۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - سلسلة ضوء الشاعرة جهاد بدران على نصوص فينيقية
عرض مشاركة واحدة
قديم 03-09-2020, 12:58 PM رقم المشاركة : 52
معلومات العضو
جهاد بدران
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
تحمل صولجان القصة القصيرة أيار 2018
فائزة بالمركز الثاني
مسابقة الخاطرة 2020
فلسطين

الصورة الرمزية جهاد بدران

افتراضي رد: سلسلة ضوء الشاعرة جهاد بدران على نصوص فينيقية

النّص أرى عينيك (جيوكندا)
النّاص : عدنان حماد
القراءة جهاد بدران
...........................


النّص :


***أرى عينيك (جيو كندا)

أرى عينيك تبتسمانْ

وأوقن أنّه الفرح

الذي يمشي على عجل

ليكمل آية الصبح

التي ارتسمت

على كفيّ عاشقة

ويسأل قاطن الوادي

أمن خديّ فاتنة

يفوح النرجس البري أغنية يرددها خرير النهر والراعي وتُشْرعُ في سماء الله نافذة

نرى الصوفي والبوذي يفتتنان في امرأة إذا غنّتْ

تُبرئ ساحة الحلاج

***

أرى عينيك تبتسمان تبتهجان تعترفان في خفرٍ

فيسمو اللفظ والمعنى إلى أعلى مراتبه

نجوماً أبهرت عبقر

**

أرى عينيك تبتسمان تخترقان أوراقي و محبرتي

أحلق فوق أفكاري فتدفعني إلى ما لست أعرفه

يحفزني ارتعاش الصوت إذ يسري ليحملني

على كفيّ حوريه

ويغريني امتزاج النبض بالفكره

فتكبر فيك أحلامي

ويهمي الشعر بالفطره

ليسأل كاتم الأسرار

هل تُيمت في امرأة إذا ركبت بُراق الشعرْ

تُغني شعرها الأطيار***؟


القراءة :


ما أجمل هذه اللوحة الفنية الراقية وما تمنحنا من أبعاد وتأويلات ..تأخذنا لعالم النقاء ونحن نفترض الجمال من وراء لوحة جيوكندا..تلك اللوحة السحرية التي رسمها فنان محترف زرع فيها أبعاد الجمال وما تحمل من دلالات الأنوثة والرقة ..ومع هذه اللوحة يرسم لنا الشاعر كنه المغزى بين أهداب ابتسامة غارقة بالنقاء في وجه السماء..
الشاعر هنا استطاع من خلال اللازمة ( أرى عينيك تبتسمان) التي يرددها ثلاث مرات في القصيدة أن يلج بنا إلى عمق الفخوى والسر في جمال الخلق من خلال الإبتسامة الحية التي من خلالها تتغنى الحياة سعادة..
يربط الشاعر اللازمة هذه بعنوان القصيدة ( أرى عينيك جيوكندا)..
يربط جمال إبتسامة المرء باللوحة السحرية التي رسمها الفنان ليوناردو ديفنشي..وسر هذه الإبتسامة التي هي منبع السعادة والأمن الفكري والنفسي..مما أتاح للأخصائيين النفسيين والفلاسفة الوقوف بين ظلال هذه اللوحة ووضع فرضيات مختلفة تدور حول هذا المخلوق العجيب من البشر من كلا الجنسين..
وتذويت معالم الجمال الظاهرة والخفية تحت عدسة الرسام البارع..
فمن خلال العنوان..( أرى عينيك) ..وربطها باللازمة..( أرى عيناك تبتسمان).. نرى أن عملية الرؤيا مقترنة بالإبتسامة ..بمعنى أن الشاعر كان فناناً محترفاً في اختيار ألفاظه..حيث لا يمكننا معرفة رسمة البسمة على الشفاه إلا من خلال عملية الرؤية..وهذا ذكاء معهود من الشاعر في تحديد معالم حرفه بحرفية تدل على قدرته في انتقاء الدقة في الألفاظ واختيار بناء محكم لمنظومة حرفه..
ثم ننطلق لفحوى الإبتسامة نفسها وأثرها العجيب في إسعاد النفس والآخرين..من خلال الحديث النبوي الشريف:
" عن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (تَبَسُّمُكَ فِي وَجْهِ أَخِيكَ لَكَ صَدَقَةٌ) رواه الترمذي، وصححه الألباني."
فالإبتسامة حين تكون في العينين هذا يعني أنها نبعت من الداخل لتكون مفتاح القلوب للسعادة والإطمئنان والراحة النفسية..
ومن هنا سأضع للإبتسامة معالم لتكون ممحاة الحزن والألم..وتكون أداة لرسم القوة النفسية في تحقيق عمليات التحدي والصمود والصبر أمام عصر ممتلئ بالآلام والأحزان..
وحينما تكون الإبتسامة بين البشر بمختلف أجناسهم..سيعود للذهن نشاطه واتقاده..وتتآلف الأرواح فيما بينها لتكون شعلة حب بين بني البشر ..
لذلك نرى بين يدي قلم الشاعر اكتظت الصور الشعرية والبلاغة والفصاحة وهو يصور لنا ما يفيض من الإبتسامة وهي تطرق القلب والمشاعر لتكون ضياء بين الأحداق ونوراً في الأعماق يجلي من خلفها كل حزن ويشرح صدره بالأمل والسعادة..
يقول الشاعر :

( أرى عينيك تبتسمان
وأوقن أنه الفرح
الذي يمشي على عجلٍ
ليكمل آية الصبح التي ارتسمت
على كفي عاشقةٍ
فيسأل قاطن الوادي
أمن خدي فاتنة
يفوح النرجس البري أغنية يرددها خرير النهر والراعي وتُشرِعُ في سماء الله نافذة
نرى الصوفي والبوذي يفتتنان في امرأة إذا غنت
تبريء ساحة الحلاج)

فمن خلال البسمة التي ارتسمت في العيون ..جعلت من الصبح آية الجمال تنبعث من الأرواح وهي تشرق لعشق جديد يكون للنقاء عنوان...
الصور هنا قمة في التصوير وبراعة في تحديد المشاعر ..ورسم آيات السعادة وهي تتجلى من قلم يصيغ الألفاظ بأسلوب سحري مميز..
العمق هنا في الروح أيقظ الإحساس الداخلي وربطه بالصورة الخارجية التي رسمت أمام الشاعر لوكون صورة فنية رائعة..ارتبطت بألحان الفكر التي عزفت أوتار القلب...
ويكمل الشاعر ألوان اللوحة بدقة متناهية ارتبطت بتعابير رقيقة راقية كانت نتاجاً من تلك البسمة التي أوحت له بالسحر والجمال:

( أرى عينيك تبتسمان تبتهجان تعترفان في خفر
فيسموا اللفظ والمعنى الى اعلى مراتبه نجوما أبهرت عبقر)

نعود لمحلول البسمة الذي تعددت ألوانها من حرف الشاعر ليربط جمال الحرف والتعابير الدقيقة بروح النص وتفاعل الإحساس الداخلي مع خياله الواسع وبراعته في منح المتلقي الإحساس بكل حرف والتأثير في النفوس..من خلال اندماج المؤثرات الداخلية للشاعر مع تراكيب اللغة المتألقة الإبداعية..مما كشفت المخزون المتراكم من المشاعر النابضة...
يكمل الشاعر لوحته الرائعة بقوله:

( أرى عينيك تبتسمان . تخترقان أوراقي ومحبرتي
أحلق فوق أفكاري لتدفعني
إلى ما لست أعرفه
يحفزني ارتعاش الصوت إذ يسري ليحملني على كفي حورية
ويغريني امتزاج الصوت بالفكرة
فتكبر فيك أحلامي
ويهمي الشعر بالفطرة
ليسأل كاتم الأسرار هل تُيمت في امرأة اذا ركبت براق الشعر
تغني شعرها الاطيار في قرطاج والبصرة.)

ما أجمل هذا الوصف الذي كان سبباً في تدفق
الحروف لتكون لوحة راقية..
تلك التي منحت الشاعر حروفاً تتدفق على الورق لتكون نهايتها قصائد جمالية تتغنى وتمتلئ بالأحلام المحفزة لخلق الواقع المغني بالسعادة والراحة ...
.....
الشاعر الكبير المبدع الراقي
أ.عدنان حماد
كانت ظفائر قصيدتكم تتدلى بين العيون لترسم لوحة جمالية راقية حفزت الخيال نحو رسم كونٍ من السعادة وهي تبحر بين ضلوع القصيدة الراقية..من خلال اللغة المتوهجة التي لاءمت الصور الحية في بناء اللوحة البارعة هذه..
دمتم والجمال عنوان قلمكم الفذ
ودام عطاؤكم المحفز للمتابعة..
بوركتم ووفقكم الله لما يحبه ويرضاه
وزادكم بسطة من العلم والنور والخير الكثير
.
.
جهاد بدران
فلسطينية






  رد مع اقتباس
/