اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طارق المأمون محمد
الى جثةٍ يشرحُها الأطباءُ نظرَ الكاتبُ العملاقُ من شُباكِ المشرحةِ الزجاجيِ...
وَكز طبيبٌ صاحبَه : يأتي الى هنا دائماً ليتذكرَ نَصَهُ الأولْ ....
|
يأتي الى هنا دائماً ليتذكرَ نَصَهُ الأولْ ....
أرى هذه الجملة بمثابة العصب الرئيس لهذا النص الرائع و الذي يمكن تأويله حسب كل جملة تأويلا مختلفا عن الآخر ..
إذا هذا الكاتب العملاق اليوم لم ينس أبدا الاحساس الذي تملكه عندما تم نقد نصه الأول
و وجد أن المشرحة هي المكان الأقرب الذي يمكن أن يسترجع فيه لحظة فارقة في حياته الأدبية
لحظة التفاعل مع أول كتاباته و هي بالتأكيد صعبة للغاية ما دام هذا الإطار الذي اختاره لاستذكارها
المكان عموما يتصف بالبرودة , الأيادي ثابتة لا مجال للارتعاش و الجثة متجمدة بعد أن كانت
تفيض بالمشاعر المتدفقة و الحماسية .. ففي النقد يتم الاشارة للاستغناء عن عبارات هنا
و النصح بترك بعض الألفاظ هناك و استهجان بعض الحماسة المفرطة و الخيال الشاسع
لكاتب مبتدئ يقف قلقا تحت مجهر الخبراء و المحترفين ..
ظننت في البداية أن الخبرة المقصودة في العنوان تهم مستوى الكتابة و التمكن من أصولها و قواعدها
التي بلغها هذا الكاتب الذي وصفته بالعملاق و لكن أرجح أن الخبرة المقصودة تكمن في التعامل مع النقاد
مهما بلغت " قسوتهم " و هذا يعكس ثقته العالية بمنتجه و بالتالي تقبله في النهاية لأي ملاحظة أو إشارة ممكن
أن يستفيد منها و يستثمرها لصالح أعماله ..
قرأت أكثر من مرة نصكم البديع أخي الكريم و مبدعنا الفاضل أ.طارق
و في كل مرة كانت القراءة تأخذني إلى تأويل مختلف ..
المشهد مؤثر و التصوير عميق للغاية , تحياتي لكم و خالص التقدير
كل عام و أنتم بألف خير
و سوداننا الحبيب بأمن و أمان بإذن الله تعالى