۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-11-2012, 09:17 PM رقم المشاركة : 22
معلومات العضو
زحل بن شمسين
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الاكاديمية للابداع والعطاء
العراق
افتراضي رد: لعنة الفراعنة ام قانون التطور هو من جعل هذه الامة بالحضيض؟؟؟

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

اوهام قبل الامس في عصر ما بعد الغد : نحن وامريكا وبيننا هولي وود 13
شبكة البصرة

صلاح المختار

تذكر دوما ان الاسماك الميته وحدها تسبح مع التيار
مالكولم مكريدج



أكل لحومنا باسناننا ونحن احياء

بعد ان عرضنا الاطار العام لكارثتنا الحالية لابد من تقديم نماذج تؤكد خروج الكثيرين من اطار كل اخلاق وضابط وطني ورادع اخلاقي، وانفلات اللسان وتلوثه الكامل بمستوى يوحي بشبه موت المنطق والعقلانية، فمن يقرا ما ينشر الان في بعض الشبكات والصحف والمنتديات ويراقب بعض الفضائيات المحسوبة على التيارين الطائفيين الشيعي والسني وعلى تيار مسيحي معين، والذي انشأت له فضائيات تدعو للتنصير باللغة العربية لاول مرة، وقبل هذا وذاك من يتابع الفتاوى الدينية التي تصدرها اسماء يطلق عليها لقب مذهل في خطورته وهو ( مراجع) دينية، مع انها غير مؤهلة ثقافيا ولا نفسيا ولا دينيا للعب هذا الدور بغالبيتها الساحقة وكما تدل فتاويها، نقول من يتابع ويقرأ كل ذلك يشعر بعمق الكارثة ودرجة نجاح امريكا واسرائيل في تحويل الصراع من صراع مع عدونا التقليدي والحقيقي وهو الغرب الاستعماري والكيان الصهيوني الى صراعات عربية عربية بين شيعة وسنة ومسلمين ومسيحيين وغيرهم، وغيبت عمدا وتخطيطا كل مظاهر الصراع مع امريكا والكيان الصهيوني، رغم انهما لم يتراجعا عن معاداتهما للعرب والمسلمين بل ضاعفا عدائهما للامة العربية وزادت جرائمهما ضد كل مواطن عربي!

لقد طرح بديل واحد وهو معاداة العربي للعربي الاخر وتغليب هذا العداء على ماعداه بحيث يصبح العدو

الاوحد والاخطر هو العربي الاخر، السني او الشيعي او المسيحي او المسلم غير العربي، وذلك هو مصدر التهديد والخطر المميت! ومقابل ذلك ولكي تكتمل صورة اللاعقلانية وضياع المنطق محا، ونسى واهمل، كثيرون السؤال الذي حير امريكا وادراتها المتعاقبة وهو (لم يكرهنا العرب والمسلمون؟) فحلت لها واحدة من اخطر مشاكلها حينما اصبح البعض يرى في امريكا منقذا له من حكامه يدعوها للتدخل وحسم الامور مع علم هذا البعض بان امريكا هي من نصبت هؤلاء الحكام، وهي من حمتهم وادامت سلطتهم، وهي من شجعتهم على الفساد والافساد والديكتاتوريات، وهي من كانت تريد ايصال الجماهير الى حافة الموت عبر حكامها العرب، وهكذا وصلنا الى بؤرة الموت الشامل والجماعي للامة وليس الى حافته فقط، ونحن نرى الحرب الاهلية الفظيعة في ليبيا وسوريا واقتراب اليمن من الحرب الاهلية واستمرار كارثة العراق!

وفيما يلي نماذج مفزعة مما ينشر ويقال من عناوين وخلاصات، واجزم بان الموساد والمخابرات الامريكية والايرانية وغيرها تقف وراء استخدام هذه اللغة باسم مسلمين وعرب لان العربي ومهما اختلف يقف عند حدود معينة :

1– انتشار الصراع داخل الاسلامويين السنة في مصر وغيرها :

لاحظوا ان الصراع انتقل من صراع مع النظام في مصر الى صراعات داخلية بين الاسلامويين انفسهم وبينهم وبين غيرهم، وهذا سبق حدوثه في العراق المحتل حينما قسم الاحتلال الامريكي والايراني السنة الى كتل متصارعة فيما بينها وقسم الشيعة ال كتل متصارعة فيما بينها ايضا. لنقرأ معا العناوين التالية في صحيفة مصرية : صراع السلفية والصوفية والاسلامويين والعلمانيين واليساريين! مليونية صوفية نصرانية علمانية الجمعة القادمة ردا على مليونية الشريعة، اعداء الاسلام والمسلمين سوف يكونون بميدان التحرير الجمعه القادم!!!!

يقول احد الاخبار : (قرر مشايخ الطرق الصوفية و10 أحزاب وقوى سياسية قبطية وليبرالية وعلمانية تنظيم مظاهرة مليونية بميدان التحرير يوم الجمعة المقبل.... من اجل التصدي للفكر السلفي والمد الوهابي الدخيل على المجتمع المصري).

عنوان اخر : (الإخوان تدعو إلى جمعة للوفاق العربي.. والسلفيون والصوفيون يمتنعون... ورفضت الطرق الصوفية دعوة الإخوان، واتهم الشيخ محمد علاء أبو العزايم، مؤسس حزب التحرير المصري، شيخ الطريقة العزمية، الإخوان بأنها تسعى لسرقة دور الأزهر الشريف في دعوة المسلمين لنزول إلى الميادين العربية والإسلامية لمناصرة الشعوب العربية التي تسعي للتحرر الوطني من الأنظمة الديكتاتورية). وأضاف: (دعوة الإخوان ورفع الأعلام السعودية في ميدان التحرير تكشف مخططاً سعودياً قطرياً بمشاركة عملائهما بمصر لإشعال الحرائق والفتن)، مؤكدا أن الإعلامين السعودي والقطري يلعبان دورًا كبيرًا في مساندة الإخوان والسلفيين في مصر)!
ماذا نرى هنا؟ لقد توسع الصراع ولم يعد بين (ملحدين ومؤمنين) كما بدأ بل اصبح صراع بين الاسلامويين انفسهم بين الصوفيين والسلفيين والوهابيين!

2- الفتنة السنية - الشيعية : فيما يلي نماذج مما ينشر : (الشيعه انفسهم اغبياء،

ينفذون مايقال لهم فقط لكن المشكله كلها من علمائهم، الآن كثر من الصوفية والشيعة وأهل البدع يُطلقوا كلمة وهابي على كل من يخالف عاداتهم ومعتقداتهم وبدعهم، فيهم من هذا المطلق بأن هذا التسمية محمودة وإن كنت لا أرى استحسانها ولكن هم يظنون أن تسمية الوهابية لأهل السنة عيب أو النقص لهم والحقيقة أن هذا التسمية مدح لأنه مشتق من كلام الوهاب وهو اسم من أسماء الله الحسنى وهذا جهل منهم لأنه لا يجوز إشتقاق اسماء الله لمصطلح من المصطلحات أو التسميات لفرقة ما، على كل حال الأمر واضح الحمد الله هم أقبح الناس اسما روافض لعنهم الله، إن كان تابع أحمد متوهباً فأنا المقر بأنني وهابي)، ويتابع نفس التعليق (الله يلعن علماء الشيعة، أضلّوا البشرية، علماء الشيعه كفااااااار).


ويصل الامر الى حد جعل الطرف الاخر المسلم اشد عداوة من اليهود والنصارى!!! (وكذلك الحال بالنسبة للرافضة فإنهم أشد كفرا من اليهود والنصارى كما نص على ذلك والرافضة عموما يُعظّمون القبور والأموات العلماء، والشرك أصل فيهم وليس شيء أضرّ على الإسلام من الرافضة، ومن قرأ التاريخ عَرَف ذلك)!!!! ويصل الامر الى نهايته المنطقية بعد تلك المقدمات المشبوهة بالقول (لن يكون السنة والشيعة أخوة وعلى قلب واحد طالما هناك كتبكم التي تكفر أصحاب وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم رضوان الله عليهم أجمعين وتسبهم وتلعنهم وتطعن بتحريف القرآن الكريم قول الله سبحانه وتعالى وتكفر أهل السنة وتحل دماءهم وأموالهم، كيف أتعايش مع رافضي يسب ويطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين؟ كيف أتعايش مع رافضي يقول بتحريف القرآن؟ كيف أتعايش مع رافضي يحل دمي ومالي ويقول عن أهل السنة أبناء زنا وبغاء؟ عندما تتبرءون من كتبكم التي تقول بالتحريف وتطعن بالصحابة وأمهات المؤمنين وتطعن بأهل السنة والجماعة في ذلك الوقت أهلا وسهلا).
ونواجه واحدة من اكبر كوارثنا حينما نقرأ حصيلة الشحن والبغضاء والدعايات المسممة، وليعذرني القارئ الكريم على نقل الفاظ وضيعة في وصف الشيعة : (الله ونعم الوكيل في الشيعة الكلاب عساهم بالسحق والماحق والبلا المتلاحق آمين يارب العالمين). وامتدادا لذلك نجد انتشار ظاهرة مدمرة وخطيرة وهي التبشير بين المسلمين انفسهم فالشيعي الطائفي يحاول تغيير طائفة السني والسني الطائفي يحاول تغيير طائفة الشيعي، وكلاهما يستخدم المال والخداع والدعاية والارهاب، لدرجة انه اصبحت هناك احتفالات علنية بالتشيع والتسنن الجديدين وكأن الاسلام انتصر على اعداءه ولم يعد هناك من واجب سوى تكفير المسلم الاخر والطعن به والدعوة الى تغيير معتقده الطائفي بكافة الطرق!


وفيما يلي فقط عناوين مهمة في معانيها ودلالاتها (مقتطفات من رسائل الذين اهتدوا في قناة وصال، (رساله بتاريخ 19/9 الله اكبر الله اكبر الحمد لله ابشركم لقد اهتدى على ايديكم يا اهل السنه خمس اشخاص من القطيف، وبنفس التاريخ نقرأ : انا شيعيه من القطيف اهتديت فى رمضان على يد ابو عبد الرحمن........ الخ)....(قناة وصال الحبيبه اشكركم والقائمين عليها نحن 26 فرد من عائله واحده من منطقة نجران كنا على المذهب الشيعى وهدانا الله لمذهب اهل السنه والجماعه جزاكم الله خير الجزاء استمرو والى الامام)!!!


كيف يرد الطرف الاخر الطائفي الشيعي؟ اقرأوا الرد : (ان من لا يؤمن بالولايه – اي ولاية الامام علي بن ابي طالب - فهو كافر، مستحق للخلود للنار كما قال المفيد وكما قال عبدالحميد المهاجر، ان شهادة ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله لا تنفعه بل تؤخذ منه ويقال هذه ليست لك وتوخذ منها وتعطى الموالي ثم توخذ حسناته وتعطى للموالي وتوخذ سيئات الموالي وتوضع عليه)! وبنفس اللغة البذيئة والمثيرة لاعمق عواطف الانتقام تجري عملية الطعن بعائشة زوجة النبي وابو بكر وعمر وعثمان، وتلفق قصص حقيرة حولهم تصل حد الاتهام بالزنا والانحراف الجنسي وطبعا التكفير، كما فعل احد (ايات الله) الايرانيين عندما الف كتابا اتهم فيه عمر بن الخطاب بالشذوذ الجنسي! ونجد ما هو مذهل وهو ادعاء بعض الطائفيين الشيعة بان علي بمقام النبي بل هو نبتة الهية، وان النبوة كانت لعلي لكن الوحي هبط بالخطأ على محمد! ووصلت عملية الاساءة للاسلام وبالذات للامام علي حينما ادعى بعض ايات الله الايرانيين بان علي وجد قبل ادم منذ ما قبل الخليقة وروجت قصص خيالية عن علي والحسين عليهما السلام لا يمكن ان يقبلها الا ساذج او مغسول الدماغ!
وليس ثمة شك في ان ما اشعل هذه الاحقاد ومهد لبروز هذه اللغة التكفيرية المشحونة بالحقارة من الطرفين هو ما جرى لسنة العراق من قتل جماعي وتهجير جماعي والاستيلاء على دورهم واموالهم بعد الاحتلال، فردت التكفيرية السنية عليه بنفس الطربقة والاسلوب!
لقد تحول الاسلام الى اسلامات كثيرة كل منه ينقض الاخر ويرفضه ويعاديه ويقاتله : اسلام سني معتدل واسلام سني متطرف، واسلام شيعي متطرف واسلام شيعي معتدل، اسلام شيعي اثنا عشري واسلام شيعي مناهض له، واسلام صوفي واسلام وهابي واسلام سلفي واسلام اخواني...الخ وكلها اسلامات متناحرة ومتعادية لا يوجد اي مجال للالتقاء بينها!!!

3– الصراع مع المسيحيين : ولكي تكتمل صورة مأساة الامة العربية فتحت معارك مع المسيحيين العرب

في مصر والعراق وغيرهما، لنقرا العناوين التالية : (هل يتبرئ يسوع من المسيحيين في انجيل متى؟) و(والان ايضا : المسلمون واليهود يعبدون الله، والكفرة يعبدون مخلوقات من خلق الله. أما انتم المسيحيين فتعبدون الثالوث : الاب والابن والروح القدس مفصولين ام متحدين كما تدعون، وتركعون للصلي الذي عليه يسوع في كنائسكم. وتنسون ان عبادتكم له باطله كما قال يسوع فلماذا لا تتعظون من اوامره ونواهيهه، الا تريدون ملكوت السموات؟). وفي دحض منطق المسيحيين بعد ان ترك هؤلاء منطق دحض منطق الاستعمار والصهيونية ورد ما يلي : (من الظلمات إلى النور) (قصص المهتدين إلى الإسلام) مقاطع فيديو رائعة للمسلمين الجدد يتم تحديثه كل يوم، وهو يشابه ما فعلته وتفعله قنوات طائفية من نشر براءات من الشيعة والسنة والان من المسيحية واعتناق الاسلام كبديل عن المسيحية التي عدها البعض دين شرك!!!
(خطط النصارى واليهود ضد الاسلام)،.... و(قصيدة آشورية – اي مسيحية - بعد اسلامها. نشرت قصيدة باسم اشورية تخلت عن المسيحية وصارت مسلمة مملوءة بالاستفزاز لمواطنين اخرين وطعن بديانتهم)، اعتراف الأنبا يؤانس بأن الرهبنة المسيحية في الأصل وثنية، شنودة وتدليسه وتأويله بالكذب على تفسير الشعراوي، الأناجيل المفقودة وانهيار المسيحية، الأنبا بيشوى يفضح الدجال مكارى يونان، نجيب ساويرس يواجه الإسلاميين في انتخابات الشعب بمرشحين شيعة" فعلا الكفر ملة واحدة، حوار بإسلوب جديد وذكي حول الوهية يسوع في الكتاب المقدس، الاخت هبة ميخائيل يونان مع المرصد تحكي قصة اسلامها، الكتاب المقدس يصف الله بالمضل بل ويرسل عمل الضلال ليخدع الناس ثم يدينهم على هذا الضلال تسالونيكي 2 : 11 ولاجل هذا سيرسل اليهم الله عمل الضلال حتى يصدقوا الكذب، من الظلمات إلى النور ‎(قصص المهتدين إلى الإسلام).

وبذاءة اللسان المتعمدة تظهر بقوة هنا، كما ظهرت في معارك الطائفيين السنة والشيعة، حينما يقول احد الاسلامويين ما يلي (وكجحش الفراء يولد الانسان المسيحي) فيرد عليه مسيحي قائلا : (لما تكبر شوية أيها الجحش تبقى براق محمد ويظل أمامك فترة لتحصل على لقب الحمار رسميا، وهو دة لقبك النهائى اللى حتموت بيه)!!! ويرد اخر معتذرا على هبوط اللغة لكن اعتذاره كان بذيئا ايضا : اعتذر للاخوة الافاضل عن الالفاظ الخارجة ولكن هذا الخروف الظاهر ان لسانه كان أطول من ليته لذا وجب علينا قص لسانة قبل عمل بلوك له!!!! ويقول مسيحي اخر مدافعا عن المسيحية : (شوفو معجزه النور المقدس الذي يخرج من قبر المسيح كل سنه)... ويقول مسيحي اخر متباهيا (تنصير الاف في الدول الاسلاميه بالذات الجزائر والمغرب وتقدر تتاكد وتشوف الفيديوهات، القافله المسيحيه تسير والكلاب المسلمه تعوي)......
وتظهر الفتنة في اشد مظاهرها تأثيرا عاطفيا بقيام اسلامويين بنشر صور واسماء من تخلين عن المسيحية، والغريب انهن كلهن نساء وهو ما يثير العواطف لدى الطرفين وكأن هناك من يتعمد اختيار نساء للتحول الى الاسلام من المسيحية! وكأنه انتصار يعوض عن الانتصار على اسرائيل والغزو الامريكي : الأخت مارى حليم قديس موسى... تشهر إسلامها، فيديو قنبلة.. زفاف جماعي المسلمات جدد في الاسكندرية، إسلام مروه كامل سعيد ميخائيل مركز ادفو اسوان، ريم ميخائيل مسلمة جديدة على المرصد وقصة مؤثرة، إشهار إسلام نورا موريس، الله أكبر : فيديو اشهار مارى اشرف نبيه عزيز، الأخت ماجدة ثابت جرجس.. تشهر إسلامها، أول ظهور لأبي يحيي يحكي حقيقة إسلام عبير واحتجازها بالكنيسة، فيديو عبير فخرى بطلة أحداث إمبابة تروى الحقيقة، عبير اسلمت واختطفت وسجنت القصة الكاملة!!!!
ماذ يحدث نتيجة التبشير المتبادل والتحول من الدين والطائفة؟ اقراوأ معي : الاسلامويون ينظمون المظاهرات ويهاجمون الكنيسة لاطلاق سراح نساء مسيحيات تحولن من المسيحية الى الاسلام وتحدث مجزرة وتحرق الكنيسة! مبروك لقد انتصرنا على اسرائيل!!!! واخيرا لابد من التساؤل عن سبب انتشار فضائيات طائفية تحرض على الفتن بين المسلمين الشيعة والسنة واخرى تحرض على الحرب بين المسيحيين والمسلمين، وهي قنوات تكلف سنويا مئات الملايين من الدولارات، والممول هو نفس من ينفذ مخطط تقسيم الاقطار العربية على اسس طائفية وعرقية : امريكا -والانظمة العربية التابعة لها- والكيان الصهيوني وايران.

من يخرب البصرة : نحن ام اعداءنا؟

ثمة مثل عربي يقول (بعد خراب البصرة) اي ادراك الكارثة والندم بعد حرق وتدمير البصرة حيث لا ينفع الندم ابدا فما دام الخراب والحريق قد وقعا واشعلا ودمرا كل شيء فان الندم واكتشاف الخطأ فيما بعد لا قيمة له، وهذا هو وضعنا الان كعرب حيث اننا نشعل الحرائق بايدينا ونحرق وطننا واسرتنا ودولنا -وليس نظمنا- وديننا وهويتنا الوطنية والقومية بمواقف اغرب من الغريبة لان اي طفل يدرك انها ليست خاطئة فقط بل هي انتحار كامل وتدمير اكمل لكل مظاهر واسس وجودنا كبشر وكامة، خصوصا، وهنا بيت القصيد الاعظم، ان العربي الذي يقوم بمهاجمة العربي الاخر ويشتبك معه في حرب دموية لن يحصد هو ثمار هجومه بل امريكا ورجالات امريكا العلنيين والسريين الاصلاء والبدلاء، انظروا لمصر وتونس سترون هذه الحقيقة المرة مجسمة تماما، فبعد سفح دماء طاهرة من اجل اسقاط الديكتاتورية والفساد نجد ان (نغول) بن علي ومبارك هم من استلموا الحكم في تونس ومصر وتحت اشراف مباشر للعم سام والذي سيحرك عجلة الانتخابات نحو هدف محدد وهو ايصال رجالات امريكا واسرائيل للحكم عبر الانتخابات مع تطعيم البرلمانات بشخصيات وطنية لا تحل ولا تربط بحكم وجود اغلبية متأمركة ومتصهينة تبقي على كامب ديفيد والتبعية لامريكا ولا تزيل الفقر والامية والفساد!

هذا الذي يجري هو نزف لن يتوقف الا عند موت الجسد، لان امريكا واسرائيل تتعمدان جعل توالد وتناسل الازمات السمة المركزية الثابتة فيما يحدث الان، فما ان تحل مشكلة حتى تنشأ عشرة مشاكل اعقد منها! ولذلك لم تكن صدفة ان الحسم في ليبيا وسوريا واليمن تأخر عمدا وتخطيطا بعكس تونس ومصر، حيث حسم امر النظام بسرعة وباقل الخسائر، لان المطلوب هو تغيير الاولويات وجعل زرع العداوات وتنمية نزعة الثأر الدموي المفتوح الحدود واحياء غريزة البقاء، عبر تهديد طويل الزمن في بيئة قلق ساحق جدا، هو العنصر المقرر وليس العقل والمنطق.
الم يكن بامكان امريكا والتي لديها احتياطيات كبيرة -مناجذ نائمة- في جيوش الدول العربية واجهزة مخابراتها اعداد وتنفيذ انقلاب حاسم يسقط النظام في ساعات فلا تواجة الامة كارثة سفك دماء عشرات الاف العرب؟ نعم كان بامكانها ذلك، ولكن الانقلاب لن يزرع الاحقاد او يعمقها ويوسعها بل سيكون فورة غضب سرعان ما تنطفأ وعندها تبقى حياة العرب كما هي بلا ثأرات ابدية وبلا حروب داحس والغبراء، وهو وضع لا يخدم امريكا واسرائيل وايران لان المطلوب ليس اسقاط نظام فقط بل تقسيم الاقطار العربية، لذلك يجب اشعال فتن عمياء ومدمرة تحرق الاخضر واليابس ولا يسمح باطفاء نيرانها قبل ان تحرق الاخضر واليابس، سواء باشعال فتن طائفية بين السنة والشيعة وبين المسلمين والمسيحيين وغيرهم، او بتنظيم انتفاضات وتظاهرات عنيفة ودموية تجتاح الاقطار العربية وتستنزفها من كافة الجوانب وتمهد لانهيار المجتمع والدولة وليس النظام فقط، اليس هذا ما حصل في العراق بعد الغزو عمدا وتخطيطا؟
ان تشجيع الفتن الطائفية واشعال حروب الطوائف والاديان جزء مقوم –اي جوهري– من خطة الفوضى الخلاقة الامريكية، وهو جوهر المخطط الصهيوني القديم والذي يتجدد سنويا واخر طبعاته مقالة عوديد ينون (ستراتيجية لاسرائيل في الثمانينيات) التي اكدت على ان المطلوب هو تقسيم العرب طائفيا وعرقيا من جهة، واشعال حروب وازمات بينهم وبين جيرانهم غير العرب من جهة ثانية، واذا نظرنا الى حالنا وجدنا ان هذا المخطط هو الذي ينفذ حرفيا، انها سايكس بيكو الثانية : تقسيم القطر الواحد بعد تقسيم الامة في سايكس بيكو الاولى.

ولئن كانت الفتن العرقية محدودة فان اللغم الاخطر هو الفتن الطائفية فهي تحتوي في جوهرها وتكوينها الجيني على عوامل الشرذمة والانقسام، فوجود طوائف واديان، ووجود امكانيات هائلة ومفتوحة لتفسير ايات القران والاحاديث النبوية والكتب المقدسة الاخرى، وفقا لاجتهاد الانسان، يفتح ابواب صراعات وتشرذمات لا تنتهي ابدا ويصبح وليد اليوم الام الطبيعية لنغول الغد، لان توالد النغول خطط له ان يتم وفقا لنسب هندسية مرعبة تضعنا امام تلاش منظم لامتنا! ومصر تقدم لنا صورة مقلقة لهذا الامر فبعد ان كان الصراع مع اسرائيل والغرب الداعم لها انظروا الى اين وصلت مصر خصوصا بعد الانتفاضة ضد الديكتاتورية والفساد؟ الان التيارات الاسلاموية تتناسل وتتوالد نغولها وفقا لنمط ارنبي لا يتوقف، فبالامس كان الصراع بين الاقباط والمسلمين والان اصبح هناك صراع اخر لم يكن موجودا وهو الصراع بين نثار التيارات الاسلاموية الصوفية ضد الوهابية والعكس، والاخوان ضد التيارات الجهادية...الخ. اليست تلك نقمة وغضب رباني؟ اليست تلك الحالة تطبيق خلاق للفوضى الخلاقة؟ اليست تلك هي الامنية التي وردت في كتب ماسون وحمكاء صهيون وبحوث مراكز البحوث الصهيونية وخطط الادارة الامريكية خصوصا دراسة (القرن الامريكي) التي وضعت في عام 1998 وقرار الكونغرس الامريكي تقسيم العراق وغزو عدد من الاقطار عربية وهي العراق وسوريا ولبنان وليبيا، كما اعلن الجنرال الامريكي ورئيس الاركان السابقة والامين السابق للنيتو ويسلي كلارك؟

الله اعطانا اعظم خلقه وهما العقل والمنطق لنستعملهما لخدمة انفسنا وحل مشاكلنا، فهل العودة الى صراع ظهر وانتهى قبل اربعة عشر قرنا شيئا غير الغاء للعقل واهانة للوعي الانساني؟ كيف يمكن لاي عاقل ولديه ذرة من المنطق ان يخوض حربا دموية الان (من اجل تصحيح خطأ سياسي) وقع قبل اربعة عشر قرنا وذهب اصحاب الحق فيه؟ لو قيل لاي عاقل ولو بجزء من وعي طفل في الخامسة من عمره اننا الان نقاتل من اجل حدث وقع قبل 1400 عام لقال انكم مجانين ولا عقل لكم، ولكن استمعوا لمن يحملون شهادات الدكتوراه من قم وهم يرفعون عقيرتهم عبر قنوات انتشرت كالفطر مطالبين بالثأر للحسين واعادة الخلافة للامام علي وكأن معاوية وابنه احياء الان ويحكمون الان! او كأن الامام علي والامام الحسين حيان ويريدان استلام الحكم! تحت تأثير هذه الطروحات هدم العراق، وبقوة تضليلها تتهدم اسس الوحدة الوطنية لاكثر الاقطار العربية، ونتيجة لها تتحول المواطنة من ولاء لوطن الى ولاء لطائفة مركزها في بلد اجنبي يناصب الوطن العداء، وهنا تكمن الكارثة لان اكثر من حصان طروادة سيولد واكثر من لغم مدمر سوف يزرع لينفجر كل منها في زمن محدد سلفا. اليست تلك هي عملية اكل لحومنا بايدينا خصوصا اكل لحوم اطفالنا؟

والسؤال الجوهري الان هو : ما الذي يترتب ستراتيجيا على خلق هذه الحالة فيما لو استلمت قوى اسلاموية السلطة في اكثر من قطر عربي كما توحي المؤشرات الخاصة بالخطة الامريكية التي تقوم

على دعم وصول تنظيمات اسلاموية للسلطة؟ ان وصول اسلامويين الى السلطة يعني الوصول الى نتيجة واحدة اكثر من خطيرة وهي انتقال الصراعات التي عرضنا بعضا من اوجهها الى مستوى قطر كامل بين نظام حكم طائفي ومناهضيه الطائفيين الاخرين، من شيعة وسنة ومسيحيين وغير المسلمين الاخرين، لان الاحزاب الاسلاموية اعلنت ستراتيجياتها التي تقول بان نظام الحكم الاسلاموي يجب ان يطبق الشريعة بحذافيرها وكما وضعت قبل قرون طويلة، الامر الذي يزيل المعيار الحالي للمجتمع والامة وهو معيار المواطنة المتساوية بين ابناء الوطن الواحد وسيظهر لدينا (الذميون) وغيرهم ممن يعاملون كمواطنين من الدرجة الثانية او الثالثة او الرابعة ونحن في القرن الحادي والعشرين! وهذا بالضبط هو الوقود الذي سيشعل الحروب الاهلية العربية على نطاق واسع ويجعل تقسيم الاقطار العربية امرا حتميا وبقرارات دولية تفرض بالقوة بعد اشتعال صراعات دموية بين كافة الاديان والطوائف في كل قطر عربي، بالاضافة لاشتعال الحروب الاثنية والعنصرية، ومرة اخرى انظروا الى العراق بعد الاحتلال وكيف ان امريكا وحلفاءها وضعوا اسس حرب اهلية لاتبقي ولاتذر على اسس طائفية وعرقية ستعرفون مصير الاقطار العربية فيما لو لم تعي الجماهير وقواها الطليعية كيفية الخروج من هذا المازق التاريخي الخطير والمدمر.

من له مصلحة في ذلك؟ بالطبع الكيان الصهيوني الذي تبنى منذ قام ستراتيجية تفتيت الاقطار العربية لاجل ضمان ديمومته، والتفتيت يقوم على اشعال معارك بين العرب سواء لاسباب دينية او طائفية، بالاضافة لاشعال صراعات عرقية بين الاثنيات المكونة لاقطار الامة العربية، او مع جيران العرب من غير العرب. وامريكا لم تجد وسيلة لضمان هيمنتها على الاقطار العربية ومواصلة نهب ثرواتها سوى تبني المخطط الصهيوني هذا، اما ايران فانها وحدها من نجح في اشعال الفتن الطائفية نتيجة تداخل الخنادق الناجم عن اعتناق ايران للاسلام فاصبح بامكانها ان تخترق صفوف العرب باسم الاسلام، وتمزقهم شر ممزق، وهكذا اصبح ثمة قاسم مشترك يربط بين امريكا واسرائيل من جهة وايران من جهة ثانية هو تدمير الاقطار العربية وتقاسمها.
في ضوء ما تقدم لابد من طرح السؤال التالي : هل ما يحدث في الوطن العربي ثورات وطنية؟ ولكي نجيب بصواب لابد من اعادة طرح السؤال المهم التالي : ما الفرق بين الثورة والانقلاب والانتفاضة والردة؟
يتبع.
24/8/2011






  رد مع اقتباس
/