۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - قُبّة تحت الماء
عرض مشاركة واحدة
قديم 13-10-2018, 05:03 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
داوداوه مولاي أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
الجزائر

الصورة الرمزية داوداوه مولاي أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي

داوداوه مولاي أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي قُبّة تحت الماء

هَياكلُ الحُزنِ كمْ وَشَّتْكَ مُكتَحِلاً
سَرابها قاتلٌ أضواءَ مَن غَفلا

يا راكباً قاربَ الأوجاعِ مُرتحلا
هل للحمامِ نسيجُ الرّيش.. أم أَفِلا ؟

شَبّتْ حناظِلُه أرستْ مخالبها
في وجهه فجفاهُ النوم مُنتَقِلا

مهلاً فصاحَ ضميرٌ إنتظرْ زَهَقي
فالرّوح لا تبتغي إِلاَّكُمُ بَدَلا

قالتْ شَواطئُه مِنّي على زَبدي
همٌ يُكابده – رُغما - وإن ثَقُلا

ما عادَ يُفصح عن نجوى خواطِرِه
أضلاعُه كُسِرتْ مجدافُه خُذِلا

والليل نَكّلَ بالمغوار حَّرقَه
ذَرَّ الرّمادَ ليمٍّ باتَ مُكتحِلا

شَفَّ السّلامُ عَليلاً طارَ مُكتئباً
يَنْعى رحيلَ صَبيٍّ زَهرُه ذَبُلا

طَفقتُ في عجلٍ يَقطينُ وجهتنا
قُلْ للظلام صَهٍ ما يونسٌ قُتِلا

حملتُ حُزني مِن الأكفان دَولتُه
أجرُّ خَطوي مع الأيام مُحتمِلا

حتى إذا عرجتْ نفسي لسِدْرَتها
في المنْتهَى سَيقومُ العَدل ُمُمتَثِلا

كَم أسْكرتني زُجاجاتُ الهَوى عِنباً
دَماً ترقرقَ لي في كَفِّها خَضِلا

إنّ السَّنابل ضاءتْ فِيَّ سُمرتُها
و الفَجر لمّ صُراخَ الطِّفل و ارتحَلا

إنَّ اليَمامةَ يا زَرْقَا تُراودُني
أطيافُها شَجناً كُلَّ الُحروف تَلا

يمتَدُّ مُنْتَشياً في خَدّه وطنٌ
هذي المرافئُ يا شِعري بَكتْ بَطَلا

يا صاحبي رَنّ في آذانِنا جَرَسٌ
غَنَّى الرُّعودَ حديداً ضاءَ مُشتَعِلا

ذابتْ على نَعْيِه أنغامُ شاديةٍ
و النّاي بَحّ نزيفاً طَرْفُه فُصِلا

أيُّوبُ في جَسَدي والطُّورُ تَحت يَدي
و العَين من قِدَدي .. الطِّينُ قَدْ وَحلا

كفِتْيةٍ قد سَخا في الغار نَومُهُمُ
فالغارُ مَلْجَأُ مَن مِن غَيبِه جُبِلا

والغارُ بالعالمِ العُلْويِّ مُتَّصلٌ
و الوحي معجزةٌ في جَوفِه نَزَلا

وحيَ الهَياكِل و الأسْرارُ عارجَةٌ
إنِّي الكِتابُ و مِنّي الرَّسْمُ قد عُقِلا

والنُّور مِن دُكنَتي أسْرارهُ انْبَهرَتْ
مُدّي الوِصالَ بِكهفٍ غَيبُه انتُحِلا

ليلُ الغُراب يُواري الكَون في دَمِه
و السِّرُّ مِن أَزَلي في طُهْرهِ خُتِلا

يا حاملَ الرُّوحِ إنَّ الرُّوحَ نازفَةٌ
تَخضلُّ فيكَ نسيماً يَرتَجي أُصُلا

هذا الصَّفاءُ بكهف الجُرح أَوْدَعَنا
ريشَ الحَمام بنُور البَدر مُبتَهِلا

وَلَّى كوجْهِ الأسَى يَخْتَطُّ مِحْنَتَهُ
و أُخْتُ يُوشُعَ قد هامَتْ به خَجَلا


القصيدة على بحر البسيط







صديق الحرف يقول لك شكرا لأنك رائع(ة)
  رد مع اقتباس
/