۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-11-2012, 01:46 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
زحل بن شمسين
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
العراق
افتراضي رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟

بِ
سْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد: نحن وامريكا وبيننا هولي وود 4


شبكة البصرة

صلاح المختار
تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



هل تحتاج امريكا لاعادة صنع صورتها؟

ليس ثمة شك في ان امريكا قد صنعت لها اقبح صورة ليس في الوطن العربي بل في العالم كله نتيجة لتفردها بانها الدولة الاكثر شنا للحروب والعدوانات على الشعوب الاخرى، فساد وصف موح وصحيح حتى داخل امريكا هو Ugly American (الامريكي القبيح) خصوصا اثناء وبعد حرب فيتنام، وهذه الحقيقة هي التي جعلت هولي وود تنتج افلاما اما تعترف بان وجه امريكا قبيح او تحاول تجميل هذا الوجه بحرف وتحريف الحقائق التاريخية. وبالنسبة لنا نحن العرب فان ثمة ظاهرة معروفة وسائدة وهي كره امريكا من قبل الاغلبية الساحقة من العرب وهو كره حرم انصار امريكا – سواء كانوا جواسيس او معجبين بنمط حياتها – من القدرة على الدفاع عنها وجعلهم اسرى الخوف من اتهامهم بخدمة العدو الاسوأ للامة العربية.

لماذا يكره العرب امريكا؟ كره العرب لامريكا جاء بعد اعجاب، وهذه حقيقة يجب ابرازها بقوة لتجنب الدعاية الامريكية المضللة التي تقول بان العرب يكرهون امريكا حسدا لانها (بلد الرفاهية والتقدم وتحقيق الاحلام)، او لان (العرب والمسلمون بطبيعتهم عدوانيون ويكرهون الغير)، والحقيقة هي ان العرب في نهاية الاربعينيات كانوا تحت الاستعمار البريطاني في المشرق العربي والاستعمار الفرنسي في المغرب العربي وكانت امريكا مازالت تمارس سياسة العزلة، اي تجنب التورط في مشاكل العالم والانكفاء على الذات، لذلك فان ظلم الاستعمار الاوربي، من جهة وشعارات، امريكا حول الحرية ورفض القمع وغيرهما، من جهة ثانية، كانت توحي بان امريكا تختلف عن اوربا الاستعمارية، فاخذ بعض العرب يتطلع لدعم امريكا لتحريرهم من الاستعمار الاوربي، والتقطت امريكا هذا التطلع وروجت دعايات عنها تقول بانها ضد اضطهاد الشعوب ومع تحررها، وانشئت منظمات تدعم شعوب العالم الثالث ماديا وانسانيا (كالنقطة الرابعة) وغيرها، واخذت تتصل برموز عربية مثل شخصيات الاحزاب، بل انها اتصلت ب(الضباط الاحرار) المصريين قبل الثورة وقدمت لكل هؤلاء وعودا طيبة عن طريق مايلز كوبلاند ضابط المخابرات الامريكية الذي ذهب الى مصر واستخدم صلته (الغامضة) بمحمد حسنين هيكل الصحفي المعروف للاتصال بالضباط الاحرار. لذلك فان صورة امريكا كانت غير سلبية او انها كانت ايجابية بالتمني من قبل بعض العرب.

ورغم دعم امريكا لانشاء الكيان الصهيوني بحماس فان كره العرب في الخمسينيات بقي منصبا على اوربا الاستعمارية وليس على امريكا لان الاستعمار كان اوربيا، وجاء العدوان الثلاثي على مصر في عام 1956 والذي شنته بريطانيا وفرنسا واسرائيل ليعزز الصورة الايجابية لامريكا بعد رفض الرئيس الامريكي ايزنهاور العدوان. لكن ما ان حلت امريكا محل الاستعمار الاوربي ونفذت سياساتها الحقيقية في الاقطار العربية حتى بدأ الكره يتحول من اوربا الاستعمارية الى امريكا التي ورثت النزعة الاستعمارية من بريطانيا وفرنسا.

ولتفسير كره العرب لامريكا لابد من الانتباه لوجود ثلاثة اسباب رئيسة وهي :


أ - الموقف من القضية الفلسطينية : ان امريكا دعمت وتدعم الكيان الصهيوني ليس لحماية (امنه فقط)، كما تقول ستراتيجياتها العامة، بل لدعم غزوات وتوسع اسرائيل في الاراضي العربية والتجاوز على حقوقهم والعدوان على اراضيهم، لولا هذا الدعم لما تعززت النزعة العدوانية الاسرائيلية، الامر الذي انتج وبصورة طبيعية ومتوقعة رفضا شعبيا عربيا لامريكا ومن يقف معها.


ب - الموقف من الانظمة الديكتاتورية والفاسدة والعميلة : وهناك مثل عراقي يقول (مكروهة وولدت بنت)

لان ولادة بنت تقليديا كانت غير مستحبة من البعض، وامريكا الداعمة لاسرائيل زادت كره العرب لها بدعم او باقامة اسوأ انظمة الفساد والاستبداد والتبعية في الوطن العربي ورعتها وحمتها من السقوط، فاصبحت جرائم النظم العربية تحسب على امريكا ايضا وليس على الحكام فقط.


ج - غزو العراق : تحول رفض العرب لامريكا الى كره عميق لها بعد يأس العرب من تغيير الموقف الامريكي
المعادي للعرب خصوصا بعد غزو العراق وما حصل فيه من اعمال اجرامية فظيعة ارتكبتها القوات الامريكية وبقرار من اعلى السلطات ضد الشعب العراقي وكان ما حصل في ابو غريب حالة عامة موجودة في كل معسكرات امريكا وليس في ابو غريب وحده.
هذه الاسباب الثلاثة مجتمعة ادت الى رفض الاغلبية الساحقة من العرب لامريكا وكرهها واعتبارها العدو الاخطر للامة العربية، واخذ هذا الكره لامريكا يهدد مصالحها في الوطن العربي ويحرمها من اي تأثير فاعل في الوطن العربي.
وكان لاساليب امريكا بعد غزو العراق اثر ضخم في ترسيخ صورة امريكا المكروهة التي لا تتردد عن ممارسة اي اسلوب من اجل اذلال العرب ونهب ثرواتهم، وكانت مأساة شعب العراق المتمثلة بقتل امريكا اكثر من مليوني عراقي بعد الغزو فقط، فاصبح ضحايا امريكا في العراق فقط اكثر من اربعة ملايين قتيل عراقي حينما نضيف ضحايا عدوان عام 1991 وفترة الحصار البالغ عددهم اكثر من مليوني عراقي في الفترة 1991 و2003، حافزا للعرب للاعتقاد جازمين بان مصيرهم سيكون كمصير العراق اذا لم يقفوا معا ضد امريكا.
وزاد الامر سوء بعمل امريكا الجاد على تقسيم العراق وتحويله عمدا الى بيئة لا تصلح للبشر بعد تدمير الخدمات والكهرباء في بلد حار جدا صيفا وبارد جدا شتاء، واختفاء الوقود في بلد نفطي رئيس وانتشار الفساد بكافة اشكاله واعتماد خطف الاطفال والنساء والشباب والشيوخ كوسيلة للاثراء والارهاب والترويع، والزرع المتعمد للمخدرات ونشر الايدز...الخ، وهكذا اصبحت امريكا هي الرمز المجسد للشر المطلق واصبح كل عربي عندما يذكر اسم امريكا امامه لا يرى الا الكوارث والدم والابادة وحرق البيوت والناس وقتل الاطفال واغتصاب الشيوخ وليس النساء فقط.


هذه الصورة المنفّرة لامريكا في الوطن العربي هل تساعد امريكا على تحقيق حلمها الاقدم وهو اقامة امبراطورية على امتداد الكرة الارضية؟ ربما يسأل البعض وما صلة العرب باقامة امبراطورية امريكية عالمية؟ وهنا لابد ان نتذكر دائما الحقيقة المعروفة وهي ان امريكا بحكم ازمتها البنوية القاتلة ونتيجة لوجود قوى دولية نووية قوية ودول ذات امكانات ضخمة ومساحات واسعة وسكان عددهم كبير جدا...الخ لا تستطيع التغلب عليها بالقوة العسكرية، فهي لذلك عاجزة عن غزو العالم بالقوة لاقامة الامبراطورية وكان الحل هو تبني نظرية جيوبولتيكية جديدة تقول بان من يسيطر على مصادر الطاقة في العالم يسيطر على العالم بلا حروب عسكرية لانه يستطيع ابتزاز العالم بكافة حكوماته وشعوبه بالتحكم في مقادير الطاقة لدى كل بلد او باسعارها وربط التزود بالطاقة بشروط تخدم امريكا وتضع البلدان الاخرى تحت هيمنتها. وبما ان الطاقة موجودة بكمياتها الاساسية في الوطن العربي، خصوصا من العراق الذي يملك اكبر واهم احتياطي نفطي في العالم وارخصه تكلفة، فان السيطرة على الوطن العربي خصوصا على العراق شرط مسبق لتوفير اهم متطلبات غزو امريكا للعالم بالابتزاز وليس بالقوة العسكرية.
وهنا تبرز اهمية وخطورة الحالة : ان الصورة المنفّرة والمكروهة لامريكا في الوطن العربي تعرقل المشروع الامريكي لان امريكا بحاجة لدعم العرب او على الاقل قسما منهم لسياساتها كي تستطيع ضمان السيطرة على كل النفط العربي وتسخيره لابتزاز العالم وتركيعه بدون حروب عسكرية، كما تقتضي ستراتيجيتها.


ورغم هذه القناعة الامريكية الواضحة، والتي كان يعبر عنها منذ زمن طويل من قبل بعض اعضاء الكونغرس او الاعلاميين او الخبراء الامريكيين، بضرورة تحقيق نوع من التوازن بين العرب والكيان الصهيوني لتخفيف كره العرب لامريكا عن طريق اقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وغزة ودمقرطة الانظمة العربية، فان العنجهية الامريكية رفضت الاصغاء خصوصا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وتحول امريكا الى قوة منفلتة لا يردعها عملاق دولي اخر فاقتنعت بان القوة كافية لاخضاع العرب واسكاتهم واجبارهم على التعاون معها وتنفيذ اوامرها، وكان غزو العراق في عام 2003 قمة الغرور والعنجهية الامريكية التي عبرت ليس فقط عن احتقار رد الفعل العربي بل العالمي أيضا بعد ان رفض العالم غزو العراق.

وغزت امريكا العراق ونفذت خطة استخدام القوة في اقصى مدياتها وممكناتها ولكنها واجهت اعظم مقاومة مسلحة في التاريخ فصدمتها واوقفت مشروعها الامبراطوري ووضعته على حافة الانهيار والتلاشي، بعد ان اصبحت حرب العراق المصدر الاول لكشف عيوب امريكا التكوينية ومنها المالية والنفسية، وتفجير الازمات الكامنة والتي حرصت امريكا على تجميدها لحين حلها بعد السيطرة على العالم كله، لكن قوة الاستنزاف في العراق والتي تمثلت في صرف امريكا حوالي ثلاثة تريليون دولار وفي قتل اكثر من اربعين الف امريكي في العراق، وهو الرقم الحقيقي وليس الرقم الرسمي المزيف، وتعويق حوالي مليون امريكي نفسيا او جسديا قاتلوا في العراق، واخيرا التفجر الكارثي للازمة المالية العالمية والتي انطلقت شرارتها من امريكا في عام 2007 ودقت ناقوس الخطر في درجته الاعلى، كل ذلك وضع امريكا امام عدة حقائق مدمرة وتهدد بانهيار امريكا ومنها :


1 - ازمة بنيوية خطيرة تعرقل القدرة على السيطرة على العالم بل تجعل امريكا عاجزة عن السيطرة على ولاياتها التي بدأ بعضها يطالب بالاستقلال عن امريكا كما فعلت ولاية كاليفورنيا.


2- الانهيار الفاضح للقوة الامريكية والمتمثل في عجزها عن قهر المقاومة العراقية المسلحة والفشل الذريع

في احلال الاستقرار في العراق رغم كل الاساليب التي اتبعت وكل التكليف الباهضة التي تحملتها امريكا ولم تكن تتوقعها ابدا قبل الغزو، فانتج ذلك صورة لامريكا تبدو فيها ليس نمرا من ورق بل قطة مرتجفة مبللة.


3– انتشار روح المقاومة المسلحة في الوطن العربي بفضل انتصارات المقاومة العراقية

فبعث امل العرب بتحرير اقطارهم من الاستعمار والنظم الفاسدة التابعة له بستراتيجية المقاومة المسلحة، وهو تطور اذا وقع سوف يوجه ضربة قاضية لمشروع القرن الامريكي وينهيه الى الابد.
هذه الظواهر الثلاثة الخطيرة وضعت امريكا امام خيارات مرة، بل مدمرة، وابرزها السقوط النهائي والابدي لمشروع السيطرة الامريكية على العالم، فما لم تعالج امريكا ازمتها البنيوية ولو مؤقتا فانها ستدخل مرحلة التداعي المتعاقب من الداخل، ومالم توقف تزايد كره العرب لها فانها لن تجد عربيا واحدا مستعدا للموت على يد ابناء امته عقابا له على الارتباط باكثر القوى عداء للعرب، وما لم توقف انتشار ثقافة المقاومة فانها ستواجه بنادقا في كل قطر عربي ضدها، فهل تقف امريكا تتفرج ومشروعها الامبراطوري مهدد جديا؟ وماذا عليها ان تفعل لتجنب هزيمتها الحاسمة؟


هذه التساؤلات المريرة وضعت امريكا امام ضرورات جديدة وخيارات جديدة لابد من تبنيها لاعادة رسم صورتها بطريقة جديدة ليس فيها كره لها او على الاقل حصر الكره بفئات يمكن عزلها، لذلك فان الخطط القديمة القائمة على فرض السيطرة على العرب بالقوة المجردة والمباشرة دفعت الى الخلف وعاد البحث من قبل ادارة اوباما عن بديل ذكي يضمن لامريكا العثور على عرب يدعمونها علنا وبلا خوف من اتهامهم بالخيانة العظمى وكان السؤال هو : كيف تستطيع امريكا العثور على عرب قادرين على التعاون معها مباشرة وعلنا؟ الجواب المنطقي كان يجب اولا ازالة صورة امريكا المكروهة وصنع صورة ايجابية لها في الوطن العربي.


وهنا وضع سؤال حاسم كيف تتغير صورة امريكا باعين العرب؟
ان تغيير الصورة يفرض على امريكا ما يلي :

أ - بما ان وقوف امريكا مع اسرائيل كان الشرارة التي اشعلت حرائق الكره العربي لامريكا

فيجب اقامة دويلة فلسطينية منزوعة السلاح وعلى بعض الضفة الغربية وغزة، وبذلك تسقط امريكا السبب الاصلي لكرهها وتستطيع تحشيد عدد غير قليل من العرب معها يسند سياساتها متسلحا بفكرة ان امريكا تغيرت ايجابيا وانها تدعم اقامة دولة فلسطينية.


ب - وبما ان سبب الكره الثاني هو انشاء امريكا او دعمها للنظم الفاسدة والديكتاتورية في الوطن العربي

بغالبيتها الساحقة فان اسقاط هذه الانظمة ودعم امريكا لعملية التغيير سوف يضمن تحسين وتجميل صورة امريكا عربيا ويعيد انتاج صورتها بصيغة انها داعمة الثورات والديمقراطية.


ج - وبما ان القاعدة التي تتحكم بعلاقة امريكا بمن يخدمها من العرب هي انها تستخدم العملاء ومن يتعاون معها كورقة تواليت تستخدم لتنظيف قاذوراتها ثم ترمى الورقة في سلة القمامة فان اكثر الانظمة العربية انتهت صلاحيتها بتحولها الى مجرد كومة قاذورات مكروهة بحدة وصار تحميل امريكا مسؤولية فساد هذه الانظمة وديكتاتوريتها هو النظرة السائدة فاصبحت خطوة التخلص منها مصلحة امريكية من الدرجة الاولى.


د - بما ان الاستعمار والامبريالية هما نظامان يقومان على النهب والاستغلال فان فصل الديمقراطية
عن التحرر من الاستعمار والامبريالية خطوة اساسية في ستراتيجية التغيير الامريكية للانظمة العربية، وهذا الشرط حاسم وجوهري ولا يمكن تجاهله وفرض فرضا متعمدا في الانتفاضة العربية في تونس ومصر وتمثل بغياب اي شعار تحرري يطالب بطرد امريكا والاستعمار ويفضح جرائمهما ضد الشعب العربي! وهي سمة كانت تتصدر كل الانتفاضات الوطنية العربية سابقا وترتبط عضويا وكتوأم بمطلب الديمقراطية مما جعل الانتفاضات العربية تحررية من الاستعمار وديمقراطية ضد الديكتاتوريات. وهذا التوجه الخطير والاستعماري الصريح برز في تظاهرات اليمن وسوريا التي لم ترفع شعارا واحدا ضد امريكا والاستعمار وتركزت كل شعاراتها على الديمقراطية وحقوق الانسان، اما في ليبيا فان طلب دعم الاستعمار والتعاون معه كان الموقف الرسمي لمناهضي القذافي تحت شعار التعاون مع الشيطان من اجل التخلص منه، وهو موقف لم نرى مثله الا في احتلال العراق عندما قامت ما كانت تسمى ب (المعارضة العراقية) بدور خياني وهو دعم الاحتلال والتحريض عل غزو العراق بحجة اسقاط النظام، منفذة لما، ومستندة على ما، روجت له المخابرات الامريكية وهو مفهوم (الاستعمار الداخلي) اي النظم العربية وعده اخطر من الاستعمار الخارجي، وهو مفهوم تولت لاحقا قناة الجزيرة الترويج له خلال السنوات الماضية عند الاعداد لما يجري الان من اجل تضليل بعض العرب بفكرة ان الاستعمار الخارجي ارحم من الاستعمار الداخلي لتقبل استعمار امريكا او اوربا لنا!
لذلك كان هذا الفصل المتعمد وغير البرئ اول ما اثار قلق وانتباه الوطنيين العرب ولفت النظر الى الدور الامريكي الحاسم والخطير فيما يجري، وهو ما سنناقشه بالتفصيل لاحقا، ونبه الى النوايا الامريكية الحقيقية الكامنة وراء الدعوة للديمقراطية مع تجنب الدعوة لطرد الاستعمار والامبريالية وانهاء هيمنتهما على اغلب الاقطار العربية مع انهما السبب الرئيس في قيام او استمرار الديكتاتورية والفساد. هل تتذكرون هتافا واحدا ضد امريكا في تونس ومصر اثناء الانتفاضة؟


ه - الفصل المتعمد بين القضية المركزية للعرب وهي تحرير فلسطين وبين الديمقراطية والدعوة لها،

فكما غابت شعارات مناهضة امريكا من الانتفاضة في تونس ومصر ومن احداث اليمن وسوريا فان القضية الفلسطينية ومناهضة الصهيونية والمطالبة بانهاء الصلح والتطبيع مع الكيان الصهيوني غابت ايضا، وهو امر زاد من شكوك الوطنيين العرب بحقيقة ما يجري، لان تاريخ العرب الحديث تميز بربط القضية الفلسطينية بكل حدث اقليمي ودولي وعدم السماح بتجاهل الصلات العضوية بين تحرير فلسطين وبناء الديمقراطية بعد التخلص من الانظمة الديكتاتورية والفاسدة والتابعة والمطبعة مع الكيان الصهيوني.
ان ماورد في الفقرتين (د) و(ه)، اي فصل المطلب الديمقراطي عن المطلبين الاساسيين وهما طرد الاستعمار ورفض التطبيع مع الكيان الصهيوني، يشكل الاساس الفولاذي لخطة تغيير الانظمة العربية في اطار سترايجية السيطرة الاستعمارية الامريكية، لذلك فان فهم حقيقة ما جرى وما يجري وما سيجري بصورة صحيحة ودقيقة مشروط بالتنبه لما ورد في هاتين الفقرتين وعدم نسيانهما اطلاقا اذا اردنا ان لا ندفع للسير في ازقة المخابرات الامريكية والصهيونية الخانقة.

وهنا يطرح سؤال اخر : كيف يمكن تحقيق ذلك كله؟ بانقلابات عسكرية تطيح بانظمة الفساد والديكتاتورية مع ان الانقلاب العسكري جزء من تراث امريكا الاستبدادي وغير الديمقراطي في قمع الجماهير
و الانظمة الوطنية؟ ام بوسائل اخرى تضفي على التغيير صفة الديمقراطية واحترام ارداة الشعب وفي مقدمتها توقف امريكا عن قمع ثورات الشعوب وانتفاضاتها الديمقراطية ودعم موجات الغضب الشعبي المتراكم منذ عقود والذي يكفي اذا اطلق لاسقاط انظمة فقدت الحماية الامريكية لها؟


الجواب هو ان السماح، بعد منع طويل، باطلاق موجات الغضب الشعبي الشرعي والطبيعي هو الاسلوب الامثل للتغيير في عصر شعاراته الاساسية التي رفعتها امريكا هي الديمقراطية وحقوق الانسان وحق تقرير المصير، ولكن كيف تضمن – امريكا - السيطرة على موجات الغضب الشعبي والتي تفجرها قوى وطنية حقيقة عازمة على ليس انهاء الظلم والفساد والديكتاتوريات فقط بل وايضا على طرد من نصبها او حماها، بالاضافة لتحقيق اماني العرب الجوهرية والثابتة في تحرير فلسطين وبقية الاراضي المحتلة وتحرير الثروات العربية المغتصبة من قبل امريكا؟ هل تستطيع امريكا القيام بفصل قسري بين مطلب الديمقراطية وحكم الشعب من جهة وبين السيطرة الاستعمارية على مقدرات الاقطار العربية والاحتلال الصهيوني لفلسطين والجولان والانهر العربية من جهة ثانية؟ وهل يمكن اقامة ديمقراطية حقيقية في ظل الوجود الامريكي المتحكم في مجرى الامور الاقتصادية والامنية؟ يتبع


25/6/2011

Almukhtar44@gmail.com


[/email]

شبكة البصرة

الاحد 2 شعبان 1432 / 3 تموز 2011

يرجى الاشارة الى شبكة البصرة عند اعادة النشر او الاقتباس






  رد مع اقتباس
/