الموضوع: تجربة
عرض مشاركة واحدة
قديم 19-03-2019, 12:21 PM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
عبدالرحيم التدلاوي
عضو أكاديميّة الفينيق
عضو لجنة تحكيم مسابقات الأكاديمية
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو







آخر مواضيعي


عبدالرحيم التدلاوي غير متواجد حالياً


افتراضي رد: تجربة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المأمون محمد مشاهدة المشاركة
مساؤك الخير أستاذي التدلاوي و أحييك على هذه الجرأة في طرق نمط كتابي بدأ يظهر يعتمد على الحاسة البصرية التي تعتبر أن الحرف المكتوب و طريفقة ككتابته له نصيب في إيحائية و رمزية و تجسيدية القصة.
و قد لاحظت أول ما لاحظت ذلك عند الأستاذ (آدم عبدالرحمن) في قصصه القصيرة الذي كان يقطع الحروف رأسيا و عموديا على حسب مقتضى الحال و قد أشرت له في أحد تعليقاتي على هذه النوعية من الكتابة التي ربما يكون لها مستقبل في مقبل الأيام إذا ما استطاع كتاب ذوي شخصية أن يتخذونها منهجا كتابيا يبلورون له قواعده و أدواته. و مع ظهور و تمكن الآلة الطابعة الحديثة الملونة فلربما يأتي وقت تستخدم فيه الألوان كذلك في الحالة الكتابية الإبداعية لما لها من مقدرة إيحائية تجسيدية تغور في داخل منعرجات النفس تستخرج كوامنها.
كذلك استخدام أستاذي (جمال عمران) النقط في قصته القصيرة جدا (اضراب الراقصات) فإني أذكر انني قد قلت له أن هذه الأقصوصة كاملة الدسم و من العيار الثقيل حيث تم تستخدام النقاط الموحية بالانفتاح على المجهول المعلوم و اظن أنه في استخدامه لها في أصوصته و في منطقة استخدامها قد أعطى القصة حياة في أذهان القراء ما كان لها أن تبلغها لو استخدم أي تعابير أو كلمات أخرى.
و دعني أقدم نقدا فنيا ربما يجانبه الصواب حيث اني أقرأ الآن شيئا عن السريانية التي قال الكاتب عنها : وتميزت بالتركيز على كل ما هو غريب ومتناقض ولا شعوري. وكانت السيريالية تهدف إلى البعد عن الحقيقة وإطلاق الأفكار المكبوتة والتصورات الخيالية وسيطرة الأحلام. واعتمد فنانو السيريالية على نظريات فرويد رائد التحليل النفسي، خاصة فيما يتعلق بتفسير الأحلام. بينما أرى أنا (شخصي الضعيف) أن طريقة الكتابة هذه تتميز بالتركيز عكس مراد السريالين الذين عرفنا منهجهم قبل قليل. فنحن هنا نحتكم الى منطقية الحرف وواقعيته ووقعه في منطقة الوعي الكتابي ساعة كتابته . كما قال فرويد ناقدا السريالية: "أنّ ما لفت نظره في السّرياليين هو وعيهم وليس لاوعيهم. بما معناه أن التّجارب التّلقائية التي قام السّرياليون بأظهارها وكأنها إطلاق للاوعي كانت منظمة للغاية من قبل نشاطات الأنا. بما يشبه مراقبة الأحلام خلال الحلم وبالتالي فأنه خطأ من حيث المبدأ اعتبار قصائد السّرياليين ونشاطتهم الفنية الأخرى كتعبير مباشر عن اللاوعي لأنّها في الحقيقة محددة ومنفّذة من قبل االأنا".
فهذا النمط من الكتابة يعكس وعي الكاتب و اتقانه للغة حرفه و لا أقصد (حرف لغته) في رأيي أن التميز في هذا الضرب من الفن سيكون خالصا لفن الكتابة بالغة العربية التي يسهل تفكيك حرفها و لما لحرفها من استقلالية عن الحركات الصوتية عكس الحرف اللاتيني والحرف الآسيوي مثلا..
فإذا ما كان المبدع متمكنا من لغته استطاع ضرب عصفورين بحجر واحد ، حيث يتقن استخدام الكلمات المناسبة ذات الحروف الدالة ، فحروف الاستعلاء في كلمات بعينها لربما و- أنا أخمن و لا أجزم- ستعطي عملية تفكيكها دلالات غير تلك التي تعطيها الحروف المستفلة مثلا .
و لربما أدى ذلك في مقبل الأيام الى طرق تفكيك مختلفة ، ففي قصتنا هذه التفكيك ساقط الى الأسفل متماهيا مع حالة الغرق مع أني لم أفهم لماذا السمكة مفككة ايضا و الى الأسفل ، و لربما في قصة أخرى يكون التفكيك أفقيا أو درجيا صاعدا أو نازلا أو دائريا أو مبعثرا بصورة عشوائية أو بصورة منتظمة كأن ينشز حرف في تراتيبيته فيكون صغيرا أو كبيرا أو مائلا أو خارجا عن لحمة حروف الكلمة أو غيرها من الأشكال ذات الدلالة الفنية المعينة ، و تلعب العقلية الإبداعية دورا في عملية التفكيك و رسم الحرف ....
هذا خيال تنظيري أبتدر به متنبأ بظهور هذا النمط الكتابي في مقبل الأيام و لأسميه الكتابة التفكيكية ...
هل من منظر آخر ...فنحن مقبلون على عصر يعلم الله وحده ماذا سيكون فيه...
شكرا أخي التدلاوي و بارك الله فيك
أشكرك أخي طارق على تعليقك الضافي والمهم.
بعضه أجاب عنه الصديق جمال.
وعن تفكيك الكلما بغاية مخاطبة العين أيضا، أخبرك سيدي أنني رمت ذلك باكرا، ولدي نصوص تدل على هذا المنحى، لكنني لم أعتمد التفكيك من أجل التفكيك بل لخدمة المعنى.
ثم إن المبدعين المغاربة قد اعتمدوا هذه التقنية منذ زمن طويل، وفي الشعر قبلا، كتجربة بنيس، وحميش، فالبعد الكاليغرافي مهم متى وظف بذكاء.
تقديري






  رد مع اقتباس
/