۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - صمت الّليل
الموضوع: صمت الّليل
عرض مشاركة واحدة
قديم 18-06-2017, 10:18 AM رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
محمد خالد النبالي
الإدارة العليا
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
مقرر لجنة الشعر في رابطة الكتاب الاردنيين
عضو تجمع أدباء الرسالة
نائب رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
يحمل وسام الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد النبالي

افتراضي رد: صمت الّليل

صمتُ الّليل

صمتَ الّليلُ وهزّتني القيودْ
وغفا جفني على صدرِ الشّرودْ

وتعالت صيحةُ الجائعِ في
عتمة الّليل تغذّيها الرّعودْ

وتراءى الفجرُ يصحو ثملاً
بعد نعي ٍ لقناديل الجهودْ

بلسانِ الصّمتِ لا مِن عدمٍ
كنتَ يا ليلُ عيوناً للوعودْ

وتظلّ الرّوح قعساءَ جوىً
صوّرت للقلبِ أطيافَ الجدودْ

وأرتني كيف للحلمِ صدىً
يدفعُ الخطوَ إلى نبعِ الوجودْ

وأرَتني ذكرياتٍ هجعت
من أنينٍ، بضلوعي والوريدْ

ترمُقُ الماضيَ في يقظتهِ
حيثما ينبثقُ النّور الوليدْ

تلثمُ النّورَ وتَحبو عِبراً
لا تُطع أصداءَ شجوٍ بالّلحودْ

ضاقَ بي صمتكَ يا ليلُ أسىً
في سكونِ الفجرِ والنّورِ الهَجودْ

واجمٌ أنتَ ومفتاحكَ مِن
طلسمٍ ترجو هواناً بالعهودْ

تخلسُ البسمةَ ذكرى وَهنٍ
مِن سُباتٍ قد يجاريه ِالهُمودْ

وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ

بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيماً لا القعيدْ

ما جمالٌ لك إلّا قمراً
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ

عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ

جهاد بدران
فلسطينية

بحر الرمل

ــــــــــــــــــــــــــ
صباح الروعات صباح فلسطين
من أين قاموس تغترفين لغتك نهر عبقر ، وأنفاس المطر
ترسمين وطنا هائجا من الكلمات يحمل على ضفافه صمت العالم
لكن الإبحار من خلال شعرك فسحة للروح من كل عناء وانت الجهادُ
حتى في صمتك مختلفة وللصمت جاءت أبجديات خاصة
من خلال قرائتي للشاعرة جهاد بدران بهذا النص الشعري المميز
فهو من عيون الشعر من حيث اللغة والتركيب والبناء والمفردة وحتى الرمز والتشبيهات , وكل ذلك أعطى بعدا جمالياً للنص الشعري المعبر عن حزن دفين في قلب الشاعرة وهي تتابع حال الأمة وما يميز هذا الحزن أنه حزن رغم العمق الا أنها كانت رقيقة حتى في هذا الحزن وهي تهجو الليل
وتقول فكلانا في ظلام فأي تعبير هذا وأي أسى
كل هذا جاء برومنسية عالية كأنها تعيش حالة حب لكنها تنتصر على الليل البهيم فتقول

(عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ )


وأديمُ الأرضِ ينعي فرحاً
من خفوقٍ وظلامٍ ، للعبيدْ

بدُجى الكون وإغفاءتهِ
كنتَ للنّور عقيماً لا القعيدْ

ما جمالٌ لك إلّا قمراً
نورهُ كالعزفِ والّلحنِ الفريدْ


عبثاً أهجوكَ يا ليلُ أسىً
فكلانا في ظلاماتِ الوصيدْ


وكما عاشت الشاعرة جهاد الحالة المتردية للواقع في الوطن العربي وبشكل خاص الوطن فلسطين وعاشته بتفصيل هذه الأوجاع بعمق الذات الشاعرة وعمقها الداخلي وتعطي اقتدار كي تقتلع هذا الصمت ورغم هذا فإن الليل عاري أمامها ونشعر بأنها تريد النهوض حتى تزيل هذا الظلام وتستمر بعتاب ومناجاة هذا الليل الصامت وكأنها تتحدث عن نفسها أو معاناتها ولكن الحقيقة مختلفة فهي تخاطب وتتحدث عن حال أمة ورؤيتها الواقع ولكن لا تمتلك القدرة على أزالته وتحتاج عواصف ،
وكل ما يزين هذا الليل هو القمر وهذه لفتة
وتقول بلسان الحال أنها اقوى من الليل والظلام والظلم وهي تتحدث بلسان الامة وسوف ننتصر على كل الاوجاع وسوف ينتحر الظلام .
وأشير بأنه في قصيدتها لغة نقية , صورها مشبعة بالمعاني ،
وتشكل حضورا قويا ومترعة بالعمق في حركات تصاعدية مما زادها توهجاً في انتقاء المفردة الشعرية وبعناية فائقة، إن هواجس الشاعرة كبيرة لا تستوعبها قصيدة ,
والشعر أو القصيد لا يقاس بطوله إنما يقاس الشعر بالعمق والعلو بشكل تصاعدي وافقي ، فالشاعرة جهاد كما تعودنا منها عميقة بارعة في المعرفة وماهرة بقراءة الواقع وماهرة في اصطياد المعاني تملك القدرة على صياغة التركيب الدلالي ، ويكاد يكون كل بيت أو حتى مفردة في مكانها لا يوجد أي حشو هذه هي تجليات الشعر في التكثيف في أضيق المساحات في هذا الكون والزمان لأنها تدرك بأن الشعر هو معدن نفيس , قيمته عالية , وتستوفي الشاعرة قصيدتها بقفلة مدهشة وتترك بصمتها متوهجة كالضوء فأخر النفق ضوء لا ينكسر احترامي وتقديري للشاعرة جهاد بدران أبدعت وأكثر
مع تحيات الــنــبــالــــي






  رد مع اقتباس
/