عرض مشاركة واحدة
قديم 14-01-2010, 01:45 PM رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
فرحناز فاضل
عضوة اكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للإبداع و العطاء
اليمن

الصورة الرمزية فرحناز فاضل

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


فرحناز فاضل غير متواجد حالياً


افتراضي رد: من يفتيني في النثر الروائي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بشرى بدر مشاهدة المشاركة

قصيدة النثر تشتبك مع الرواية في كونها عالم بكامله و بسعة مساحتها

الزمنيّة و المكانيّة و مع ذلك لا يمكن القول : هي رواية شعرية أو هي

الشكل الحداثوي للرواية .. لأنّه باختصار لا يمكننا قبول أيّ مصطلح

إلاّ إذا حدّدت هويّته و مقوّماته .. و أنت ترين التخبّط في تحديد ماهيّة

قصيدة النثر و أركانها ..


نعم النثر الروائي الذي قرأت عنه ومنه وفهمته بفهمي المتواضع
هو عالم بحد ذاته ..
تخبّطي وعدم قدرتي على التقييم الصحيح
وأيضاً عدم معرفتي بالأشياء الغث منها والسمين
ذاك لأن ارتباطي بالأدب العربي كدراسة
لمْ يكن إلا خلال المدرسة
وليس مجال تعلّمي
لذلك أدخل في التخبّط والحيرة كثيراً
حتى حين الإطلاع والقراءة

يعني لو بين يدي كتاب في الهندسة البرمجية
أو البرمجة الكائنية أو تحليل نظم وقواعد بيانات
قدرت تقييم الكتاب بعد قراءة بسيطة فيه
هل هو يحمل مادة دسمة أم مجرّد كتاب تجاري

لكن في الأدب أضيع
وأراني بعدما تبنيت دراسة اللغة والأدب منذ أشهر
كاجتهاد ودراسة شخصية .. أتعب كثيراً .....

مثلاً ممّا قرأت وقدرت استخلص في النثر الروائي
ما قد أمثّله في القصيدة التي قرأتها مؤخراً
للأمريكية ai كما تُدعى أو فلورنس أنتوني
في قصيدتها سالومي
والتي لقيتها مترجمة ولمْ استطع الحصول على نسختها باللغة الأصل

سالومي*

أقصّ سويقة القرنفلة الحمراء
وأضعها في حوضِ الماء.
تطفو حيث يطفو رأسُكَ
إذ قمتُ بقطعِها.
ولكن ماذا لو أنني قطّعتُكَ إرباً
انتقاماً لتلك الظهيرات
عندما كنتُ في الخامسة عشرة
ومثل عصفورِة الجنّة
ذُبِحتُ من الوريدِ إلى الوريد بسبب ريشي.
حتى أنّ اسمي كان يوحي بجناحين،
وبقفصٍ مجدولٍ، وبالطيران.
"تعالي، اجلسي في حضني"، قلتَ لي.
شعرتُ بأنني طرتُ إليكَ،
وكنتُ عديمةَ الوزن.
كنتَ في الأربعين، ومتزوجاً.
لم يكن مهماً أنها كانت أمّي.
كانت بمثابة بابٍ يُفتَحُ نحوي.
اندمجَ ثلاثُتنا في ما يشبه الخَدَر
ملفوحين بعبير المسك، مسك أيام الآحاد.
ثمة تعرّقٌ وحلاوةٌ.
تلك الخوخة المجفّفة، وطعمُ عرقِ السّوس
عائداً أبداً إلى لساني
حيث لسانُكَ قبالة أسناني
ما يلبثُ أن يلامسَ لساني. كم من المرّات؟
رحتُ أحصي، لكنني لم أستطع أبداً أن أتذكّر.
وعندما ظننتُ بأننا سنستمرّ هكذا إلى الأبد،
وأن لا شيء سيقفُ في طريقِنا
ونحن نهربُ، بلا نهاية، من الوعي،
أتت الأوامرُ. حربٌ في الشمال.
سيفُكَ، والرتبةُ الذهبيةُ على كتفِكَ،
سترتُكَ العسكريةُ ذات الألوان الزاهية،
كما لا يشبهُ الحربَ، كما ظننتُ.
وجوادكَ! كيف امتطيتَهُ وخرجتَ من البوابة.
لا، بل كيف رقصَ ذلك الجوادُ تحتَك
على صوتِ نيرانِ المدافع.
كان بمقدوري أن أسمعَها على بُعدِ فراسخ قليلة.
كنتُ أراكَ تهوي، وجهُكَ قرمزيٌ،
والجوادُ يرقصُ بدونكَ.
وفي اللحظةِ ذاتِها
تنهّدت أمّي، واتجهت، متعثّرةً، إلى الأرجوحة،
حيث النبيذُ في الكأس ذات العنق النحيل
انسكبَ فوق العشب،
وشعرتُ أنني أتحوّلُ إلى لوحٍ خشبي بلون البراندي،
وصار جلدي آلافَ الأوتارِ المشدودةِ بقوّة
حتى إنني عندما مشيتُ إلى البيتِ
كنتُ أسمعُ الموسيقى
تتقافز خلفي
مثل شلالٍ من الحرير الصيني.
سحبتُ رسالتكَ من بين نهدي.
"سالومي"، سمعتُ صوتكَ يهمسُ،
"أيتها العصفورةُ الصغيرةُ، طِيري".لكنني لم أفعل.
فككتُ الشرائطَ الليلكيةَ عن نهديّ
وارتميتُ فوق سريركَ.
بعدها بقليلٍ، سمعتُ خطوات أمي تقتربُ،
ورأيتُها تقتربُ من النافذة.
أطبقتُ عيناي،
وعندما فتحتُهما
مرّ ظلّ سيفٍ عبر حنجرتي،
وأمّي، المرتدية زيّ جنديّ،
انحنَت، وقبّلتني على شفتيّ.

"سالومي أميرة يهودية من القرن الأول الميلادي، طالبت برأس يوحنا المعمدان مقابل تأديتها لرقصةٍ أمام الملك هيرود. في الكتاب المقدس (متى 14 ـ 6) سردٌ لقصتها، لكنها لا تُذكَر بالاسم".


الوصف والتصوير فاق الحكائية
وقد تمّا بلغة روائية تروى
على لسان سالومي
كشخصية موجودة
داخل إطار المشهد
أو المشاهد المتداخلة
أو الصورة المرسومة

ما زال للمتابعة من متسع لكن
في رد تالي

تحيّة وتقدير

......






كم إنّني .. رمــــــــــــــادٌ
أتناااااااااااااااثر صمتاً
  رد مع اقتباس
/