۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)
عرض مشاركة واحدة
قديم 26-04-2018, 11:30 PM رقم المشاركة : 18
معلومات العضو
ياسر أبو سويلم الحرزني
عضو أكاديمية الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الأردن

الصورة الرمزية ياسر أبو سويلم الحرزني

افتراضي رد: روايتي الساخرة ( فردة حذائي الضائعة)

كنت محظوظاً بما يكفي اليوم لأحظى بشرف ومتعة قراءة هذه التحفة الأدبيّة/الفنيّة.
وكي أكون أكثر تحديداً وصدقاً ، فقد قرأت الجزء الأوّل فقط ، قرأته ثلاث مرّات.
قرأت الجزء الأوّل ثلاث مرات ، وأنا على يقين بأنّي لو قرأته عشر مرّات لكانت حصيلة أرباحي عشر دهشات ، قياساً على الثلاث دهشات الّتي حظيت بها اليوم.
لماذا لم أقرأ باقي الأجزاء ؟ ، لأنّي حاولت تجنّب تكرار الخطأ الفادح الّذي ارتكبته كثيراً في الماضي حين قرأت روايات : زوربا/وداعاً للسلاح/الحبّ في زمن الكوليرا/لمن تقرع الأجراس ، وغيرها ، إذ أّنّني كنت أقرأ ما يقع تحت يدي منها دفعة واحدة ، ولا أتركها حتّى أنتهي منها ، ولم يدر بخلدي حينها أن أمارس فن إدارة المتعة والدهشة واستدامتهما.
ولأنّ مثل هذا السرد الرائع والحقيقيّ من النادر أن أحظى به كثيراً ، لذلك قررت بعد الإنتهاء من الجزء الأوّل أن أعيد قراءته كثيراً ، وألا أتسرّع بقراءة بقيّة الإجزاء كمحاولة لاستدامة متعة القراءة.

هذا سرد حقيقيّ.
هذا سرد ساحر.
هذا سرد تعدّى حدود السرد والرواية ليمارس تأريخاً للحدث /الأحداث والّتي ستشكل ذاكرة المكان والإنسان ، ويمنح اللحظة (على اختلاف زمن ديمومتها طالت أو قصرت) صفّة الإستعصاء على النسيان ، ويجعلها تبدو إمّا كشامة أو ندبة في وجه العروس / المدينة / الوطن / الذاكرة / الإنسان الجامع أو المختصر المفيد لكل من عايش هذه الأحداث / الزمن / حصيلة النتاج الأدبي لهذه المرحلة ، قلت شامة أو ندبة كما لو أردت أن أقول ضحك أو بكاء لأنّي ضحكت ودمعت عيني وأنا أقرأ الجزء الأول واقتنعت أنّ الضحك والبكاء وجهان لعملة واحدة (شعور الإنسان)، وكيف استطاعت الكاتبة أن تستضحك المحن بسردها الساخر/الساحر ، وأن تقول المأساة.

ولأنّ المكتوب يقرأ من عنوانه ، فإنّي على يقين بأنّ باقي الأجزاء لن تقلّ روعة عن جزئها الأوّل.

فردة حذاء/ نصف عاقل / نصف حنون / أدرينالين / محاولة إنصاف الصراصير والطيّار / الكاتبة حين كانت تبرد / نظرة الطلّاب وثقتهم بمعلّمتهم / الزهرة الصفراء الشاحبة / الزوج (اللي ماخذ على خاطرة) في الوقت غير المناسب / درس الفيزياء ..... وغيرها الكثير من التفاصيل شكّلت بنك المعرفة الحيّاتيّة (إن جاز التعبير) ورصيد التجربة المختزنين في الذاكرة والّذين لم يخذلا الكاتبة وهي تمارس هذا السرد.

يبدو بأنّي ثرثرت كثيراً (مع كرهي الشديد للثرثرة) ، ولكنّني أحببت أن أنصف هذا السرد الرائع ، وأحببت أن أشكر أستاذتنا المبدعة الشاعرة والروائيّة ثناء حاج صالح لما قدمته من نص ساحر أمتعني وأدهشني كثيراً.

شكراً جزيلاً أستاذتنا ثناء.

تحيّاتي واحترامي
وتعظيم سلام


(والمعذرة إن كان هناك أخطاء نحويّة أو إملائيّة)



أقترح وضع نسخة في قسم السرد.






  رد مع اقتباس
/