۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - في مدينة الضّباب
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-11-2018, 05:37 AM رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
زياد السعودي
الإدارة العليا
مدير عام دار العنقاء للنشر والتوزيع
رئيس التجمع العربي للأدب والإبداع
عضو اتحاد الكتاب العرب
عضو رابطة الكتاب الاردنيين
عضو الهيئة التاسيسية للمنظمة العربية للاعلام الثقافي الالكتروني
الاردن

الصورة الرمزية زياد السعودي

افتراضي رد: في مدينة الضّباب

(الحلم من عشّ الّليل)

لأن الليل
مستودع الأحلام
كان لا بد ان تنزاح الشاعرة الجهاد
نحو الحلم بمدلول عشّ الّليل
لتحقن الاستهلال بمنسوب دهشة

(ضاعت الأمنية بين شقوق الغمام..
بينما هو يصارع المطر)


ومن العش
تنطلق بنا الشاعرة
نحو صورة تمزج السماء بالارض
بدلالة الغمام / المطر

(أكمام الغياب / كفّ النّسيان)

تنتقل بنا الشاعرة الى صورة حسية
بدلالة موادها أكمام / كف

(الضّباب المتراكم في عيون الشمس)

أنسنت الجهاد الشمس
من خلال استعارة مكنية
شدّت من أزر البديع في النص

(وقد أضاع صوته الغثاء..ونسيَ طقوس الدّفاع
وهو بين الرّجاء والهجاء..
بحرها ينفث أمواجه في جسدي دمعاً..)


تتابعات "جرسية"
موسقت السياق وفرضت ايقاعها


(وحدي ألوك المسافات من مزامير الصّمت في أزقّتها الخالية..
وأنا أمتصّ منها لهيب الشّكوى بشوك اليتم والذّكرى.)


بدأت بـ كنّا.. ونرسمه ..يباغتنا ..تبحث وجوهنا
كضمائر جمعية
لتعود الى الذات من خلال توجع وجداني
ينسحب على الضمير الجمعي أيضا بالنتيجة

(فهل تعود لحبيبتي يد الحدثان تعاقر صفائح الدّجى من رئة الّليل..
وتحتطب من ذاكرة النهار نور الشّمس؟!
كي تمسح عنها ما علق من ألسنة الزّمن الهارب..
من زغب الطّين وشحوب الجهات)


أطلقت العبارات الشاعرية المنفلتة
لحصد المعنى المُراد
من خلال أسلوب استفهام
قفز الى التمني كمعنى بلاغي

(أَأَبيع المدينة أجراساً تقرعها الأعداء؟!
أم أشتري الثّريّا فلا تجد من تُخرس بها الأفواه السّوداء؟!
أم أعتكف عند أقدام الرّصاص صلاةً.....؟!)


كثفت الشاعرة اسلوب الاستفهام
بجرس الهمزة المسبوقة بالألف
لتحمله استنكارا ايقاعيا مُعلَنا

(فحبيبتي قدسيّةٌ ..
قلبها يُضخُّ من السّماء..
عناقها نورٌ
وقبلاتها ضياء
ضفائرها ياقوت وجبينها الإسراء والمعراج
قلبها جمرٌ يحترق عليه كلّ الأعداء
قامتها لا تنحني
جذورها عذراء
وفرعها ثابتٌ ورأسها في السّماء)


ويأتي التقرير مشفوعا بالفاء
لتغدق الجهاد على النص
بايقاعات سالفة الجرس

(فتهيّئي ... وتهيّئي )

وتختم البدران نصها بتباشير الواثق
من خلال نسق تكراري
متسق مع حيثيات المقاومة
التي تحمل شرعية التباشير


حركت البدران أدواتها
في السهل الممتنع من الكلام
وأثرتنا بنص وطني يحمل الوجع العربي العام
وجع فلسطين
وجع قضايا الأمة العربية

اتمنى قبول هذه المجالسة
وكل التقدير للجهاد






  رد مع اقتباس
/