[عبدالرشيد غربال]

أرجو للمحمود سفرا طيبا ميمونا

وأما عن الفرق بين النكرة المقصودة وغير المقصودة ، فلنفرض أننا في حوار أنا وأنت

ولأسباب بلاغية تعمدت نداءك بغير التعريف
فقد كان باديا أنني لو ناديتك :
-يا محمود ، إن مصر في خطر ..فهمت وفهم كل الحاضرين أني قصدتك مباشرة..وهنا اخترت نداءك بالعلمية التي تعتبر أخص خصوصياتك ويكون الحكم بناء العلم على ما يرفع به لأنه علم مفرد

بغمكاني مناداتك ايضا بالتعريف الإضافي فاجعل خاصية الحمد فيك من سلالة الخير قائلا : يا محمودَ الخير

وهنا وجب نصب المنادى ( محمود وجوبا على النداء وهو مضاف والخير مضاف اليه

وقد اعاملك معاملة شبيه بالمضاف لا مضافا مطلقا فاقول - يا محمودا خيره
وهنا ايضا وجب نصب المنادى بتنوين الفتح ..ولا يكون منادى شبيه بالمضاف الا المشتقات العاملة اسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبهة وصيغ المبالغة ...وحكمه كما قلنا وجوب النصب ثم انه يصبح عاملا عمل فعله المصوغ منه فيرفع فاعلا وينصب مفعولا وقد يرفع نائب فاعل ان كان مصوغا من المبني للمجهول كما في المثال وسبب عمله كونه معتمدا على نداء

يبقى الاشكال الذي طرحته اخي
متى نسمي النداء نكرة مقصودة ومتى يكون غير مقصودة وما حكم كل واحد

نفترض اننا في قسم مع الطلبه

وانت شاعري المعلم الاستاذ

فقد تنادي طالبا امامك تشير اليه ولكنك تتعمد عدم مناداته بعلمه المفرد او باضافته الى معرف فتقول مناديا اياه وهو مقصود بكلامك ..( انتبه يا ولدُ) ويا تلميذُ أو يا مشاغبُ

ان الكلام موجه الى شخص بعينه مشار اليه ولكنك عاملته وكانه نكرة ...لكن السياق العام منع من ان تعامله نكرة تامة انما عاملته لفظا نكرة ومعنى كالمعرف

في هذه الحالة فان هذا الطالب يصبه في عرف النداء نكرة مقصودة وحكمه مثل العلم المفرد ان يبنى على ما يرفع به

ولنفرض أننا وقفنا أمام معمل كبير كتب في مدخله ما يلي :
-- يا عاملا ! اخلص في عملك

هنا المنادى هو ( عاملا ) واذا تاملنا في الشعار المكتوب وجدنا انه لا يقصد عاملا بعينه هو احمد او زيد وانما كل عامل في التاريخ ..ولذلك عومل معاملة نكرة غير مقصودة لذاتها وحكمه النصب بالتنوين وجوبا