۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - بيت شاعرين " في الظلمات"
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-07-2019, 03:50 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
احمد المعطي
عضو أكاديمية الفينيق
عضو تجمع أدباء الرسالة
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
الاردن
افتراضي بيت شاعرين " في الظلمات"

كتب لي اخي وصديقي الشاعر الكبير صبحي ياسين هذه القصيدة عنوَنَها

"في الظلمات"


كادَ القريضُ بمهجتي أنْ ينطقا
...................................لمَّا مَدَدْتَ إليَّ غصنا مورقا
غنّى الفؤادُ لِمَا عَزفتَ مُغرِّدا
.................................وشدا هَزارا في رُباك وصفَّقا
يا - أحمد المعطي - أتيتكَ حاملا
...................................ورْدا وفلّا مِنْ هناكَ وزنبَقا
يا طيِّبَ الأشعارِ قلبي مُشفقٌ
..............................وَيكادُ مِنْ فرْطِ الجوى أنْ يُحْرَقا
وطني على مَرْمى الأحبَّةِ يكتوي
..................................والقيدُ أدمى مِعْصَمَيه ومَزَّقا
أبْعَدتني يا دهرُ عن بيتي الذي
...............................أمسى على ذكرى شبابي مُغلقا
أنا لا ألومُ رصاصةً ثقبتْ يدي
...................................لكنْ ألومُ مَن اسْتفزَّ وأطلقا
السيفُ سافرَ في دَمي مُتوهِّجا
..................................والليلُ قطّبَ حاجبيْه وأطبَقا
لا – لن يَهونَ الودُّ بين أحبةٍ
.............................فالقلبُ أقسمَ أنْ يصونَ ويَصْدُقا
وطني قرأتكَ صخرةً مِنْ صخرةٍ
.............................فعلامَ دمعُكَ مِنْ عيونكَ أشرَقا!!!
ستونَ عاما والذئابُ تعضني
............................والحلمُ يغفو فوق صدري مُرْهقا
ليبيضَ فوق رُؤوسِنا سلطاننا
.................................ويبولَ في أفواهنا إنْ أشفقا
ناديتُ في الظلمات: ربّي إنني
..................................نونٌ رَماهُ الأقربون فأُغرِقا
ما كنتُ أحسبُ أنْ تباعَ كرامةٌ
.............................في بيت مَنْ شربَ الإباءَ مُعَتقا
لكنما الأيامُ ولّتْ خاويا
..............................وَمشتْ تتوِّجُ رغم أنفي أخرَقا
يا قدسُ لا تبكي حماقةَ تافهٍ
.................................نحن انتخبْنا للمُرادِ الأحمَقا
كيف الوصولُ إلى ضِفافِ المُشتهى
.................................والعهرُ بات مُغرِّباً ومُشرِّقاً
يا ربّ كيف نرى نجومَكَ في السَّما
.................................وذئابُنا تطأُ الرقابَ لتسحَقا
يا ربّ ليس لنا سواك مُخلِّصا
...............................حتى نرى قمرَ المَحبةِ مُشرقا

وكان هذا ردي على قصيدته

الحرْفُ تخنقهُ المَرارَةُ في فمي
............................ويَكادُ يشْهقُ حينَ تبزُغُ مشرقا
يا صاحبَ القلب النبيل مَلكتني
.............................بصفاء نبْضكَ والكياسة والنَّقا
"صبْحي" أخا جرْحي ونبْضُكَ في دَمي
...............................يجري وينزفُ حارقاً مُتدفقا
بيني وبينكَ والإخاءُ طريقنا
................................نورُ المَحبّةِ بالصراط تعلّقا
"ياسينُ" تعجزُ أحرُفي فَتَعُقُّني
....................... والحرْفُ يوشكُ أنْ يغيض ويغرَقا
ما كانَ يوسفُ في غيابة جبِّه
...............................يدري ويونسَ حوتُه مُتَرَفِّقا
كتبَ الإلهُ وهذه أقدارُه
........................تجري على وطني تَطالُ المَشرِقا
قدَرُ التُّرابِ بأنْ نَراهُ مُكبّلا
........................ونرى الخؤونَ على الفدافد مُطبٍِقا
في القدس تنتشر الضباعُ كأنها
..........................أسْدٌ تصولُ فكيفَ يصبحُ منطِقا
هذا الذي يجري وتلكَ أسودُنا
..............................خلف الحدود كأنها لنْ تُخلَقا
وهناكَ في أرض المَفاخرِ عُصْبَةٌ
...........................تأبى الحصارَ وَبابُهُ لنْ يُصْفَقا
ستَظلُّ رغمَ النّابِ ترْفعُ رايَةً
................................وتمُدُّ حَبْلاً بالسَّماءِ مُعلَّقا
بُشْراكَ هذا الليلُ في ظلماتِه
..........................صبحٌ يُطلُّ على الفَدافِد مُشْرِقا
يأتي وفي أضوائِه حُرّيّةٌ
..............................أكسيرُها ماءُ الحَياةِ مُعتّقا
في القدس أغنية الكرامَة لحنُها
........................صدْحُ البلابل في الفَضاءِ مُحلّقا
تعلو على أسوارِها صلواتِهِ
.............................وأذانُهُ يغزو القلوبَ مُعانِقا
اللهُ أكبرُ في المَدى أصداؤُها
.......................تنمو وتزْهرُ في الرِّحابِ شَقائِقا






  رد مع اقتباس
/