۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-08-2011, 06:09 AM رقم المشاركة : 75
معلومات العضو
زاهية بنت البحر
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / آرام
سوريا
افتراضي رد: بانتظار الأمل( رواية لزاهية بنت البحر)53

أحبت درة أن تستغل غياب سراب مع عادل خارج البيت وهما يتمشيان حول الجزيرة في صنع نوع من الحلوى يحبانها معا.
دخلت المطبخ.. صنعت صينية من الفستقية الشهية التي اشتهرت بها الجزيرة، وقبل مغادرتها المطبخ سمعت صوت دقات خفيفة على الباب.. لم تخمن من يكون الطارق، فهي لاتنتظر أحدا سواهما وما زال الوقت مبكرا لعودتهما، وعندما فتحت الباب ارتفع صوتها بالترحيب بالقادمة شيماء الرابح..
وهما تتحدثان بأمور كثيرة حول اللجنة التي أنشئت لمكافحة التدخين بين النساء، وغيرها من المواضيع التي ستطرح على السيدات في اللقاء القادم الذي طلبت درة تأجيله تحسبا للظروف المحتملة بشأن ولادة سراب قالت درة لشيماء.:
- حماتك تحبك ياشيما
- لست بحاجة لحبها الآن بعد أن أصبحت عظامها مكاحل، فتأخذني إليها..
- أطال الله في عمرك.. لكنها كانت تحبك وهي على قيد الحياة.
- مادليلك في ذلك يا درة؟
- الفستقية التي صنعتها قبل قليل.
- الله.. الله.. فعلا كانت تحبني رحمها الله وأحسن إليها. حموات زمان غير يا أم عادل..
- كل زمن توجد فيه الحماة الرحيمة والحماة الشريرة، دنيا يعمرها الجميع..
- حكت لي إحدى السيدات التي ظلمتها حماتها وزوجها شيئًا لا يصدقه العقل. حقيقة أمر غريب عجيب أن يوجد حتى اليوم نماذج بشرية بهذا اللؤم والوحشية في التعامل مع الناس خاصة إن كان مع شابة بعيدة عن أهلها..
- هذا لايجوز.
- تصوري منعوها من رؤية عائلتها سبعة أعوام لا يسمحون لأحد منهم بزيارتها أو محادثتها هاتفيا، فكانت أختها تذهب إليها وتقف بعيدا عن البيت علها تلمحها وهي تنظف النافذة كي تطمئن عليها وتطمئن والديها.
- قسوة يمقتها الله
- كانت حماتها لا تخاف الله، ظلمتها كثيرا، وكان زوجها رهن إشارة والدته الشريرة، ليس له رأي ولو خالف بأوامر أمه تعاليم الله.
- أعوذ بالله من غضب الله.
- وعندما ماتت العجوز.. وضعت في غرفة خاصة، وكان على الكنتين المظلومتين في بيتها أن تسهرا قربها حتى الصباح.
- ياساتر..
- هكذا أراد ولداها..
- ونفذتا طلبهما؟
- مرغمتين.. والله ياأم عادل قالت لي سلمى بأنهما كانتا ترتجفان طوال الليل وهما خائفتان وغير مصدقتين بأنها ماتت.
- ياالله..
- حتى أنهما كانتا تكشفان بين الحين والحين عن وجهها للتأكد من أنها ماتت خشية أن تنهض من نومها وتريهما نجوم الظهر.
- وهل قامت؟
- أم عادل أراك بت مثلهما!!
- قصة غريبة ياشيما
- تصوري يادرة لقد ترك ظلمها في نفس سلمى شرخا لولم يعالجها أهلها لأصيبت بالجنون.
- دنيا فيها العجيب والغريب من الناس.. على أية حال كلي الآن الفستقية ولننسَ ظلم الحموات قليلا كي نستطيع ابتلاع اللقمة، وإلا علقت في حلقينا ولحقنا بحمواتنا…
وهما تأكلان الحلوى أخرجت شيماء من حقيبة يدها مبلغا من المال.. قدمته لدرة بشيء من الحياء وقالت لها:
- أرجو أن توصلي هذا المبلغ لأم أحمد دون أن تذكري لها اسمي.
- بارك الله فيك ياشيما
- أنا أعرف شآمة نفسها ورفضها قبول المساعدة من أحد.
- قد ترفض قبوله مني أيضا.
- قولي لها بأن عادل استدان المبلغ من أحمد وهما في السفر.
- أتريدينني أن أكذب ياشيماء؟!!
- ليس كذبا هذا بل مداراة لفعل الخير، فقد سمعت من مصدر موثوق بأنها قد عرضت طنجرة نحاسية قديمة للبيع ولم يشترها أحد، وعندما حاول رجل من أهل الخير شراءها بمبلغ كبير رفضت ذلك لأنها فهمت قصده بالتصدق عليها، وكما تعلمين فقد رفضت أن تأخذ تعويضا من صاحب السفينة التي كان يعمل بها ابنها بحجة أنها لن تقبض ثمن مصيبتها، لم تقبل بأخذ أي مبلغ منه إلا ما استحقه خلال عمله، وقد صرفته على الجنازة وملحقاتها، وما تبقى منه كانت تعيش به حتى نفد ولامعين لها سوى رب العالمين، وكما يعلم الجميع لم تقبل استرجاع المصاغ الذي اشتراه أحمد لخطيبته لمى رغم محاولة الفتاة وأمها ذلك.






  رد مع اقتباس
/