[حسين محسن الياس]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة إيمان سالم

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

كتب ...

كأن الحديث عن الكتب لا ينتهي و لا يمكن لشيء أن يحيط بتلك النقاط المتتالية
في العنوان بكل ما فيها من إيحاء و عمق و بلاغة ..
مشهد أو لقطة مجتزءة من مشوار حياة البطل و تعادل ربما كل حياته
هذا البطل الثري معرفيا المعدم ماديا , لكن هل يهم ؟ حسب ما ورد في النص
أكاد أجزم بلا .. فعيشه محاطا بكنوزه الثمينة منحه إكتفاءا ذاتيا لولا ضغوط الحياة
و ضغط صاحب المسكن و مطالبته المستمرة بالإيجار , يعني كأني بالبطل يمكن أن يستغني
عن الأكل و الشرب مقابل الاحتفاظ بمتعلقاته الفريدة ..
غالبا ما تضعنا الحياة أمام مثل هذه المعادلة الصعبة العلم و المعرفة مقابل المادة
لن أعمم و لكن في عديد الأحيان نجد أنفسنا أمام حالات يتضح من خلالها
نمو هذين العاملين بشكل عكسي ..
اختيار الكاتب لشخصية الوقور كان حسب رأيي موفقا و في محله , أتفق معه تماما
فهذه الشخصية لها زاد معرفي و ثقافي جلي لا يستدعي الأمر ذكرهما
و لكن تحديد صفة الوقار كان أكثر أهمية لخدمة النص شكلا و مضمونا
في تفسير كلمة وقور :
وقُر الشَّخصُ : وقَرَ ، رزُن وثبَت ، كان حليمًا رزينًا
و في حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم : إِذَا سَمِعْتُمُ الإِقَامَةَ فامْشُوا إِلَى الصَّلاةِ وَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ والوَقَارِ

فكانت الإنفراجة على يد هذا الرجل الذي يقف على طرفي النقيض مع مالك العقار
و الذي بالرغم من عدم افتقاره لمال إلا أنه لم يفقه شيئا مما حصل أمامه
و ما كان منه و بعد أن استلم نقوده إلا أن يصف الرجلين بالمجانين
لأنه لا يرى في الكتب ما يمكن أن يجعل الإنسان يتعلق بها و يشتريها أو
أن يتردّد في بيعها لو واتته الفرصة لذلك ..

سعدت بالتأمل في رحاب نصكم الرائع
أستاذي المبدع حسين محسن الياس
و الجميل الانفراجة التي لم تبخل بها علينا
و جعلت المشهد يعزز الثقة عند القراء عموما
في أن النهايات السعيدة ليست وهما ..

تحياتي و تقديري ..
دمتم بأمان الله

الاخت ايمان سالم
شدني ما جاء في مداخلتك اللطيف والمعمقه للقصه
وأسعدني انها اعجبتك
تقبلي كل الاحترام