۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - لم "أكُنّي !!" ،،،/ زياد السعودي
عرض مشاركة واحدة
قديم 10-06-2021, 01:57 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الفرحان بوعزة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو








آخر مواضيعي

الفرحان بوعزة متواجد حالياً


افتراضي رد: لم "أكُنّي !!" ،،،/ زياد السعودي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زياد السعودي مشاهدة المشاركة
وَقَفْتُ بِحضْرَتِها
أبْحَثُ فيها عَمّا تيَسَّرَ مِنّي !!
بَريئةٌ مِرآتي
التي اغْتَلْتُها بِخِنْجَرِ ظَنّي !!
كُلّ ما في الأمْرِ ..
أنّي حينَ تسمّرتُ أمامَها
لم "أكُنّي !!"
........................................................
ومضة شعرية مطبوعة بحس قصصي، ينم عن صراع نفسي داخلي، صراع اختلطت فيه الحيرة بالارتباك أثناء الوقوف "بحضرتها."من تكون ؟ وما هي صفاتها؟ ولماذا تم الوقوف؟ فكانت المفاجأة أن البحث يمس دواخل النفس، وقياس درجة حياة المشاعر والأحاسيس، خوفا من أن تكون قد انتهت فاعليتها، ولم تعد تمده بنسغ يضمن له الحياة لفهم نفسه وذاته أكثر. فكأن هناك طلاق بين مظهره الخارجي، وما يروج في دواخل نفسه وذاته وفكره. فكانت علامة التعجب تدل على الاستغراب والتساؤل، وكيف انتقل من وضعية سليمة سابقة، إلى وضعية اختلت فيها الحياة، بداية مستفزة للقارئ تضعه في حيرة،وقد يميل فكره نحو امرأة ما ، لكن الشاعر تدارك الموقف، فلم يتركه في حيرته فقال: بريئة مرآتي" فكان السطر الشعري الثالث بمثابة انفراج للقارئ.
بريئة مرآتي/ يشهد الشاعر ببراءة المرآة لأنها تشهد بما تراه، وتنقل له ما تجده في المظهر الخارجي دون كذب أو افتراء، ودون مداراة أو نفاق، ولكنها لا تستطيع أن تكشف نوع المشاعر والأحاسيس التي تتغذى بتا النفس ،رغم أنها قادرة على إعطاء إشارات قوية لملامح الوجه أثناء النظر إليها، فقد يكون عابسا وقد يكون بشوشا ....
التي اغْتَلْتُها بِخِنْجَرِ ظَنّي/ تعبير جميل، قام على انزياح لغوي جميل، فهل يتحدث الشاعر عن المرآة الزجاجية حقا ،أم عن مرآة نفسه؟ للنفس مرآة خفية قد لا يعرفها الشخص الذي يحملها إلا بعد فوات الأوان ، للنفس مرآة قد ترى ما لا يراه صاحبها، وقد تخلق له متاعب كثيرة لعدم التطابق في النهج والمسلك، وقد تخونه تلك المرآة التي استأنس بها في بداية حياته ،إما أن تتجاهله ،أو تطيح به ،أو تتنكر له ،ولا تسميه باسمه ،بل تعطيه كنية، أي تُكنيه بما يستدل عليه من صفات وعلامات وهيأة مغايرة....
ومضة شعرية مبنية على بوح مضمر بين لغة أخاذة ،تنم عن رعب وخوف مضمر في النفس ،ترمي إلى الفهم السريع إلى ما تكنه النفس نحو صاحبها، قبل أن يتولد التمرد الخفي على مقومات شخصيته، فيبقى كرقم من الأرقام الضائعة في هذا الكون بدون هوية تثبت وجوده في الحياة.
فالاغتيال تم بالشك وعدم الوثوق بمرآة النفس، مما أدى به على عدم الرضا، فلا تواصل ولا تجاوب، ولا تطابق في الرغبات في المنهج والطريقة المؤدية إلى الأمان في الحياة. فهو يهوى ما لا تهواه نفسه ، مما يجعله أن يدخل معها في جدال وصراع للحفاظ على اسمه بدل أن تلصق به كنية ما.
بوح عميق يجري في السر بين الشاعر ومرآة نفسه، بوح يتجاذبه حوار غنائي شيق، تسكنه مناجاة نفسية تنبثق منها شكوك ومخاوف من النفس التي قد تتغير وتتبدل، مما قد يعرضه إلى العنف والثورة عليها، حتى يبقى محافظا على كرامته وسجيته وفطرته. لذلك تسمر أمامها منتظرا ما تسفر عنه نتيجة إطالة الوقوف الذي قد يطول، وفي النهاية شعر بالانتصار حين قال:" لم "أكُنّي !!"
تقبل مني هذه الثرثرة التي جاءت تلقائية، إني أومن بالقراءة الأولية عند مواجهة النص، ولو قرأتها متأخرا بزمن ما، لكانت قراءة أخرى مغايرة لما قلته اليوم. بارك الله في إبداعك، ودمت متألقا ومتميزا على الدوام مبدعنا العربي زياد. محبتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/