الموضوع: جــفاف
عرض مشاركة واحدة
قديم 22-07-2018, 02:54 AM رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
طارق المأمون محمد
فريق العمل
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
السودان

الصورة الرمزية طارق المأمون محمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


طارق المأمون محمد غير متواجد حالياً


افتراضي رد: جــفاف

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد خالد بديوي مشاهدة المشاركة
تبنى أغلب تراكيب الأمراض النفسية
على شعور المرء بالنقص...لماذا...
لماذا النقص..ولماذا النفس.!


النفس بطبيعتها تتنقل ما بين "مراتب" الارتقاء
والهبوط، يغريها هواها حتى تحب وتعشق هذا التنقل
فتجذبها المقامات...المسافات ما بين الصعود والهبوط ليس
شرطا أن تمشي على خط مستقيم. أحيانا تمشي بشكل قوسي
وفي أخرى بشكل دائري تمشي..تتقابل المقامات إذن.. وإن اختلفت
الوجهة..دوائر تمتد من السطح الى العميق...تتمدد في الوسط السحيق
صور كثيرة لأنفسنا نحتفظ فيها، رغم ما فيها..ولا يعرف عنها غيرنا.!
ونحن ما بين نفس سكنها القلب..ونفس تسكن القلب..نفس مريضة القلب
ونفس في قلبها المريض.


( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا)

(ونفس وما سواها *فألهمها فجورها وتقواها)

النقص...
كل جمع عليه زائل..وكل طرح منه زائد..هذا ما تقوله
دروس الحساب..!!


{{أحست بنقص ما في وجهها،}}

رؤية تحتمل أنها تنظر بالمرآة، دون حجاب وجهها
ولا يعني هذا أنه لا يحدث بشكل طبيعي، لكن هذه المرة
كان الوجه المنعكس أوحى بشئ ما..وأشار الى كثير من
الأشياء..صورا ومشاهد عاشتها من خلال ثقوب الذكريات


{غرقت في ثقوب الذكريات}

وهي ذاتها ثقوب (النقاب.!) ..ولمَ لا..ولا شك أن صور الرأس
تتحرك الآن...


{ كرهت رؤوس البشر وما فيها.ارتدت نقابها الأسود. ابتسمت! )

في الرؤوس (الفكر) (الوعي) (الثقافة) و (الجهل) وما تم التقاطه
من ثقوب النقاب، ومن ثقب الذاكرة ...وصلت الى قرار خطير بعد أن
تكشفت لها كل الحقائق، كيف ينخدع الناس بواقع يناقض الحقيقة
تماما..اضطراب نفسي يؤدي الى اضطراب السلوك..فالمفروض أن
ارتداء النقاب لا يحقق تلك الابتسامة..لكن الابتسامة تحققت..مصيبة
أن تجد نتائج مخالفة لنظريات مثبتة بالحروف والأرقام..هذا سيدفعها
الى رؤية العالم من خلال تساقط كثير من سنوات العمر..ونقص حاد
في قيم الناس ..وتناقض المبادئ..


{رمت علكة طرية في فمها فخرجت تقتات على خشاش الأجساد.}

خرجت تقتات ...تعيدنا الى حالة النقص ..ــ الجوع ــ جوع الروح وجوع
الجسد..الجوع يحفر في الجوانب ..ينخر سنوات العمر..العلكة الطرية هي
احدى مستلزمات ترميم النقص، ولملئ فجوات النفس..تريد أن تقتات
فالجامع عليه زائل ..والمنقوص منه زائد..أما الضرب فيه فهو خاسر بكل
الأحوال..!!


أستاذي الكريم..

أحترم رؤية الأخ المكرم طارق المأمون وما أشار إليه في ملاحظته
لكن..الوقوف عند
{ ارتدت نقابها الأسود. ابتسمت! .} أو كما اقترح استبدال ابتسمت بــ
وخرجت لن يدعم فكرة النص الرئيسية..فالعلكة الطرية تجمع معها السير
بتمايل من أجل لفت الانظار.,.ووجود النقاب لن يبقى حياديا لأنه بدون
العلكة سيخفف من الحماس وتأدية الدور تماما..وصحيح (هنا) يمكن التوقف
لأن المتلقي سيحصد الدهشة من خلال هذه القفلة..لكن عبارة :


{فخرجت تقتات على خشاش الأجساد.}

حققت الذهول بحضورها ..وحضور هذا الوصف المتقن والبارع.

خشاش الأرض..الحشرات والزواحف ..وخشاش الأجساد هنا لا يشير
فقط الى فقر هذه الطبقة، إنما يشير أيضا الى فقرها الروحي وقسوة
تفاعلها مع الأقدار..خشاش الأجساد أي حشرات وزواحف الناس أقل
الناس قدرا وقيمة..وأقل الناس مالا... و(البطلة) التي أحست بالنقص
وخرجت إليهم بنقابها وعلكتها تريد أن تقتات..! وهل يملكون ما يمكن
تقديمه..ربما .. من يدري ..!!



أديبنا القدير الفرحان بوعزة

حكائية من طراز فريد وسرد بديع للوحة تنطق فيها الألوان
وتسيل حروفها في تفاصيلها واللب، قبل أن تجف.

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري
ما كنت لأتطاول على جمال أقصوصة أخي الفرحان لولا حرف الفاء في كلمة فخرجت فإنه ألقى بي في باب الحيرة حيث لم أعرف الى من نسبت كلمة الخروج أإلى المراة أم إلى العلكة الطرية...فإن صياغ الكلام بوجود حرف الفاء يحيلها الى العلكة وليس الى المراة ولو أن القاص استبدل الفاء بواو لأختلف عندي الفهم.
القصة القصيرة جدا تختزل كثير من التفاصيل غير تلك التي لها دور في حبكتها و ما تريد إيصاله للمتلقي لذلك تستبعد التفصيل الذي يثير الإلتباس و التناقض لدى المتلقي بين مراد القاص و بين تلك التفصيلة التي تناقض مراد القاص مما يفهم من سياق القصة.
فتفصيل ارتدت نقابها الأسود تفصيل يسير بالأقصوصة الى جهة غير مراد القاص الذي بان فيما تبقى من الأقصوصة... إلا إن كان الكاتب يريد أن يقدح في نقابها و يقول أنها تظهر خلاف ما تبطن من فجور و جرأة , وفي هذه الحالة كان للقصة أن تسير في اتجاه يحقق لها ميزة التكثيف وقوة الكلمات و التعبير أكثر من اتجاه سيرها هذا.
هذه القصة القصيرة جدا تحتمل عدة قفلات القفلة الأولى:
في السطر الأول لوأنه أضيف حرف الفاء الى كلمة غرقت ليصبح النص :
أحست بنقص ما في وجهها، فغرقت بين ثقوب الذكريات،
هذه ومضة مكتملة الأركان حققت كل ما تبناه رواد الومضة من متطلبات تبقى لها العنوان فقط.
و ما أجملها لو أضيفت الفقرة
كرهت رؤوس البشر وما فيها لتصبح
أحست بنقص ما في وجهها،كرهت رؤوس البشر وما فيها و غرقت بين ثقوب الذكريات،.
ثم قفلة أخرى هي ما اقترحته سابقا للأخ اأبو عزة , و قفلتها الحالية...
مما يشي بدسامة الوجبة فنيا و قصصيا ... .
بيد أني أميل ألى أن الومضة تخرج عن كونها ومضة إذا احتملت من جملها أكثر من قفلة لأن تكثيفها يمنعها من التمتع بهذه الميزة. وهذا رأي خاص أتمنى من أستاذ محمد خالد أن يعطيني رأيه فيه بما حباه الله من علم في هذا المضمار و كذلك الأديب الفخيم الفرحان أبو عزة وبقية الأدباء الكرام.






  رد مع اقتباس
/