[نجيب بنشريفة]

كما تخلت بريطانيا عن سياستها الحمائية ا
لتي تتبناها المذهب التجاري في القرن التاسع عشر
بدأ ريتشارد كوبدن وجون برايت الذي أسس معتقداتهم
في مدرسة مانشستر حركة لخفض التعريفات
عام 1840 تبنت بريطانيا سياسة أقل حمائية
مع إلغاء قوانين الذرة وقوانين الملاحة
خفضت بريطانيا التعريفات الجمركية والحصص
تمشيا مع دعوة ديفيد ريكاردو للتجارة الحرة
شكل المعيار الذهبي الأساس المالي للاقتصاد الدولي
من عام 1870 إلى عام 1914
لقد نُقلت الرأسمالية عبر العالم
من خلال عمليات أوسع للعولمة
وبحلول بداية القرن التاسع عشر
كانت هناك سلسلة من أنظمة السوق
المتصلة بشكل فضفاض قد تضافرت
كنظام عالمي متكامل نسبيا مما أدى بدوره
إلى تكثيف عمليات العولمة الاقتصادية
والعولمة الأخرى في وقت لاحق من
القرن العشرين ، تغلبت الرأسمالية
على تحد من جانب الاقتصادات
المخططة مركزيا وأصبحت الآن
نظاما شاملا في جميع أنحاء العالم
حيث كان الاقتصاد المختلط هو الشكل
المهيمن في العالم الغربي الصناعي
سمح التصنيع بإنتاج المنتجات المنزلية
بأسعار زهيدة باستخدام وفورات الحجم
في حين أن النمو السكاني السريع
خلق الطلب المستمر على السلع
العولمة في هذه الفترة شكلت بشكل حاسم
من قبل الإمبريالية في القرن الثامن عشر
بعد حروب الأفيون الأولى والثانية واستكمال الغزو البريطاني للهند
أصبح عدد كبير من هذه المناطق مستهلكًا جاهزًا للصادرات الأوروبية
تم استعمار مناطق من أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى وجزر المحيط الهادئ
إن غزو أجزاء جديدة من العالم ولا سيما أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى
من قبل الأوروبيين أسفر عن موارد طبيعية قيمة مثل المطاط
والماس والفحم وساعد في دعم التجارة والاستثمار
بين القوى الإمبريالية الأوروبية ومستعمراتها والولايات المتحدة
يمكن لسكان لندن أن يأمروا عبر الهاتف ويحتسون شاي الصباح
ومختلف منتجات الأرض كلها ويتوقعون بشكل معقول توصيلهم المبكر
على عتبة بابه كانت النزعة العسكرية والإمبريالية من الخصومات العنصرية
والثقافية أكثر قليلا من تسلية صحيفته اليومية يا لها من حلقة غير عادية
في التقدم الاقتصادي للإنسان كانت تلك السن التي انتهت في أغسطس 1911
كان النظام المالي العالمي مرتبطًا بشكل أساسي بمعيار الذهب
اعتمدت المملكة المتحدة لأول مرة هذا المعيار رسميا في 1821
وسرعان ما اتبعت كندا في 1853 ونيوفاوندلاند في عام 1865
والولايات المتحدة وألمانيا 1873 التكنولوجيات الجديدة
مثل التلغراف والكابل عبر المحيط الأطلسي والهاتف اللاسلكي
سمحت البواخر والسكك الحديدية للسلع والمعلومات
للتحرك في جميع أنحاء العالم بدرجة غير مسبوقة
أرضية تجار بورصة نيويورك (1963)
في الفترة التي تلت الكساد العالمي في
ثلاثينيات القرن العشرين لعبت الدولة
دوراً متزايد الأهمية في النظام الرأسمالي
في معظم أنحاء العالم وانتهت الطفرة
ما بعد الحرب في أواخر الستينات وأوائل السبعينيات
وتفاقم الوضع بسبب ارتفاع التضخم المصحوب بالركود
لقد اكتسبت النظرية النقدية وهي تعديلاً لكينزيانية
أكثر توافقاً مع مبدأ عدم التدخل وشهرة متزايدة في العالم الرأسمالي
خاصة تحت قيادة رونالد ريغان في الولايات المتحدة ومارجريت تاتشر
في المملكة المتحدة في ثمانينيات القرن العشرين
بدأ الاهتمام العام والسياسي بالابتعاد عن ما يسمى
بالمخاوف الجماعية للرأسمالية التي تديرها كينز إلى التركيز
على الاختيار الفردي والذي يطلق عليه الرأسمالية المعاد تجديدها