هناك في أقصى السكون
الليل أسود
إلا من ضياء طيفكِ
أو بصيص منه
والنجمات هنالك ,, ترنو
إليَّ من البعيد
في أفق هو ليس لي
وانحدارات الضباب ,,
كثيف
يكاد يطغى على المسافات
بيننا
أقف ,,, أتسمع
حثيث مجيئكِ
في موكب مهيب
وليس من مُستقبِلٍ لكِ
غير ثورة من جنون
وعلى ذاك الجنون أخذت
أترنم به
وكأن العمر قد بدا
بين قوسيّ تلك اللحظات
,,,
واستشعرت اقترابكِ ,, قليلاً
فانخلع الفؤاد
وكلما زاد الشعور بقرب
موعدكِ ,, زاد الجنون
وثار من فوهته
أتُراه ,, عشق الخيال
بجنونه ,,,!
أم هو ,, عشق الجنون
بخياله ,,,!
أو ربما ,, خيال الجنون
بعشقي انا ,,!
,,,,,
وتلك أمامي محاولات للعقل
يقنعني أن خيالي المجنون
ورغم أني في بستان
من نجمات يَنثُرن عبيرهن
إلا أنني لا أثق
بغير نكهتكِ ,, أنتِ
فقد بلغ مدى الجنون بي
أني ممسك بجمرة حبك
تحرق كفيَّ
وأنا أضحك
وطالني ذلك أن بلغ بي
جنونكِ طغياناً
قد عصف برجولتي
,,,
أيتها المرأة التي
تغنيت بها ,, هوساً
لا تعيري إليّ التفاتاً
,, إن شئتِ ,,
فربما ما كنتُ لكِ
إلا عابر سبيل ,, أو
طيف قد ضلَّ الطريق
ولكنكِ أنتِ ,,
أغنية أنشدها على
وسادتي ,, فألمحكِ فيها
وأنتِ لي ,, موت
قد أحيا به ,,
محاولاً كشف ألغاز ورودكِ
التي لا تكف عن النمو
صيفاً ,, بارداً
وشتاءً ,, دافئاً
,,,
أعشقكِ يا امرأة
قد قهرت كل الحضارات
وتهشم فوق جبينها
جنون القصائد ,, وانطفأ
في وجنتيها ,,
شهب الحروف
وتتوالد الهمسات ,,
منقِحةً
بعضها بلقاح
يرشح من مسامات
تلك الليالي التي
أصابني جنون في خيالكِ
بي ,, وجنوني بكِ
في الخيال
فدعيني أحبكِ
أفتن بكِ
دعيني أعبر بك
وبجنوني كل العصور
وأجتاز فيك سنوات
حرماني
وعجزي
يحيى مراد