۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - مستفعلن البسيط ..محاولة منفتحة لفهم إشكالياتها
عرض مشاركة واحدة
قديم 17-10-2012, 04:40 PM رقم المشاركة : 53
معلومات العضو
هيثم الريماوي
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
عضو لجنة تحكيم
قصيدة النثر 2012
يحمل درع الومضة الحكائية 2011
الأردن

الصورة الرمزية هيثم الريماوي

افتراضي رد: مستفعلن البسيط ..محاولة منفتحة لفهم إشكالياتها

الشكر الكبير للقدير سلطان الزيادنة ، لجهوده الكبيرة والمثمرة

عودة لتسجيل نقاط مهمة أخرى
**يرى الناقد الكبير د.كمال أبو ديب بأن قصيدة عبيد بن الأبرص والتي مطلعها " اقفرّ من أهله ملحوب ...فالقطبيات فالذنوب" ، بأنها أول قصيدة تفعيلة في التاريخ العربي المعروف ، ويقول عنها الناقد الكبير د.عبد الله الغدامي بأنها تحتوي على أكثر من بحر منها الطويل والبسيط وغيرهما ، ويكاد يجمع العروضيون على أن هذه القصيدة فيها الكثير من الزحاف القبيح والخروج عن الوزن ، يخرجانها من دائرة الشعر ، وكلما ضُرب هذا المثل للعروضيين قالوا: إنه مثال شاذ ، والشاذ لا يستند عليه ؛ ولكن ومن جهة أخرى يكاد يجمع الباحثون على أن هذه القصيدة هي إحدى المعلقات العشر ، وأنها من أهم القصائد التي أرّخ لها في "جمهرة العرب" ، ويعلم أيّ مطّلع مدى أهمية ذلك وبالتالي مدى أهمية القصيدة ،أي أن الذائقة العامّة لم تستقبحها بل على العكس سلكت سلوكا فيه الكثير من الغرابة وهو تمجيد هذه القصيدة ، وإذ كان الحال هو ذاك ، فلابدّ من وجود احتمالين لا ثالث لهما :

1 احتمال وجود شواهد أخرى كثيرة تحاكي شكلية النظم ذاتها لقصيدة عبيد ، وتم إهمال هذه الشواهد إما بشكل متعمد ، أو لتواضع وسائل الاتصال .

2 احتمال أن تكون فعلا هذه القصيدة شاذّة ، ولم ينسج على منوالها غيرها ، ولكني أجد أن هكذا احتمال هو ضعيف جدا ، إذ حتى لو كانت هذه القصيدة لها السبق والتفرد في النسج على هكذا منوال ، سيكون هنالك الكثيرون ممن سيحذون حذو هكذا نسج بالضرورة نظرا للحفاوة التي استقبل بها ، ولي تجربة شخصية بهذا الموضوع حيث قمت بكتابة بعض النصوص على هذه المنهجية أو قريبة منها ، فتم إقصاؤها إلى محاولات للوصول أو إلى الخواطر أو ما شابه في أحسن الأحوال .

في كل الأحوال وفي كلتا الحالتين نجد أن ذاك ، هو مثال صارخ على أنه في بعض الأحيان يكون النادر بل وحتى الشاذ المتفرد مستحسنا وربما ممجدا من الذائقة العامة ، والتي لها – أي الذائقة – الحكم الأخير وليس العروض كما يرى ابن سنان الخفاجي .

علينا أن نعلم أن الاستقراء الموضوعي كما تقرّه نظريات المعرفة ، لا ينظر فقط إلى التكرار العددي للشواهد وإنما أيضا إلى وزن هذا الشاهد ومدى تأثيره في الظاهرة موضوع الدراسة ،وخصوصا فيما يتعلق بالظواهر الإنسانية ، فليس النادر أوالنادر جدا أو النادر جدا جدا ..أو حتى الشاذ المتفرد يساوي القبيح بالضرورة ، بل على العكس ربما يساوي الإبداع في كثير من الأحيان استنادا على مدى تأثيره بالظاهرة موضع الدراسة ، فالإبداع بمعناه العميق هو الخروج عن المألوف وليس التوافق معه ، وهنالك أمثلة كثيرة في التاريخ الإنساني على نصوص بعينها أثّرت كثيرا في الذائقة العامة أو أدت إلى ابتداع أجناس جديدة لتتوافق معها ، أمثال كتابات النفّري ، أو نصوص رامبو ، أو مسرحية " في انتظار جودو " لصمويل بيكيت التي أدت إلى ابتداع جنس أدبي جديد اسمه " مسرح اللامعقول " لتّوافق مع هذه المسرحية بعينها .

للحديث بقية ......
هيثم






(( لا شيء مهم ، حتى هذه الفكرة ليست مهمّة)) هيثم الريماوي .
  رد مع اقتباس
/