27-02-2015, 05:56 PM
|
رقم المشاركة : 12
|
معلومات
العضو |
|
إحصائية
العضو |
|
آخر
مواضيعي |
|
|
رد: ظِلُّ و جِنِّيَّةَ
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بدر الحبسي
ظِلُّ و جِنِّيَّةَ
*
*
*
بَيْنَ جُدْرَان الْبَيْتِ، تَسْكُنُ،
جنيةً حَسْنَاءُ،
يَسِيلُ شَعْرُهَا، كَجَدْوَلِ مَاءٍ رَقْراقٍ،
بَيْنَ تَشَقُّقَاتِ جِدارٍ،
تَعْلُوهُ نَافِذَةٌ وموقدُ نَارٍ تَشْتَعِلُ،
تُضْفِي عَلَى الْمَكَانِ بَعْضَ الدِفء،
فِي لَيْلَةٍ شَتْوِيَّةٍ،
وَصوّت مُوَاءِ قطةِ حَسْنَاءَ, بَيْضاءَ الْفَرْوِ، حَوْرَاءَ الْعَيْنِ،
فِي زاوِيَةِ بَعيدَةٍ، آخِرً الْبَيْت،
تَنْتَظِرُ وَمِيضَ الْفَجْرِ وإشراقةَ شَمْسِ يَوْمٍٍ آخرَ،
يَرْتَفِعُ صَرِيرُ الْبَابِ، فَجْأَةٌ،
تَنْظُرُ الجِنية نَحْوَ الْبَابِ، بِلَهفَةٍ من ينتظر من طَالَ غِيْابُهُ،
والشوقُ يَمْلَأُ عَيّنيهَا،
تَدَحْرَجْت دَمْعَتَان سَاخِنَتَان عَلَى خَدّيهَا،
كَانَتْ الرّيحَ تَعْبَر، من الْبَابِ،
فَاِنْطَلَقْت مُسْرِعَةً نَاحِيَة النَّافِذَةِ الْخَشَبِيَّةَِ،
أَطلَّتْ مِنْهَا إِلَى أرْضِ الْحَديقَةِ،
ثَمَّةَ ظِلُّ،
كَانَ يُسْنِدُ ظُهْرَهُ عَلَى جِذْعِ شَجِرَةِ صَفْصَافٍ عَتِيقَةٍ يَابِسَةٍ،
تَتَوَسَّطُ الْحَديقَةَ،
يَرْمِي بِبَصَرِهِ نَاحِيَةِ نَافِذَةِ الْبَيْتِ الْخَشَبِيَّةَ،
حَيْثُ تَقَفُ الْجِنِّيَّةَُ،
وَبَقايا الدُّموعِِِ مَا زَالَتْ تَسْتَوْطِنُ عَيِّنِيهَا،
حَاوَلْتْ أن تَهْمِس لَهُ،
لَكِنَّ الْوَقْتَ لَمْ يُسْعِفها،
فَقَدْ رحَلَ بَعيداً وَتَركَ عَصَافِير الليلِ نَائِمَةٍ عَلَى أغصان الشَّجِرَةِ الْيَابِسَة،
وَضَوْءُ الْقَمَرِ ينسابُ خَجِلَا دَاخِل أركان الْبَيْتِ،
أَسندْت رَأْسَهَا، عَلَى كتفِهَا الْأَيْمُنِ،
بَعْدَ أَنَّ جَلَسْت فَوْقَ مِقْعَدِ خَشَبٍ أَمَامَ الْمُوقِدِ،
وَنَامَتْ،
وَالدُّموعُ مَا زَالَتْ عالِقَةً بِعَيْنِيهَا،
تَبْحَثُ عَنْ حُلُمٍ ابْيَضَ،
قَيَّلَ لَهَا: إنْهَ مَاتَ فِي لَيْلَةِ عِيدٍ شَتْوِيَّةٌ...!!
|
الفاضل بدر الحبسي..
نص أخذنا على جناح الخيال الى حيث تقف تلك الجنية..ببراعة نقلتنا الى مكان الحدث لأنك أجدت توصيف المكان..
هل هو الانتظار الذي يأتي بالفراغ؟؟؟ انتظار لا ينتهي لمن ذهب ولم يعد..
هكذا قرأت النص...انتظار وأمل لم يمت رغم طول الغياب..
إسلوبك بديع ..أسجل إعجابي بما قرأت..
مودتي وتقديري،
سلوى حماد
|
|
|