۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - حوار : قصص الاطفال تفرح الطفل المريض ؟
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-06-2018, 01:31 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
سليمة مليزي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدب الرسالة
تحمل وسام الأكاديمية للعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية سليمة مليزي

افتراضي حوار : قصص الاطفال تفرح الطفل المريض ؟

حوار مع الأديبة والصحافية سليمة مليزي
قصص الأطفال تفرح الطفل المريض ؟

حاورتها الصحافية : خالدة بورجي


+ "وقت الجزائر": مبادرة جميلة قمت بها، كأديبة، بزيارة الأطفال المرضى بمستشفى بني مسوس.. حدثينا عن ذلك..
+ + سليمة مليزي: هذه المبادرة الجميلة دعتني إليها صفية زمام، رئيسة المنظمة الجزائرية لرعاية الطفل والأسرة، التي أحييها لجهودها في زرع البسمة على شفاه هؤلاء الأطفال، المحتاجين ألينا.. لقد ذهبت لزيارة الأطفال المرضى، وشعرت بالأسف على حال مستشفى جامعي كمستشفى بني مسوس.. حال يرثى لها على الرغم من رعاية الطاقم الطبي وسهره عليهم.. كأنه مشفى من العهد الاستعماري، من حيث نقص الإمكانات.. لا يمكن تصور فرح الأطفال بتلك الهدايا التي قدمناها لهم.

+ وزعت قصصا وكتبا على هؤلاء الأطفال، كيف كانت ردة فعلهم؟
+ + اتصلت بي رئيسة الجمعية يوما واحدا قبل المبادرة، وقالت انه يسعدها ان تضم إلى مرافقيها كاتبة وصحفية، وأديبة تكتب كثيرا عن الأسرة والطفل.. كنت اشعر بالخجل لأنه لم يكن لدي ما أقدمه لهم غير قصصي التي ألفتها، وقصصا من دار "القرن الواحد والعشرين"، قلت لمرافقتي إنه من الأفضل لو أخبرتني قبلا بمدة كافية كي احضر لهم هدايا.. ولكم أن تتصوروا ان غبطة هؤلاء الأطفال بالكتاب فاقت فرحتهم بباقي الهدايا الأخرى، لقد تلقفوها بلهف، ورأيت في عيونهم شغفا بالقراءة وتوقا إلى المدرسة والتعلم.. الطفل المريض ليس محتاجا إلى الغذاء والرعاية فحسب، انه متلهف أيضا إلى الغذاء الفكري، ينسى خلالها آلامه وقدره الصعب.. تلقفوا الكتب وتصفحوها بلهفة وراحوا يقرأونها، حتى ان احد الأطفال تبعني إلى موقف السيارات كي يحصل على قصة هو الآخر.. لكم أثر فيّ هذا الموقف..

+ هل هي زيارتك الأولى؟ وهل ستعملين على تحقيق المزيد منها مستقبلا؟
+ + ليست المبادرة الأولى.. سبق لي ان وجهت لي نبيلة بوعشة من جمعية رعاية الطفولة والشباب بالتعاون مع الوكالة الوطنية للنشر والإشهار "آناب"، دعوة مماثلة.. حيث تم تنظيم زيارة إلى الأطفال مرضى السرطان ، خلال الشهور الماضية، في مشفى مصطفى باشا الجامعي ، كانت معنا سيدة تقرأ القصص التراثية،{ طاطا حنيفة } قدمنا لهم مخزوننا الحكائي، وكانت فرحتهم لا توصف بتلك القصص والكتب.. انه تصرف بسيط لكنه ذو اثر كبير في أنفسهم، على الأقل يشعرون ان هناك من يفكر في أمرهم ويهتم بشعورهم ويمنحهم الأمل في الحياة، وبدورنا نكتشف ان همومنا لا تساوي شيئا أمام معاناة هؤلاء الأطفال مع مرض خطير كالسرطان.. لقد سعدت جدا بمثل هذه المبادرات، حققت من خلالها حبي للاطفال.

+ كنت من بين الرعيل الأول الذي كتب للطفل في الثمانينيات، التي شهدت وفرة قصصية كبيرة موجهة للطفل رغم قلة الكتاب.. فيما تتصف العشرية الحالية بوفرة في عدد الأدباء وشح قصصي كبير في حق الطفل.. في رأيك لماذا؟
+ + لدينا كتاب جيدون، مثل عائشة بنور، وزوجها رابح خدوسي، وجميلة زنير وغيرهم، لكن التشجيع غائب.. ليس هناك هيأة حكومية تشجع أدب الطفل في الجزائر، الاهتمام الأكبر موجه للرواية.. في باقي الدول هناك هيآت حكومية تشجع أدب الطفل وتجمع الأدباء وتكرمهم وتعنى بإنتاجهم، وتبحث في كيفية تطويره، لأن بناء الطفل يعني بناء رجل المستقبل، كما ان التراث الجزائري غني جدا بالحكايات والأساطير، لماذا لا يتجسد في رسوم متحركة مثلا؟ هناك قنوات فضائية كثيرة، تهتم بكل شيء سوى الجانب التربوي للطفل. لماذا لا يوجد لدينا قناة خاصة بالطفل؟

+ كنت من مؤسسي "الرياض".. تلك المجلة التي صنعت جيلا بأكمله.. كيف كانت قصتك معها؟
+ + نعم، كنت من مؤسسيها.. كانت فكرتي.. كنت اشتغل في مجلة "ألوان"، في 1982 طبعت مجموعة من القصص، من بينها "العصفور والضفدعة" لدى الشركة الوطنية للنشر والتوزيع، وكانت تطبع قصص الأطفال المنشورة حديثا. يوما جاء سليمان جوادي ونبهني إلى افتتاح منشورات ادب الطفل طبع قصص الأطفال، جمعت ما لدي، وكنت في الـ20 من عمري، فأعجب المدير بها وعبر عن فرحه بوجود شابة يافعة تكتب للاطفال، وقال ان هناك نقصا كبيرا في كتاب أدب الطفل، وكنت الأولى في محيطي التي كتبت قصصا وطبعتها، ثم شاركت في برنامج إذاعي تحت اشراف مدير الاذاعة والتلفزيون انذاك الاستاذ عبد القادر نور، البرنامج الذي كانت تنشطه ماما نجوى -بعنوان "الحديقة الساحرة"- بمجموعة من قصصي، وقبل ان انتقل إلى مجلة "الوحدة" خامرتني فكرة تأسيس مجلة للاطفال، وكنت أتابع كثيرا مجلة "العربي" التي انبثقت منها "العربي الصغير".. اتجهت إلى مدير "الوحدة" الاستاذ قارة محمد الصغير ، وعرضت عليه الفكرة، خصوصا وأنها مجلة تمتلك إمكانيات كبيرة وتابعة لوزارة الشباب والرياضة ، فوافق على الفكرة ورحب بها.. قمنا بإصدار ملحقا من خمس حلقات، ثم أعجبتهم الفكرة أكثر فتم تطوير الملحق إلى مجلة، وكنت المحررة الوحيدة فيها مع ثلاثة رسامين، وكان معنا عمي حكار، الرسام والخطاط الشهير بعمله في كل المجلات، ففي ذلك الوقت لم تكن التكنولوجيا متوفرة وكان أكثر العمل يتم يدويا، وكان يشتغل معنا عراقي، يراجع المحتوى اللغوي للمجلة، التي كانت توزع في الوطن العربي، وغنية جدا بالمعلومات والمعارف والقصص والمسابقات، كل ذلك وأنا أحررها وحدي، قبل ان يلتحق بنا كتاب آخرون.. لقد كانت تجربة ناجحة، ولكن للأسف زالت تلك المجلة بزوال الأشخاص الذين أسسوها.. للأسف تم استقدام شخص آخر سبب لنا الكثير من المشاكل، ما أدى بي إلى الاستقالة وانتقالي إلى "المجاهد" الأسبوعي.. كانت فكرتي، وقد ساهمت في تأسيسها، وكانت إلى جانب "مقيدش"، المجلة الأولى الموجهة للطفل في الجزائر.

+ + وفرة قصصية ثم شح.. كيف تقارنين بين طفل الثمانينيات وطفل العشرية الحالية؟
+ + في تلك الفترة كانت قيمة الكتاب كبيرة جدا، وكان هناك تجانس بين الأسرة والمدرسة، قصص ذلك الوقت كانت قيمة المحتوى، وكانت هناك لجان قراءة مكونة من أساتذة في اللغة والأدب وعلم النفس وعلوم التربية..الخ، أي ان القصة تساهم في تربية الطفل، وكانت المدرسة تساهم في تنمية حس القراءة، حيث تخصص حصة أسبوعية للمطالعة، يتم خلالها قراءة قصة على الأطفال، ومناقشتها، وتدريب الأطفال على تذوقها وتلخيصها، وكانت الأمهات ينشغلن كثيرا بهذا الجانب، ولكن الآن، مع تزايد عدد دور النشر، وارتفاع عدد الكتاب، والانفتاح على حرية التعبير، تراجع أدب الطفل وغابت قيمة القصة وطغت عليها المادة، وصار نشر الكتاب أمرا تجاريا، وكل دور النشر تقريبا تطبع أي شيء على حساب الجانب التربوي للطفل.. حتى الجرائد أصبحت حافلة باللغة الدارجة والأخطاء.. أما المدرسة فتراجع دورها، ولم تعد هناك حصص للمطالعة، بدعوى ازدحام البرنامج الدراسي.. اللغة هي أساس تعلم العلوم الأخرى، واللغة يكتسبها من المطالعة.. فضلا عن آثار العشرية السوداء والإرهاب..

+ كم من قصة في رصيدك الموجه للطفل؟
+ + فضلا عن قصص كثيرة منشورة في الجرائد وغير مطبوعة ورقيا، لدي العديد من القصص المطبوعة، تقارب 12 قصة، منها قصتان طبعتا في 1982، لقد غبت عن الساحة الأدبية مدة 23 سنة، والآن أعود، وأنا أحمل في جعبتي وفكري الكثير من الطموح من اجل اثراء الساحة الأدبية بأعمال وأفكار تخدم الطفل ، طبعت اثنتين ولدي 4 تحت الطبع، ستصدر مع المعرض الدولي للكتاب .
جوان 2018









  رد مع اقتباس
/