۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ريح
الموضوع: ريح
عرض مشاركة واحدة
قديم 15-07-2018, 08:59 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
محمد خالد بديوي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع الأدب والإبداع
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / عمون
الاردن

الصورة الرمزية محمد خالد بديوي

افتراضي رد: ريح

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفرحان بوعزة مشاهدة المشاركة
بدون شك أنها ريح عابرة تسببت في ارتفاع الجدران بين الفكر والقلب والموقف والرؤية في بيت واحد ، فانكسرت العلاقة ، وتحطمت النظرات ..من يدري قد تتحول هذه الريح إلى رياح ترطب النفس والقلب والفكر والجو الأسري فيما بعد.
بدون شك أن فكرة الهدم سيطرت على فكر البطل ،فتبناها كموقف ،كاعتقاد جازم لأنه كان لا يرى إلا ما هو سلبي .. وكلما اشتغل الإنسان بأعمال وسلوك الآخر ،ترسخ لديه قناعة بأنه على صواب والآخر مخطئ لا يحسن التدبير، يلاحظ ، يتابع،يتصيد الهفوات وينتقد ، حتى أنه قد ينسى هو الذي وضع ذلك الشيء في غير محله، وعندما يتفقده لا تعجبه الوضعية ، فينسب الخلل إلى الطرف الآخر.
بدون هدم لا يمكن أن يكون البناء ، وأعتقد أن الهدم يعني هنا ،التخلص من أشياء زائدة وفائضة عن الحاجة ،مع محاولة إعادة الترتيب للمنزل ،وشراء ما كان ناقصا ، وتبديل الأشياء من أماكنها المعتادة .. هدم إيجابي ،لكن صاحبنا لم ير إيجابيات هذا التغيير ، لأنه اعتاد على الأشياء في أماكنها ، وفي ظل هذا التغيير /الهدم لم يتوصل بسرعة إلى الأشياء التي يحتاجها. فكان يضيع وقته في البحث عن ما يريده ،فقد ألف أن يجده في مكانه كالمعتاد.
رحيلها كان محفزا ليرى ما أنجزته من بناء ،ربما تركت له فرصة للتأمل ومراجعة موقفه خاصة بعدما وجد مستجدات تمس الأشياء داخل البيت .والواقع أنها لم تهدم بل ساهمت في بناء المنزل ليكتسب جمالا وبهاء بالحذف والإضافة ،والترتيب والتغيير. لكنه لم يدركه في الحين .. بناء كسر رتابة رؤية الأشياء في أماكنها ،كما ساهمت تغييرا في استعمال أنواع الأغطية معينة مثلا ،والشرب في كؤوس معينة ..والأكل في الصحون المعتادة .... اللهم إن كان صاحبنا يقرن هذا الهدم بالتبذير،لأنها أنفقت أكثر ما يلزم .. ومضة مفتوحة على قراءات متعددة ومختلفة ، تمس الحياة الداخلية للأسرة داخل البيت التي تتأرجح بين اختلاف زاوية النظر واختلافها، وبين الأشياء وعلاقتها بالذاكرة في المكان والزمان . ومضة جمعت بين جودة الصياغة وحسن انتقاء الفكرة . هكذا قرأتها، فقد أصابت هدفها ،وبلغت رسالتها بأقصر الطرق .دمت متألقا.
محبتي وتقديري أخي مجمد خالد .


قراءة جميلة وعميقة بنيت على أسس وركائز حسب رؤية
القدير الفرحان بو عزة. أراد لها أن تتعدد وجوه قراءتها دون
أن يبعدها عن أركان (البيت) (المنزل) و (بناء الأسرة) والذي
يعد من أساسيات بناء المجتمعات، ومن أصعب وأهم ما يقوم به
الإنسان وهو (يعمر هذا الكون) من كونه الخليفة المؤتمن على إعمار
الكون وتطور الإنسان. وحقيقة جاءت القراءة شاملة دقيقة نبشت كبائر
الأمور وفتشت في صغائرها لأهمية هذا البناء ودوره الفاعل في تطور
الإنسان والمجتمعات.

أديبنا القدير الفرحان بو عزة

قراءة أسعد القلب وابتهجت لها الروح .. سعيد بهذا الحضور
الشاهق والرفيع.. سعيد بهذه القراءة الثيرية الغنية.. شكرا جزيلا
لكم على اهتمامكم الكبير والكريم بهذا النص المتواضع.

بوركتم وبورك نبض قلبكم الناصع
احترامي وتقديري






قبل هذا ما كنت أميز..

لأنك كنت تملأ هذا الفراغ


صار للفراغ حــيــــز ..!!
  رد مع اقتباس
/