، او لوحا (كومبيوترا) صغيرا تحمله وانت في السيارة لتقرأ فيه، ومع ذلك فاللوح بقي لوحا ارشيفيا وبقي خادما للانسان وليس العكس.


هل المثقف العربي مجرد ارشيف يقدم الخدمة فقط ام انه عقل جبار يغير المجتمع والطبيعة؟ مع الاسف ما رأيناه في الشهور الماضية شكل صدمة كبرى مدمرة لمن اعتقد بان المثقف العربي قائد لمجتمعه وانه امل الامة في التغيير الصحيح وانه شعلة تضيء طريق الحياة كي نرى العدو الحقيقي لنا كما هو وبلا رتوش فنتجنبه او نقاتله. المقلق من زاوية مستقبل الامة ان بعض المثقفين الثوريين هم الذين كبوا وتبين ان هذا البعض محض ارشيف معلومات اضيفت اليه عاطفة بشرية هوجاء اربكته وحيرته لانه وظف ذاته لخدمة احداث عجز عن التأثير فيها وبقي اداة من يحركها رغم ان من يحركها هو عدوه الرئيس : امريكا!

وكانت عواطف هذا النوع من المثقفين ورغباته العتيقة المشروعة في التغيير الثوري الجذري للاوضاع الفاسدة والمفسدة هي التي جعلته منساقا خلف اوهام قاتلة ومدمرة نرى اثارها الكارثية الان متمثلة في بحور الدم العربي المسفوح في ليبيا التي احتلت من قبل الاستعمار وتسببت في كوارث بشرية هائلة منها تدمير مدن كاملة واعادة ليبيا الى مرحلة فقر ما قبل النفط وابادة عشرات الالاف الليبيين وهدر ثروات ليبيا وتهجير الملايين...الخ، ومع ذلك فان هذه التضحيات لم تضمن اقامة بديل وطني بل استفاد منها الاستعمار فقط باعادة سيطرته على النفط الليبي رسميا، وفي سوريا واليمن اللتان تتعرضان لنزف دم لا يقبل به اي انسان لديه ذرة ضمير واحساس بالوطنية تتجه الاوضاع نحو غزو استعماري، ربما باداة اقليمية، وتقسيم القطرين ونشوء ولايات قزمة على اسس طائفية او اقليمية او غيرها!

والاغرب ان هذا البعض من المثقفين العرب الذين كانوا مناهضين لامريكا والصهيونية لعقود نراهم الان يتماهون مع امريكا ومع اسرائيل مباشرة او عبر رجالاتها الخلص، مثل برنار ليفي وهيلاري كلنتون وعبدهم المطيع امير قطر، فهؤلاء هم قادة ما يجري وهم من يقرر مسار الاحداث وليس ملايين الناس الذين ارداوا التغيير وقدموا الشهداء ونزفوا الدم من اجل ذلك لكنهم وجدوا ان البديل مثلا هو راشد الغنوشي بكل تبعيته ليس للاستعمار وانما لعملاء وعبيد الاستعمار في قطر وغيرها، وكانت اول رسائله البلغة الوضوح بعد تمكينه المخطط من الفوز في الانتخابات التونسية هي (حجه) الى قطر مصدر رزقه وماله ودعمه المباشر ليقدم فروض الطاعة والولاء لولي نعمته.


وقصة الغنوشي ليست الاولى فهناك من يظن انه ذكي ويستطيع اخفاء ارتزاقه لامريكا عن طريق قبض المال من وكيل او عبد امريكا ولا يقبض مباشرة من امريكا، لكي يستطيع الدفاع عن نفسه امام اتهام بانه يقبض من امريكا، فالغنوشي يقبض من امير قطر، وكانت زيارته المشبوهة بكل المعايير لقطر مؤشر حاسم على ان الوكلاء والعبيد التابعين لامريكا واسرائيل، مثل امير قطر، هم من يتحكمون برجالات المرحلة الجديدة نيابة عن امريكا وبتفويض منها وبقوتها. ان في ذلك معان متعددة فامريكا تريد القول للعرب ان زعماءكم الجدد الذين وصلوا للحكم بعد (ثورات) التلوث النووي لا يستحقون ان نتعامل معهم مباشرة ولا ان ندفع لهم مباشرة بل نترك الامر لعبيدنا واداوتنا المبثوثة بينكم، فهم لا يستحقون مصافحة امريكا لانهم مرتزقة وعملاء، مثلهم مثل الجنرال الاوربي الذي ساعد نابليون على غزو بلده وعندما طلب مصافحة نابليون وقال له انا ساعدتك على احتلال بلدي رفض نابليون مصافحته وبقي على فرسه ورمى له بصرة مال وقال له باحتقار (انني لا اصافح الخونة). امريكا وهي تدفع للغنوشي واضرابه عبر قطر تريد ان تكرر قول نابليون للمرتزقة العرب : (انكم لا تستحقون المصافحة والمال هو ما تستحقونه لانكم خونة شعبكم ومن يخون شعبه جاهز لخيانة كل طرف اخر).

اما الهدف الاخر فهو رغبة امريكا في ارباك الناس ولو لفترة عبر عدم حرق الحكام الجدد بتقديم المال لهم مباشرة فتترك لهم الفرصة للدفاع عن انفسهم بالقبض من عبد رسمي وعلني لامريكا والصهيونية مثل امير قطر، وهذا ما فعله الغنوشي وغيره من الاسلامويين العرب الذين قبضوا ويقبضون من عبد قطر، اوغيره من الازلام المتشحين برداء رجال اعمال او اثرياء حرب يقدمون ملايين الدولارات نقدا او بصورة مؤسسات اعلامية تكلف الملايين بأمر السيد الامريكي.

لحسن الحظ فان المثقف التونسي تصدى لهذه الظاهرة الحقيرة عندما قام الغنوشي بدعوة امير قطر ليحضر اول اجتماع رسمي برلماني في تونس بعد تحررها من النظام، في خطوة لا يمكن الخطأ في تفسير معناها، مع ان الغنوشي لم يدعوا احدا غير امير قطر وهذه ظاهرة غريبة وخطوة وقحة جدا من الغنوشي اقدم عليها مرغما وهو يعرف معناها ونتائجها ولكنه من شدة صدمته باختيار امريكا وفرنسا واسرائيل له ليفوز في انتخابات جرت في ظروف غير طبيعية، مع انه لم يكن يتصور حتى في احلامه انه سيكون رجل المرحلة في تونس حتى عندما عاد اليها، فقد وعيه ورشده وتصرف كاي فاقد للوعي بعد صدمة تحقيق ما لم يكن يتخيله.

ابناء تونس كما كانوا طليعة الامة في تفجير الرفض الشعبي للديكتاتوريات والفساد وفتحوا الابواب لكل العرب فانهم قدموا الدليل القوي والواضح على انهم ليسوا مجرد خزانات معلومات بل انهم عقول تفكر بحيوية ووضوح ومقدرة على كشف الالاعيب الاستعمارية، فلقد وقفت اغلب الاحزاب والشخصيات القومية العربية والوطنية التقدمية في تونس ضد دعوة امير قطر وعدتها تدخلا في الشأن التونسي ومساس بحرمة الانتفاضة التونسية وتدنيسا لنقاوتها. ونحن نتمنى ان يحذوا كل مثقف عربي حذو مثقفي تونس في ضرورة التمييز بين دعم المطاليب الجماهيرية وبين قبول وصاية عبيد امريكا كامير قطر المسؤول رسميا عن سفك دماء مئات الالاف من العرب بماله ودعايته المضللة عبر القناة الرسمية الموجهة من قبل الموساد والمخابرات الامريكية التي تبث من قطر باسم قناة الجزيرة.

ولم يكن غريبا ابدا ان المثقف العراقي هو الاخر كان طليعيا في فهم ما يجري فلقد اكد المثقف العراقي المقاوم للاحتلال، خصوصا المثقف البعثي، انه طليعة هذه الامة العربية والعارف بخفايا ما تتعرض له فقام بجرأة نادرة هي امتداد طبيعي لجرأة المقاومة العراقية التي مرغت انف امريكا في وحل الهزيمة، بفضح المخطط الامريكي وميز بوضوح وشفافية كاملة بين دعم الانتفاضة الجماهيرية وبين الانسياق وراء مسار الاحداث الذي تقرره امريكا وليس الجماهير. لقد وقف المثقف العراقي الذي يقاتل الاحتلال الامريكي والايراني للعراق، بجرأة وصلابة ورفض الانحناء للعاصفة المصطنعة وهي عاصفة التغاضي عن، واحيانا قبول، الدور الامريكي - الصهيوني في الاحداث واعتبار البعض له ضرورة مكروهة! لكن المثقف الوظيفي الوطني المقاوم في العراق بطهريته ونقاوته القومية والوطنية كشف هذه اللعبة وتصدى لها في البداية وحيدا وتحمل النقد واللوم لعدة شهور حتى من بعض اقرب الناس اليه لكنه الان يتمتع بالمزيد من الاحترام وتعمقت ثقة الناس به وتوسعت دائرة المنصتين له بعد ان قدمت احداث الشهور الماضية الادلة العملية والرسمية على ان من يحرك الاحداث ويتحكم بمساراتها ليس الجماهير الرافضة ولا المثقفين العرب المشاركين فيها بل امريكا وادوات امريكا.

العراقيون كما كانوا اول من اخترع الحرف والعجلة ووضع اسس علوم الفلك والطب الهندسة واول من اقاموا حضارة معروفة وهي الحضارة السومرية، فانهم في معركة العقل والوعي، خصوصا الوعي الستراتيجي والوعي العقائدي، كانوا اول من رفض ابتزاز الوعي المسطح، وابتزاز الحديث باسم الجماهير و(ثوراتها) واصر على عدم السباحة مع التيار الجارف لانه ليس تيار الشعب ولا تيار التحرر ولا تيار اقامة الديمقراطية والعدالة بل هو تيار امريكا والصهيونية مائة بالمائة، وهذا شرف كبير للمثقف العراقي المقاتل وليس الذي يلوك عبارات ثورية او يمارس العابا فكريا وهو منزو في مقهى مترف.

السقوط في ذروة النجاح
ومن الظواهر الجديدة المتوقعة ظاهرة السقوط السريع والحاسم لتيار مرشح من قبل امريكا والصهيونية لاستلام الحكم قبل ان يستلمه، فلقد جرت العادة ان تستلم فئات معينة الحكم وهي غير مكشوفة، اما لعدم كشف عجزها عن تولي الحكم او او لعدم كشف علاقاتها المشبوهة او كليهما، ولكن تطورات الاحداث تكشفها تدريجيا وهي في السلطة فنرى الفاشل في الحكم ونرى من له علاقات مشبوهة، هذا ما جرى في العقود الخمسة الماضية، اما الان فان تيارا اسلامويا معينا كشف واحرق قبل استلامه الحكم، فهذا التيار الاسلاموي كان يدعي انه ضد القمع والاستبداد ومع احترام الانسان وعدم اساءة معاملته حتى لو كان عدوا، وكان يشكو من قسوة الانظمة عليه ورفضه لاساليبها في التعذيب وينظم الحملات ضدها وكانت حملاته ضد المرحوم جمال عبدالناصر معروفة واعتمدت على ادعاء انه اضطهد هذا التيار، نقول هذا التيار يقف اليوم عاريا تماما من كل ملابسه وسقطت عمامته ايضا فرأيناه كما خلقه الله.
ان الحدث الليبي حدث كارثي بكل المقاييس، لانه ادى الى دمار المدن بصورة كاملة واودى بحياة عشرات الالاف وهجر الملايين من مدنهم وخلق ثأرات مدمرة بين القبائل الليبية سوف تبقى نيرانها متأججة لعشرات السنين، والاخطر انه شهد ارتكاب جرائم بشعة باسم الله والدين وكان التكبير باسم الله يتعالى مع كل جريمة وكأن ما قاموا به جزء من الايمان، ولعل اغتصاب القذافي وادخال قضيب في مؤخرته وهو حي، والتمثيل بجثته وجثة الكثير ممن اغتيلوا بلا رحمة وهم اسرى حرب، ونبش القبور وحرق العظام الخاصة بعائلة القذافي! ان ارتكاب تلك الجرائم وغيرها كثير لم يكن دعاية مضللة بل كانت جرائم موثقة بافلام صورها القتلة انفسهم مفتخرين وسعداء ونشروها في الانترنيت وشاهدها الملايين الذين فجعوا بوحشية من يطلق عليهم اسم (الثوار) وكان اول انطباع لدى تلك الملايين ان هؤلاء اسوأ من الوحوش المفترسة فهم لا يعرفون معنى الشرف ولا الكرامة الانسانية ولا الرحمة ولا الاسلام ولا قيم القبيلة.
ان ما جرى في ليبيا هو الاسوأ في كل الوطن العربي خلال مئات السنين، وحتى قتل العائلة المالكة العراقية ورغم انه جريمة الا انه اخف مما حدث في ليبيا فالقتل تم في العراق بسرعة وبالرصاص وسحلت جثة عبدالاله ونوري السعيد فقط، كما انها اسوأ من جرائم الاحتلالين الامريكي والايراني للعراق لان المحتل اجنبي واستعماري، لذلك فان جرائم من استخدمهم النيتو كواجهات لاسقاط النظام في ليبيا هي الاسوأ في تاريخ العرب الحديث وربما القديم ايضا، وهي من بين اسوأ جرائم العصر الحديث في العالم التي شجعتها امريكا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وطبعا اسرائيل، وشارك في تنفيذها عرب منهم امير قطر، وهذه حقيقة سوف تكون لها عواقب لاحقة وسوف يعاقب كل مجرم ساهم فيها او ايدها مهما طال الزمن.

السؤال المدمر لهذا التيار الاسلاموي هو : ماذا كان رد فعله على الجرائم التي ارتكبت في ليبيا؟ الجواب واضح جدا فلقد نزع الذئب جلد الحمل عنه بعد ان نجح في خداع ليلى – كما في قصة ليلى والذئب – ورأينا اشد الاسلامويين نقدا للديكتاتوريات ودفاعا عن حقوق الانسان ورفضا للاضطهاد في المراحل السابقة يتسابقون في دعم الزعامة الليبية الجديدة وتهنئتها لمناسبة (النصر)، الذي ماكان له ان يتحقق لولا النيتو وامريكا واسرائيل وهذه حقيقة تفقأ عيون كل من ينكرها، مع الاهمال التام للجرائم والرفض الواضح لاي ادانة لها حتى ولو بالقول انها جرائم فردية!

احد الكتاب الاسلامويين المصريين الذي عرف عنه انه يقبض من اكثر من جهة تحت غطاء الكتابة في الصحف هناك، من الكويت ودول خليجية اخرى وبنفس الوقت يقبض من ايران، لذلك يدافع عن ايران كما يدافع عن دول خليجية، هذا الكاتب الذي تخصص بتقديم فكرة انه ليبرالي مسلم وانه مع احترام حقوق الانسان ورفض خرقها وكتب الكثير لدرجة انه وصف بانه مصاب باسهال الكتابة وكان ينتقد التجربة الناصرية لانها اضطهدت الاخوان المسلمين كما ادعى، هذا الكاتب الذي نبهنا اليه مبكرا ولو مع عدم ذكر اسمه لتفاهته، لم ينبس ببنت شفة كغيره حول الجرائم في ليبيا بل هو من اشد المهوسين في دعم النظام الجديد! وما قيل عن هذا الكاتب الاسلاموي المرتزق يقال عن التنظيمات الاسلاموية التي لم تستنكر ولم تدين هذه الجرائم بل تجاهلتها، والامر المتوقع وحصل هو اقدام الكثير من رموز الظلامية الاسلاموية على اصدار فتاوى تحلل فيها ما جرى في ليبيا من جرائم قتل وتمثيل بالجثث وترحب بها وتعدها احكاما الهية!

اما بعض التيارات الاسلاموية العراقية والمصرية والاردنية والسورية وغيرها فقد قدمت التهاني لعملاء النتيو في ليبيا رغم ان بعض من قدم التهاني واعترف بالنظام الجديد كان محسوبا ضمن صفوف مناهضي الاحتلال الامريكي للعراق! ووصل البؤس والظلامية والتقية لدى هؤلاء حد وضع درجات للخيانة والتعامل مع الاستعمار وقبول الدرجة الادنى مع رفض الدرجة الاعلى كما فعلت كتلة عراقية عندما دافعت عن اعترافها بالجواسيس الذين يحكمون ليبيا رغم انهم اشقاء شرعيين لاحمد الجلبي ونسخ معدلة قليلا منه!

هل هي لحظة كشف كل الاوراق؟ نعم فالذين ارتكبوا كل تلك الجرائم في ليبيا باسم الدين والله وكانت جرائم لا نظير لها، ارتكبوها تحت غطاء وحماية وتشجيع النيتو وامريكا مباشرة ورسميا، الامر الذي يضع هؤلاء الذين ايدوا جلبي ليبيا في مكان اخر غير مكانهم القديم، ويسلط الاضواء على هويتهم الحقيقية وادوارهم الحقيقية وليس الدور الذي لعبوه حتى الان. فكيف يمكن التمييز بين جلبي العراق وجلبي ليبيا مع انهما كلاهما من صنع امريكا والنيتو؟ نعم جلبي العراق جاء محمولا على اكتاف امريكية بوضوح ورسميا ولكن من عرف بمصير جلبي العراق بعد ذلك وهو تحوله الى رمز للحقارة والخيانة الوطنية مما ادى ليس الى حرقه كليا فقط بل ادى ذلك الى حرق كل ترتيبات الاحتلال الاصلية ومنها الاحتلال المباشر والصريح والحكم المباشر والصريح للاقطار التي تحتل والاضطرار لتبني خطط تمويه تمنع حرق الجواسيس والعملاء وتسهل خداع الجماهير وتورطها في دعم احتلال مموه نسبيا.


ما جرى في ليبيا هو ان الجلبي وضع في الخلف ودفعت عناصر غوغاء ومتوحشة الى الواجهة الاعلامية، ولم يركز على دور القوات الارضية الخاصة في غزو ليبيا وانما ركزت القنوات الصهيونية وفي مقدمتها قناة الجزيرة على القصف الجوي وعلى هاتين الصورتين (صورة الغوغاء السرسرية وصورة القصف الجوي) ورفضت اظهار غيرهما، لان امريكا لا تريد ان تحرق كل اوراقها مرة واحدة كما حصل في العراق، بل كانت تريد استخدام هبوط الوعي العام في ليبيا ووجود نزعات وحشية وتصرفات خارجة عن المألوف لدى بعض الليبيين في تحقيق الاهداف الامريكية والصهيونية وهي تدمير ليبيا وليس اسقاط النظام فقط، مع اعطاء انطباع بانه صراع بين الليبيين وان النيتو يدعم من الجو فقط. ولكن الحقيقة ظهرت وثبت ان النيتو زج منذ البداية في بنغازي وغيرها قوات خاصة بريطانية وامريكية وفرنسية كانت تحسم المعارك التي يعجز الغوغاء السرسرية عن حسمها، وتوسع دور القوات الخاصة على الارض باحتلالها لطرابلس مباشرة وتسليم المدينة للسرسرية، ثم اسر القذافي من قبل القوات الخاصة للنيتو وتسليمه للسرسرية وامرهم بتعذيبه ببطء قبل قتله مع الاصرار من قبل مخابرات امريكا على قيام سرسرية ليبيا باغتصاب القذافي جنسيا والعبث الجنسي به وهو حي وتصوير ذلك وتعميمه عالميا!
في هاتين الصورتين ظهر النيتو وكانه يقصف من الجو فقط وتم اخفاء وجود قوات خاصة على الارض رغم الاعلان رسميا عن وجودها من قبل بريطانيا وفرنسا منذ الاسبوع الاول للاحداث، وكان الهدف عدم الوصول الى العزلة عن الشعب الليبي كما عوملت امريكا من الشعب العراق اذا استخدمت امريكا الغزو المباشر والرسمي، لذلك فان دور جلبي ليبيا كان مختلفا وان كان حاضرا، فجلبي ليبيا يملك نفس حقارة وقذارة جلبي العراق لانه ايضا جاسوس ومارس القتل ايضا كالجلبي في العراق وكان موافقا وداعيا لتدمير مدن ليبيا وقتل عشرات الالاف الليبيين وتشريد ملايين الليبيين، لكن معمم بائس وساذج يؤكد ان هناك اختلاف بين جلبي العراق وجلبي ليبيا كي يبرر دعمه هو وجماعته للاحتلال الاستعماري لليبيا.

اين اذن الفرق الجوهري بين غزو العراق وغزو ليبيا ودور الجلبي فيهما؟ نعم يوجد فرق لكنه ثانوي وهو فرق فرضته تجربة الفشل في العراق، ولكن من حيث الجوهر فان جلبي ليبيا اسوأ من جلبي العراق لانه راى ما حصل في العراق وكان يجب ان يفهم ان الاعتماد على امريكا والنيتو لن يجلب الا الكوارث لليبيا كما جلبها للعراق.
مبروك ل(وطنيين) واسلامويين يريدون خداع الناس بالقول ان ماحصل في العراق ليس مثل ما حصل في ليبيا، في عملية تضليل هدفها دعم استعمار ليبيا من قبل نفس الجهات التي غزت العراق، ولذلك لابد من اعادة النظر في هدف وقوف هؤلاء ضد الاحتلال الامريكي للعراق وهل كانوا حقا يريدون مناهضة الاحتلال ام اختراق المقاومة ونسفها من الداخل خصوصا بطروحات طائفية كان لها اثر مهم في تقليص نطاق المقاومة المسلحة في البداية!!! وهذا السلوك وبكل تأكيد اسهام مباشر في شيطنة الاسلام عبر فتاوى عمائم سود وبيض تجعل الاسلام يبدو كانه يقبل بدرجات دنيا للخيانة والعهر والكفر، ولكنه يرفض الدرجات الاعلى كما قال معمم عراقي ساذج! وهذا الموقف سوف نتناوله لاحقا بالتفصيل ونفضح القائلين به ونسقط عنهم كل غطاء.
ان الدرس العظيم في الحدث الليبي هو ان توظيف او استخدام الدين يصبح ممكنا من خلال تقديم رجال دين خصوصا اولئك الذين لم يحرقوا بعد ومثلوا حتى الان دور الوطني والمقاوم للاحتلال، تفسيرات مضللة للراي العام تميز بين عهر وعهر وخيانة وخيانة وخيانة اخرى واحتلال واحتلال اخر، خصوصا استخدام الدين لدعم ابناء التيار الظلامي في اقطار اخرى حتى لو كانوا سرسرية وغوغاء وقتلة وعملاء لامريكا يقبضون منها علنا، كما حصل مع نائب امير منطقة طرابلس الذي قبض عليه بعد ذهابه الى ايرلندا حيث كان يقيم ووجد لديه مال كبير اعترف بانه قبضه من المخابرات الامريكية لقاء مشاركته في اسقاط القذافي. هذا النوع من الاسلامويين كشف نفسه وهو يبتهج بقرار العار وهو قرار امريكي صهيوني بدعم وصولهم للسلطة على انقاض مدن كاملة وجثث ملايين العرب الابرياء. لقد نسى هؤلاء معزوفة حقوق الانسان وما تعهدوا به من التزام بالديمقراطية واحترام حقوق الانسان! لنتذكر دائما ان الذئب حالما يتصور انه نجح في اصطياد ليلى ينزع رداء الحمل ليبدأ باكل ضحيته، وهؤلاء الان يتصرفون كذئب حان وقت افتراسه للحمل الوديع الغر فنزع غطاء الحمل عنه!

اين تكمن عقدة الهزيمة؟ انها في قلب عملية التضليل للذات قبل تضليل الاخر باقناعها بفكرة خاطئة او مدمرة لكنه وهو يحلم بنصر انتظره عقودا بلا تحققه يرى انه اصبح ممكنا الان فيقامر بكل ثروته على حصان واحد منتظرا من هذه المقامرة تحقيق امل عتيق وهو النصر الان رغم انه لا يعرف على وجه الدقة واليقين النتيجة، وبنفس الوقت انه يعرف انه ليس سوى مشاهد او مشارك في فيلم تفاعلي يخرجه غيره ويؤلف موسيقاه غيره ويحدد نهايته غيره. لنتذكر دائما ان الفرد المهزوم المنعزل لا يصنع النصر مهما تصور وتخيل مثلما ان الحالم لا يحقق الزواج بمن يحب مهما طال حلمه، فهو يبقى في سريره بينما من يصنع الحدث يمر ويجتاز العوائق مستغلا قوة خيال من يحلم ليصل الى نهاية للفيلم بالتأكيد هي غير سعيدة بالنسبة للنائم في سريره والضوء مطفأ وصوت ام كلثوم يخدره وهي تصدح (هذه ليلتي وحلم حياتي...) يتبع.....
[email protected]
17/11/2011

شبكة البصرة

الخميس 21 ذو الحجة 1432 / 17 تشرين الثاني 2011






  رد مع اقتباس
/