عرض مشاركة واحدة
قديم 10-07-2019, 02:12 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
ثناء حاج صالح
عضو أكاديمية الفينيق
تحمل أوسمةالأكاديميّة للابداع والعطاء
سوريا
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


ثناء حاج صالح غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الأثر النفسي لمنهج التفكيكية في شعر ما بعد الحداثة /ثناء حاج صالح

الأزمات النفسية

أولا : (التشظي والالتئام ) والضياع والحزن

يقول الناقد عالي سرحان القرشي في كتابه (أسئلة القصيدة الجديدة)(8):

"إن (التشظي والالتئام) ظاهرة تنتظم قصيدة النثر، خصوصا القصيدة التي تتكون عبر الإبداع الذاتي وتنصهر فيها الرؤية المتفردة . وقد صبغ ذلك التشكيل الشعري والبناء الكتابي للنص. فأصبحت تتجاوز الانبعاث من النص إلى أن تكون المشكل له ، فتظهر في شكل الكتابة وفي تكوين الصورة . وفي حركة اللغة إذ أن الشاعر في اللحظة التي يعاقر فيها الكتابة هو يعاني حالة التشظي والخروج من قلق ما يجول في خاطره ويبحث عن الالتئام في تشكيل ما يتمكن من تشكيله مما انصدع به في حالة التوتر، وحالة الخروج عن الصمت السابقة للكتابة".
(8)
ويرى أن الشعر السعودي الحديث يتميز بوجود تناوب في التشكيل بين الذات الشاعرة التي تنشئ النص، والتي تتشكل أيضا داخل النص . فهي الباعثة والمبعوثة فيه. ويشرح ذلك بمعنى أن النص هو النسيج الذي تنغرس فيه الذات ويشكل هيئة تحركها. فالنص مشحون بالذاتية ،كما أن الذات في تشظيها ومحاولة التئامها هي موضوعه الرئيسي . (8)
ولكننا نستطيع تعميم هذا الكلام، لإطلاقه على النص ما بعد الحداثي، في (قصيدة) النثر العربية عموما، وليس فقط على النص السعودي . فسمة الذاتية وتسخير مساحة النص أساسا لانبثاق الذات الشاعرة ظاهرة عامة، رافقت نص (قصيدة ) النثر منذ بداية ظهورها عام 1954 وحتى الآن.
إن عواطف النص التفكيكي بالمطلق سلبية مثبطة : فالتشظي هو الحيرة والتردد والضياع والحزن والتشاؤم . والالتئام ليس مؤكد التحقق ،إلا بقدر ما توفره العملية المجردة للتعبير، من فرصة للتوازن النفسي عبر تخفيف ضغط الاحتقان النفسي، الناجم عن عدم الالتئام مع الواقع. وما هذا التشظي والتشتت والضياع إلا نتائح مباشرة وواضحة لفقدان الثقة بالثوابت القيمية . فالتشكك والتشكيك منطلقان وآليتان تتبعهما التفكيكية في تأويل حقيقة المعنى في النص التفكيكي المكتوب. عبر سعيها لاستحضار المعنى الغائب في النص(فيزيقيا استحضار الغياب) والذي لن تسلَّم له بالحضور، حتى لو حضر فعلا . ولأن الناص يدرك شرط انفتاح النص على التأويلات اللامتناهية عند قراءته، فإنه لا يحاول الاقتراب الشديد من المعاني إلى درجة تجسيدها وبلورتها، خشية القبض عليها قبضا تتعذر معه فرصة انفتاح النص على التأويلات اللامتناهية للمعنى. ولذلك فإن الناص مجبر على الدوران حول المعاني دورانا لا يكشفها، ولا يعلنها، فلا يتبقى له من خيار آخر غير اتباع أسلوب التلميح والإيماء والإغماض والتشويش. وهو ما يوقعه في أزمة قلق لا استقرار بعده .

ثانيا: التشتت فنيا ومعنويا


قوة إرادة الناص في النص البنيوي هي التي تنتج (التمركز) فيه ، ووضوح غاية الناص في نصه هو الذي يسمح بمركزة المعاني وتحديدها وإجلائها للقارئ. ولأن تحديد الهدف مسبقا غير ممكن أو غير قابل للتصديق في النص التفكيكي عند إنشاء النص، فإن ذلك يستدعي بعثرة الكلام وتوجيهه في سياقات متعددة ومتقاطعة (متناقضة) ، كي يتاح كشف التضاد والتناقض فيها عند تفكيكها ،مما يسهِّل تقويض المعاني فيها . ولا شك أن تقويض المعاني، وإثبات تناقض الناص مع نفسه في نصه، هو الهدف الأساسي المقرر مسبقا، في قراءة النص قراءة تفكيكية.
وبديل التمركز أو الثبات المعنوي هو (التشتت) الذي يحوِّل النص كله عند إنشائه إلى تشكيلة ذاتية من الأفكار الجانبية الهامشية المتناقضة والمتعارضة، والتي يريد لها الناص أولا وأخيرا، أن تعبر عن عدم تماسك شخصيته في نصه . فالناص ملتزم بالتشتت، لكونه أهم ضرورة فنية في النص التفكيكي. والتشتت يقتضي تعدد السياقات في النص . ويقتضي كذلك الانبثاق المفاجئ للصورة الفنية الجزئية ذات المعنى التلميحي المبتور، الذي يناسبها أن توصف بـ(القصاصة الفنية ) أكثر من توصيفها بالصورة الفنية. هذه القصاصة الفنية على الرغم من عدم انسجامها وعدم التئامها مع السياق ،تبدو طازجة نضرة مغرية شهية ،إذا وجدت ، وكأنها شرارة الإبداع اللامعة التي تومض فجأة من اللاشعور ودون سابق إنذار أو تمهيد، غير أنها تبدو لذلك مفروضة على النص فرضا، وملصوقة به لصقا ، فيضطر القارئ المندهش بها لفصلها عن النص ، ليحتفظ بها جانبا، فيصبح غير قادر على إلقائها وإهمالها لما فيها من الطرافة، وغير قادر على استساغة النص دونها لكونها هي وحدها الجزء الذي يستحق القراءة من النص كله.وهي التي تبعث الدافع عند القارئ لإكمال قراءة النص ، ويصبح غير قادر على تقبل حضورها المفاجئ ،على الرغم من اندفاعه للبحث عنها في النص . فهي الأجمل في النص وهي الأشد إثارة وإرباكا بحضورها الفوضوي الذي يحيل النص إلى شرارات من المعاني المربكة وقصاصات من الصور الهائمة. ، فيخفت التوهج المرجو لأنه يفتقد إلى تركيز اللمعان وتكثيفه في بؤرة واضحة، بسبب التشويش المعنوي، وغموض العلاقات بين عناصر المعنى وأجزائه في اللغة المجازية التي تتشكل منها تلك القصاصات القلقة ،والتي تثير قلق القارئ لعدم ارتكازها على وجه شبه يربط بين عناصر لغتها المجازية الناقصة.
المشكلة أن شعراء قصيدة النثر لم يلجؤوا لكتابتها إلا لاستسهالهم لها . ولأنهم ظنوا أن التخلص من قيود القافية والوزن والترابط المعنوي، سيكشف عن إبداع اللاشعور التلقائي، الذي سيظهر وحده على الورق وبدون أي جهد واعٍ . لقد أصيب هؤلاء الشعراء جميعا بعدوى كتابة (الشعر المنثور)منذ انبهارهم بكتابات أدونيس وأنسي الحاج وخليل حاوي الأولى. ولكن حتى أنسي الحاج وخليل حاوي لم يحافظا على المستوى نفسه من التألق الإبداعي في نصوصهم النثرية. أما أدونيس فقد كان وقتَها حالة خاصة . إن قوة الصور الفنية العفوية ذات المعنى الأصيل كانت تمثل جوهر الإبداع المميز في النصين التفعيلي والنثري عند أدونيس في تلك البدايات .كانت تمثل بقعة التوهج ومركز التكثيف لأنها متقنة متبلورة قياسا لما كان يُكتَب .ولكن نص أدونيس لم يكن نصا تفكيكيا ، بل كان نصا بنيويا سرياليا ورمزيا .

ثالثا : الاغتراب/ التعالي/ الإحباط / التناقض


لم يكن الاغتراب سمة نفسية ذاتية واضحة عند روّاد شعر الحداثة , فلا أحد يستطيع القول : إن نازك الملائكة وأمل دنقل ومحمود درويش ونزار قباني ومظفر النواب وغيرهم، كانوا يفتقرون إلى الشعور بالانتماء العميق إلى أمتهم وقضاياها, أو أنهم كانوا يعانون نفسيا من أزمة الاغتراب الذاتي التي تمنعهم من التواصل مع الجماهير والتفاعل معها . فإذا كنا نستطيع رصد أزمة اغتراب عندهم فهو اغتراب عن السلطة لا عن الأمة أو الشعب , حتى أولئك الشعراء الذين بشّروا بقصيدة النثر, والذين امتلأت نصوصهم بالتمرد والرفض ، فإنهم كانوا شديدي الانتماء يتسابقون على الاقتراب من الجماهير والتفاعل مع قضاياها ، ويحملون على عواتقهم واجب تحفيزها والنهوض بها، وهو ما أفضي إلى نشوء أدب الالتزام (السياسي), و حتى الأدباء والشعراء الذين لم يسخِّروا أنفسهم لأدب الالتزام كانوا في الواقع يمارسونه , يقول أدونيس – وما هو بالشاعر الملتزم - للتعبير عن انتمائه في قصيدته (قالت الأرض) (9)
أنا فيها الفلاح أزرع قمحا
ورودا وأقلع الأشواكا
سكتي تنطح الصخور وتمشي
في الأحافير نشوة وعراكا
وحقولي سنابل تفرع النجم
كأني زرعت فيها السماكا
قيّم باسم أمتي ...لست مقطوعا
ولا غاصبا ولا ملّاكا
أنا للشعب ..أيها الشعب مجدت
فإني في كل شيء أراكا

أما أمل دنقل فيهدي للشهيد مجدي أبو غزالة قصيدته (بكائية ليلية )(10) ويعبر فيها عن القضية المشتركة بينه وبين الشهيد وهي البكاء على الوطن لشدة التفاعل معه :
للمرة الأولى
قرأت في عينيه يومه الذي يموت فيه
رأيته في صحراء النقب مقتولا
منكفئا يغرز في شفتيه
وهي لا ترد قبلة لفيه
نتوه في القاهرة العجوز ننسى الزمىا
نفلت من ضجيج سياراتها ، وأغنيات المتسولين
تظلنا محطة المترو مع المساء.. متعبين .
وكان يبكي وطنا ...وكنت أبكي وطنا
نبكي إلى أن تنضب الأشعار
نسألها أين خطوط النار؟
وهل ترى الرصاصة الأولى هناك.. أم هنا ؟

ويمكننا أن نقرأ هذا الانتماء لهموم الشعب، إلى درجة الدفاع عنه، وفدائه، مع التمرد على السلطة والنقمة عليها ، والتقرب من الشعب والتواضع له بذكر (شيوخ البدو ) في نص( الوشم) لمحمد الماغوط (11)، مثلا ، كما في أمثلة لا متناهية من نصوص (الشعر ) ما بعد الحداثي

الآن في الساعة الثالثة من القرن العشرين
حيث لا شيء
يفصل جثثَ الموتى عن أحذيةِ الماره
سوى الاسفلت
سأتكئ في عرضِ الشارع كشيوخ البدو
ولن أنهض
حتى تجمع كل قضبان السجون وإضبارات المشبوهين
في العالم
وتوضع أمامي
لألوكها كالجمل على قارعة الطريق..
حتى تفرَّ كلُّ هراواتِ الشرطة والمتظاهرين
من قبضات أصحابها
وتعود أغصاناً مزهرة (مرةً أخرى)
في غاباتها



ربما كان أحد أسباب الانتماء عند شعراء الحداثة هومعاصرتهم لمرحلة تاريخية حافلة بالتحديات والانقلابات السياسية، سيطرت فيها تيارات أيديولوجية سياسية تعتمد في فلسفتها على الجماهير ، كالاشتراكية والماركسية ، ولا يخفى تأثير الماركسية مثلا في شعر أدونيس وشعراء المقاومة . لكن أحدا لا يستطيع أن ينكر أن هؤلاء الشعراء قاموا بدورهم (وخاصة شعراء المقاومة الفلسطينية) في التعبئة النفسية للأجيال التي تغذت من مداد شعرهم، على اختلاف مدارسهم الإبداعية.
أما شعراء ما بعد الحداثة فهم خلاف ذلك قد سقطوا في أزمة لا انفراج لها من الاغتراب عن الجماهير ، وأحد أسباب هذه الأزمة ولا شك، هو المنهج التفكيكي الذي أغرق الشعراء في ذواتهم، بعد أن منعهم من التركيز على حقائق وجودهم، ومصيرهم، والتفاعل مع الأهداف الواضحة للأمة , وحرمهم من أن يقوموا بدور تعبئة أنفسهم قبل أن يُطالبوا بتعبئة الجماهير. وكيف يتأتى لهم قيادة الجماهير إلى أهداف واضحة وهم يمارسون ضياعهم وتمزقهم وتشظيهم النفسي ؟؟ هذا إن لم نتحدث عن تأثيرهم السلبي المحبط والمثبط للأجيال اللاحقة التي بدأت تفقد بوصلة الانتماء وتنسلخ مثلهم عن الواقع بتأثير عدوى الاغتراب التي تتسرب من نصوصهم .
ولا يمكن للقارئ أن يخطئ في قراءة اللاانتماء وهو يقرأ مثلا ، نص قصيدة (منذ ستة وعشرين عاما) للشاعر سيف الرحبي (12)
فعندما يسأل الشاعر نفسه مستنكرا : ماذا تفعل في هذه البلاد؟ يكون قد رحل عنها قبل أن يغادرها فعليا . فهذه هي مرحلة الانسلاخ التي تنذر بمرحلة الاغتراب .المهمُ أننا موجودون على هذه الأرض.
هكذا من غير أحلام ولا معجزات
موجودون في أرض الله والبشر

ولا يعترف الشاعر بالاغتراب إلا بعد أن يترك كل شيء وراءه ويمضي في رحلته التي يكتفي فيها بأن يكون موجودا ، لينضم في النهاية إلى الذين لا يحتاجون لا إلى قافلة ولا إلى دليل، لأنهم مجرد عمال وكهنة غرقى .
كلّ صباح
حين تستيقظُ من نومك المليء بالمذابح والأحلام
تسألُ نفسك
عاما بعد عام
أمام أرضٍ صمّاء وأرخبيل مغلق،
منذ ستة وعشرين عاماً
ماذا تفعلُ في هذه البلاد؟
ستةُ وعشرون مرّت
وأنت تذرعُ الأفق بقدمٍ مكسورةٍ
ورأس غارق في الجحيم.
بداية الرحلة
ستحلمُ أن هناك مستقراً وكتباً
وربما ثوراتٍ تقلبُ وجه العالم.
فمضيت، تاركاً كل شيء وراءك
عويل أمك على سلم البئر،
الذي ظلّ يلاحقُك في المدن والقارّات،
نظرات أبيك الغاضبة.
مرابع طفولتك بين الجبال والشُهُب.
ميلاد النفط بين عظام الأجداد.
ماضياً وراء ندائك، في ليلةٍ
كانت فيها الرياحُ ثكلى،
فجرَ ليلةٍ مُبهماً.
سيكونُ هناك مستقرٌ
ونساءٌ وثوراتٌ
وفي طريقك عبر الصحراء
رأيت بدواُ أوقدوا نيراناً وكلاباً
دافنين أمتعتهم في الرمل
رأيت المستكشفين يعلّقون خرائط الجزيرة
على رؤوس الأشجار
وآلاتٍ عملاقة، يحسبُها السكاّن
نذيراً بالقيامة.
رأيت الأرض تهتزُ،

كما لو أنها على كفّ عفريت
وجملاً يبتلعُ صاحبه

كما تبتلعُ الصحراءُ العواصف.
بعد قليلٍ ستجتازُ البوادي نحو الأحلام
ستجتازُ حاجز السحرة
ورافعات الحبال الأسطورية.
لكنّ الحافة لا تنتهي
إلا إلى أعماق الهاوية
والصحراء تمتدُ والغبار يعمي الدليل

والقافلة تتلاشى
خريفٌ يمرُ ومدنٌ تتشظّى
كنيرانٍ أخمدتها شهب بين المجرات

وبحارٌ تموتُ بالسكتة.
وأنت تعدُ الأعوام
حالماً باجتياز المضيق
شعرُك يغزوه الشيبُ
وجسدُك يتلوّى من ألم غامض
كأنما رياحٌ هوجٌ قذفت أحشاءها
في أعماقك
ترنو إلى نجمٍ شاحب وسط سماء قفرٍ
تتقاطرُ في مراياها

النساءُ والوجوهُ والأصدقاء.

أيُ الأماكن كان مستقراً

أي طفولةٍ كانت لك؟
وبأيّ زمن رميت سهامك
في عيون الفجر.
فسقطت عصافيرُ الأبديّة.

لا تتذكرُ شيئاً
لا تنسى شيئاً
مشدوداً إلى وتد الجبال
تمشي مغمض العينين
في طرقاتٍ مليئةٍ بالذئاب.
كم مرةً نمت في محطّات القطارات
كم مرّةً تقاذفتك أيدي البوليس العنصريّ.

في غرف باردة،
مع غرباء مثلك؟
ربما حصل ذلك في زحمة الكواكب
حيثُ الأفعى أفاقت بعد نومٍ طويل
لتلتهم الجَنّة

وتلتهم احتمالات العودة.

قلت لا بأس
المهمُ أننا موجودون على هذه الأرض.
هكذا من غير أحلام ولا معجزات
موجودون في أرض الله والبشر
الأرض.. يكفي أنها تتسعُ لسريرٍ وقبرٍ،
وبينهما ضحكةٌ سوداء.
ولكن قبل ذلك
هناك طرقُ طويلةٌ تفضي إلى ظلمةٍ
تنفجرُ منها مياهٌ وبساتين
في قلب كلّ بستانٍ امرأةُ تعوي من الشبق

وأصدقاء لا تنقصُهم الخيانةُ
والبولُ على الجثث.
يمكنك أن تستريح من عناء الرحلة
وتقطن فندقاً في مركز المدينة
حيثُ في كلَ صباحٍ تجلسُ على الشرفة
تشربُ القهوة والنبيذ
وترقبُ الأحياء والأموات
حشوداً تسحبُ أمعاءها في الأزقّة
وحروباً يستعرُ لظاها في المخيّلة.
أو ربما لا تفكرُ في شيء
عدا فنجان القهوة المزدحم سطحُه بالكواكب

فهناك دائماً في المدينة أو القرية
أو الثكنة
من يقومُ كلّ صباحٍ
ماضياً في طريقه إلى الهدف،
الخمّاراتُ تفتحُ أبوابها
(ترمقُ النادل ينظفُ الطاولات
في الضوء الخافت للعاهرات)
والموظّفون يحتشدون في الساحات والمكاتب،
وكذلك العمّال
والكهنةُ والغرقى
لا يحتاجون إلى قافلةٍ
أو دليل


يتبع بإذن الله .....






  رد مع اقتباس
/