عرض مشاركة واحدة
قديم 04-08-2011, 11:00 AM رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
سلام الباسل
عضو أكاديمية الفينيق
لأكاديميّة الفينيق للأدب العربي
عضو تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديميّة للابداع والعطاء
عضو تحكيم مسابقات الأكاديمية
فلسطين

الصورة الرمزية سلام الباسل

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


سلام الباسل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: الفينيق يوسف الخطيب يليق به الضوء * سلام الباسل*

قصيدة
في آذان العصر





في أَذانِ العَصْرِ..
كانتْ تنَحَني مَرْكَبَةُ الشَمسِ إلى الوادي،
ويَلتاعُ صَهيلاً فَرَسُ الموتِ المُطَهَّمْ..
أَعطِني نَاراً.. و قِيثاراً..
سَأُهدي الصَّمتَ سِكُّينَ أغانيَّ
وأُلقي شعراءَ التاجِ في قعرِ جَهَنَّمْ !!..
أَعطِني ناراً.. و قِيثاراً..
أُغنُّي الليلَ غِرنَاطيةَ الأشْجانِ..
ولِيذهَبْ بهمْ عَرَّابُ مَدريدَ إلى قعْرِ جَهَنَّمْ!!..
في أَذانِ العَصْرِ..
كانَ الموتُ سَكرانَ ثُمالاتِ الشرايينِ،
وَيُورِي زُرْقَ أَنْيابِ الشياطينِ، و يَنهَمْ..

إنني أُشْهِدُكَ، اللَّهمَّ،
أنَّ الموتَ سَرَّاقٌ يهوديٌ
و يَسْقي مِنْ دَمِ الأَطْفالِ
مَعْجُونَةَ «فُوريم» على كَوْنٍ مُهَدَّمْ..
في أَذانِ العَصْرِ..
كانَت وردَةٌ قدْ سَفَحَتْ أَشذاءَها الريحُ..
و كانَ الغَيْمُ حِنَّاءً على الأُفْقِ، و عَنْدَمْ..
عِنْدَما جِيءَ بِهِ مِنْ ضفةِ النَّهْرِ
على أَذْرُعِ أَتْرابٍ،
وشُقَّتْ حُفرَةٌ، في الحُرجِ، شَرقيَّ المُخَيَّمْ..
في أَذانِ العَصْرِ..
دَلَّى رَأْسَهُ في أَبَدِ الصَمْتِ
سِوى ما حَجَرٍ في قَبْضِ يُمْناهُ..
يقولون.. تَهَجَََّ لَفْظَ «أُمُّي»، و تَكَلَّمْ..
فخُذي أَعْوامَهُ التِسعَةَ في حِجْرِكِ..
رِفْقاً..
أرضِعيهِ لَبَنَ الروحِ، إلى الريُّ،
هنا آخِرُ ما عُصفورُ أَحشائِكِ يُفْطَمْ..
في أَذانِ العَصْرِ..
كان الريحُ زَمَّارَ تَبَاريحَ
يُغَنُّي، في زُرُوعِ السَفْحِ
تَغْريبَةَ أعْشاشِ العَصافِيرِ
عَلى أضْلاعِ قِيثارٍ مُحَطَّمْ..
عِندَما حَفَّ بِهِ غَسَّالَةُ المَوْتتت
على تَشرِيحةٍ مِنْ خَشَبِ البَلِّوطِ
سَحَّتْ غَيمَتا رَنْدٍ.. و كافورٍ..
سخاءَ اللَّهِ.. حَتى يَتَحمَّمْ..
في أَذانِ العَصْرِ..
كانَ الحزنُ صُعلوكاً على قارِعَةِ الدَرْبِ
أتى يَسْأَلُنا زَاداً..
فَبِتْ لَيْلَكَ فيِنا، طارقَ الليلِ المُلَثَّمْ..
هذِهِ الخَمْرُ التي تَشْرَبُ كَنْعانُ
عَتِيقُ الجُرْح من عِيسى..
و قطْرُ الدَمْعِ مِنْ مُقْلَةِ مَريمْ..
في أَذانِ العَصْرِ..
كانت طِفْلَةٌ تَرْكُضُ خَلْفَ النعْشِ
لما لاذَ دُورِيٌّ إلى نَافِذَةِ الكُوخِ، و حَوَّمْ..
ما تُغَنُّي تِلكُمُ الجَوقةُ
في أعلى أراجِيحِ السَماواتِ..
وما الوَردُ الذي يضفرُ رِضوانُ،
وحتى الجِنِّ، والأَفلاكُ.. ماذا تَتَرنَّمْ ؟!..
في أَذانِ العَصْرِ..
لَمَّا سُدَّ بَابُ القَبْرِ.
صَلَّى، في نَسيمِ القِبْلَةِ، السَّرْوُ عليهِ..
وعَبيرُ الزَعتَرِ البَريُّ.. سَلَّمْ..
فأَدِرْ، يا أَيِّها الساقي، عَلينا الكَأْسَ..
لا بأسَ..
أَظنِّ اللَّهَ لَمَّا أَبدَعَ الإِنسانَ
خَلْقاً.. طَيَّ خلْقٍ..
كانَ مِنْ فَرْطِ خَيالٍ، وجَمالٍ، يَتَأَلَّمْ !!..
كانَ مِنْ فَرْطِ خَيالٍ، وجَمالٍ، يَتَأَلَّمْ !!..






  رد مع اقتباس
/