الموضوع: شقاء الصدفة
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-01-2019, 05:43 PM رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: شقاء الصدفة

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وليد حسين الشرفي مشاهدة المشاركة
أزرى بـك الـدهر أم أزرى بـك الـشغفُ؟
مـــا عـــدتَ تـــدري بــأي الآهِ تـلـتحفُ

مــا عــدتَ تـلـقى بــلادًا كـنتَ تـعشقها
أمـسـتْ مـنـايا و مـنـكَ الـيـوم تـرتشفُ

و الأغــنـيـاتُ الــتــي كــانــتْ تـداعـبـها
مـن شـدة الـضيق أمستْ فيكَ ترتجفُ

و الأمـنـيـاتُ الــتـي نــامـتْ بـغـير غــدٍ
أضـحتْ كـما الـشك لا تـمشي و لا تقفُ

لا صـبـر لـلـجوع لـكـن كــم صـبرتَ لـه
حــتـى كــأنـي بـصـبـرٍ مــنـكَ يـسـتلفُ

و الـجـاثماتُ عـلـى سـلـواكَ مــا هـدأتْ
تــذروكَ غــادٍ بـهـا عـمـن بـك انـصرفوا

لا وقـت للفرْح و الـضحكاتُ ما انبثقت
إلا إذا كــنـتَ نــحـو الــحـب تـنـجـرفُ

فــاصـدح بــآهـكَ لا جـــدوى لـتـكتمها
و انـــذر بـقـايـاكَ لا يـشـكـو بــكَ اللهفُ

لا عـيـد قـد بـان إن الـعـيــد هـمـهـمـةٌ
إلى الـنــهـايــات لا شــوقٌ و لا كــلـفُ

عـش مـا بـقى لـكَ لـكن عـند (لا تهنوا)
قف ما استطعتَ شموخًا ليس ينحرفُ

لا تـنـظر الـوعـد إن القـوم قـد رحـلوا
لا يسلم الضيم من تشقى به الصدفُ
السلام عليكم
قصيدة جميلة ذات بناء رصين متماسك وإيقاع مطرب .
بعض أبياتها تسلَّق إلى قمم الدهشة ووصل بسرعة قصوى . وبعض أبياتها مازال في طريقه إلى تلك القمم .
فمما وصل وتربع على العرش ، قول الشاعر

و الأمـنـيـاتُ الــتـي نــامـتْ بـغـير غــدٍ
أضـحتْ كـما الـشك لا تـمشي و لا تقفُ

فهنا وقفتُ كما الشك لا أستطيع المغادرة ، ولا أستطيع السيطرة على مشاعر الإعجاب بهذه الصورة المدهشىة المبتكرة ، وما تضمنته من ذكاء المقارنة بين حالة الشك التي تقف متلجلجة لا تسير باتجاه التصديق ولا تجزم بالتكذيب ، وبين هذه الأمنيات التي نامت بغير غدٍ ، فهي ترسم آمالها على الغد . ولكنها نامت بغير غد ، ففقدت قيمة وجودها .
تصوير حالة القلق بمثل هذه البراعة اللغوية مدهش !

لا صـبـر لـلـجوع لـكـن كــم صـبرتَ لـه
حــتـى كــأنـي بـصـبـرٍ مــنـكَ يـسـتلفُ

وهنا يستلف الجوع صبراً من الصابر عليه . جدلية التنافس بين القيمة المثلى ( الصبر على الجوع ) ، وبين من يتمسك بهذه القيمة ، ويفوز المتمسك بالقيمة وهو الجائع الصابر ، على ما عُرِفَت به القيمة في تاريخها وهو ( لا صبر للجوع ) . فترتقي القيمة بمن تمسك بها ، عندما يستلف الجوع الصبر من الجائع الصابر.

ومما كاد يصل لقمة الدهشة ، وأشغله عن ذلك عارض ما ، قول الشاعر
و الـجـاثماتُ عـلـى سـلـواكَ مــا هـدأتْ
تــذروكَ غــادٍ بـهـا عـمـن بـك انـصرفوا

فثمة غموض في معنى ( الجاثمات على سلواك ) . والتركيب اللغوي في العجز لم يُجْلِ المعنى كما يجب أيضا.
وربما كانت الشدة في التكثيف مضرة بالتعبير ، مثل القلَّة فيه.
وأحسب أن لفظة ( غادٍ) تستحق النصب على أنها حال .

مع تحياتي تقديري للشاعر المبدع الأستاذ وليد حسين الشرفي






  رد مع اقتباس
/