الموضوع: لأنه يستطيع
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-04-2019, 12:58 PM رقم المشاركة : 16
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: لأنه يستطيع

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ياسر أبو سويلم الحرزني مشاهدة المشاركة



لا بأس ،
فأمام كتابة أستاذتنا يجب على القراءة أن تكون في كامل انتباهها ، كما تحاول قراءتي أن تفعل الآن بعد يوم عمل طويل ، لا لشيء سوى أنّ القراءة يجب أن توجب للكتابة ما يجب ، وتوقّرها ، ولأن المعنى لن يكون متاحاً لقراءة تهذي.

لأنّه يستطيع.
فقط لأنّه يستطيع.
لأنّه يستطيع فقط.
ولا بأس أن أقرّر أن النصّ كلّه (أو كلّه ناقص بعض بعضه) في العنوان.

لكنّي لا أدري لماذا تعاطفت مع المعتدي والمعتدى عليه في آن.
ربّما لأنّ المعتدى عليه لم يكن واقفاً في نهاية طابور يصطّف بشكل مستقيم ، بل طابور يصطّف فيما يشبه الدائرة.
وربّما لأنّ المعتدي كان يقف في نفس الطابور وكان يقف أمامه المعتدى عليه ، ومن خلفه كان يقف معتد آخر (يستطيع) يقف أمام معتد آخر آخر(هههه) يستطيع ... ، وتكرّ سبحة المعتدين الضحايا أو الضحايا المعتدين.
وعلى ما يبدو أنّهم كلّهم يستطيعون.

لكنّي لا أدري أيضاً إن كان في هذا النموذج معتد نهائي وضحيّة نهائية.

لكنّي أدري أن الإستطاعة هي شرعة ودستور هذا النموذج (نموذج المعتدين الضحايا ، أو نموذج الضحايا المعتدين)

لأنّه يستطيع // بالرغم من مرافعة الأم.
لأنّه يستطيع // بالرغم من تهديد الأم له بالعقاب.
لأنّه يستطيع // بالرغم من تعنيف نفسه اللّوامة.
لأنّه يستطيع // بالرغم من عدم شعوره بالسعادة حين يضرب الضحيّة.
لأنّه يستطيع.
فقط لأنّه يستطيع.
وأيضاً ، فقط لأنّ غيره الّذي يستطيع قد استطاع ، وجاء هذا المعتدي الضحيّة ليسلّم عصا الإستطاعة (كما في سباقات التتابع) للّذي أمامه ... ، وهكذا يكمل المعنى دورته.

هذه قراءتي ، وما في صدر مبدعتنا يبقى في صدرها ، ولكنّها محاولة قارىء متواضع استفزّه النص فحاول أن يقاربه بالتأويل ، وأرجو صادقاً ألا تكون قراءتي قد شوّهت المعنى.

ولا أخفيك أنّي بحثت في النصّ عن مفتاح ثان يعزّز مفتاح العنوان ، فوجدته (أو خمّنته) في كلمة "سنتين" ، طبعاً هذا على اعتبار أنّي أصبت المعنى.

نصّ رائع يتحدّى القراءة.

استمتعت كثيراً بالقراءة كما هو الحال دائماً مع إبداعات أستاذتنا.

والقراءة تشكر صاحبة الكتابة على ما وجدته من متعة في هذا النص الرائع.

تحيّاتي واحترامي لأستاذتنا وشاعرتنا المبدعة ثناء حاج صالح.
نعم لأنه يستطيع . وفقط لأنه يستطيع. وليس لسببٍ آخر .
ثم يأتي بُعْدُ نظر الأستاذ الذي لا يمكن أن يسمح للمعنى بأن يفوته أو يفر منه ، فيبحث عن المعنى بالتماس العذر له . عبر اقتراح طابور سلسلة الضحايا المعتدين ، وبالوقوف في هذا الطابور يصبح للإنسان وجهان في الوقت نفسه ؛ وجه المعتدي ووجه الضحية، فهذا تأصيل للفعل العدواني وتبرير قوي يدفعنا للتعاطف مع المعتدي ومع الضحية في آن واحد. ولو تبنينا هذا التأصيل بالمطلق لمنحنا للعدوان تسويغاً عاطفياً يكاد معه يصبح مقبولاً أخلاقياً. لأن حتمية العذر هنا تعني براءة المعتدي التي تستوجب عدم استحقاقه العقاب.
لكن مقولة العنوان ( لأنه يستطيع) تنفي هذا التبرير كما تنفي أي تبرير آخر سوى (الاستطاعة ) .
فالمعتدي الذي لم يكن يشعر بالسعادة وهو (يضرب) الضحية ، لم يكن يحقق بسلوكه تعويضاً أو إشباعاً ما لدوافع انتقامية مكبوتة ، وكأنه ينتقم ممن سبق واعتدى عليه وهو يعيد ممارسة الاعتداء . ولو كان الاعتداء يشعره بالرضا أو بالسعادة ، إذن لدلَّ ذلك على تفريغه شحنة الضغط النفسي الذي كان يعاني منه بسبب تعرُّضه المسبق للاعتداء. ولكنه يعرف بأنه لم يكن سعيداً بضربه ، وقد حدثته نفسه مراراً أن يكفَّ عن ضربه، لأنه يعي أنه يجب أن يكف عن ضربه.
كانت قراءتكم التبريرية التسلسلية التعاطفية رائعة بقدر ما هي خطيرة . ويمكنني القول إنها أكثر ما يحق للمعتدين أن يسعَدوا به ، طالما أنها تتيح لهم أن يحصلوا على التعاطف بسبب ممارستهم السلوك العدواني (كما فهمتها).
تحيتي واحترامي






  رد مع اقتباس
/