بعيدا عن الدخول في الإيمان والعقيدة، فالاسلام يهدد الكثير من المصالح التي يقوم عليها الاقتصاد العالمي الذي تسيطر عليه الرأسمالية الربوية، ولا غرابة ان يكون في مرمى اصحاب هذه المصالح، ترى ماذا يحدث لو اعتمدت البنوك العالمية "الربوية" والمضاربات المنظور الاسلامي للاقتصاد؟ ماذا يحدث للصناعات الكبرى التي بنيت عليها دور الازياء وادوات التجميل وباقي الامور التي تتعلق بالمرأة لو تم تعميم الحجاب من خلال الدعوة الاسلامية، ماذا لو منع تناول لحم الخنزير - وهو ما تحرمه الديانات الثلاث وكذلك الخمر - وأغلقت دور القمار وباقي الامور التي يحرمها الاسلام؟ هذه في معظمها دعائم لاقتصاد عالمي تتعارض مع تعاليم الدين الاسلامي، وإذا كان كفار قريش قديما قد عارضوا الدعوة المحمدية دفاعا عن مصالحهم، وهي بسيطة إذا قورنت باقتصادات كبرى في هذا العالم، أليس من المنطقي أن يتعرض الاسلام الى هجمة الكارتلات وأصحاب المصالح العالمية وهم في الغالب ممن يملكون التحكم بمقدرات العالم -رغم قلتهم 26، شخصا يملكون 50% من ثروات العالم - .. تخيلوا عالمنا بلا دخان ولا قمار ولا خمور ولا نساء متعة تعتمد عليها ما يسمونها صناعة السياحة، وكل ما يتعلق بما تحرمه الأديان السماوية الثلاثة، وهي في سياق واحد منذ خلق الارض ومن عليها.. تخيلوا كيف يكون العالم لو تم تعميم الحشمة والقيم والاخلاق.ومن هنا يمكننا أن نستشف ما وراء السياسات التي يمارسها الغرب في بلادنا، ونفهم مغزى مصطلح "الارهاب الاسلامي".
ولأن دينامية الاسلام وحيويته يمكن أن تعيد للبشرية سويتها وفطرتها فلا غرابة أن تعمد هذه القوى والكارتلات الى إعلان الحرب عليه، لأنه ما زال ينتشر ويزيد عدد اتباعه يوما بعد يوم.