عرض مشاركة واحدة
قديم 18-11-2014, 05:19 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
مباركة بشير أحمد
عضو أكاديميّة الفينيق
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
رابطة الفينيق / أوراس
الجزائر

الصورة الرمزية مباركة بشير أحمد

إحصائية العضو








آخر مواضيعي


مباركة بشير أحمد غير متواجد حالياً


افتراضي هل العيب في الكاتب أم المُتلقي ؟؟ / مباركة بشير أحمد

هل العيب في الكاتب أم المُتلقي ؟؟
..............
حينما تتحسس أنامله القلم لمّا تضطرم الأفكار، ويشتد عويل الإبداع بداخله ، فلا خلاص للكاتب سوى الورقة يلقي على صهوة بياضها بثقل أحاسيسه، ومشاعره المتأججة بساحة العقل الباطن،وكذا ما يجوب في ذاكرته من صور وخيالات محفوفة برصيد لغوي ثري به يسهل أن يطوق الكلمات بأسلوب راق ،يكتنف بين ثناياه روعة السبك ومغنطيس جذب لذائقة القراء، وهذا بدوره يتطلب الموهبة الحقيقية لا المزيفة، والإطلاع الواسع على الثقافات الإنسانية ،وكذا الإنغماس في غمرة المجتمع، واقتناص مشاكله وإحاطتها بإطار فني تحت مجهر السرد القصصي ،أو الأدبي بصفة عامة . وهنا يلج بنا التفكير إلى فيافي التساؤل عن السر الذي يجبر الكاتب إلى أن يلقي بنفسه في جحيم الكتابة ،والغوص قسرا في بحار المتاعب ثم مالذي سيستخلصه من نتائج ؟
هي الموهبة المندسة في أعماقه والجارية مجرى الروح في دمائه ، والمتسللة عبر الشرايين، وحدها من يزرعه نخلة شامخة ذات رطب وظلال في زمن الجدب وكلماته ماء رقراقا تنتعش لإنسكاباته الأنفس وتلذ لعذوبته القلوب.
ولكن فرضا لو الكاتب بعد أن يرفع لافتات الإتمام لقصة ما ،أو رواية هدّت مضجعه، وسرقت من عمره على إيقاعات عقارب الزمن أياما وشهورا..وبعد ذلك يفاجأ أن القارئ لم يتمكن من تحليل شيفرة الرسالة، وتأرجحت به طيوف التعقيد ما بين مزالق ومنعطفات رمادية أين سيجثم على صخرة الحيرة دون حراك، واتخاذ أي قرار، بل وربما الشعور بالإمتعاض ...فهل العيب هنا يكمن في مسالك خاطئة شيد تها مخيلة الكاتب وممرات ضبابية للأفكار، أم في القارئ ،والذي غالبا مايكون مدركا ومتمكنا من فهم صنوف الكتابات؟

أعتقد أن سبب اضمحلال الكلمات في دجنة السراب دون بلوغ الهدف المنشود وهو "الإمتاع الوجداني والفكري وكذا تثقيف القارئ وجعله ملما بأحداث مجتمعه ،وبالتالي المساهمة في تطويره سلوكيا وحضاريا"،يعود وبكل وضوح إلى الكاتب نفسه، وهذا دليل فشل في التحكم بزمام الأمور، ربما نتاج صراعات نفسية أو نقص في ثقافة هذا الأخير وعدم استطاعته بلوغ قمة التفكير التنويري ،ومعاينة مشاكل المجتمع سواء أمن قريب أوبعيد.

أي نعم للكاتب أن يكتب وفق ما تمليه عليه قريحته بحيث أن الأفكار في لحظات انبعاثها تشبه السيل الفجائي المنهمر الذي لامناص من استرداده وتهذيبه في لحظات الإلهام الثمينة ، لكن ما هو ذنب المتلقي لكي يبتلى بمعان أو رموز يتعسر على فكره العادي أن يبتلع مقاصدها، وقد غلّفت بثوب الغموض؟

إن دور الكاتب الحقيقي ، هو الإسهام في بناء المجتمع ، ونشر الوعي بين أفراده بطريقة إبداعية، ولغة جذابة ممتعة تأسر النفوس وتدفع القارئ إلى طلب المزيد من القراءات، والبحث المتواصل عن جديد ا لإصدارت.أي أن انزواء الكاتب في برجه العاجي، والكتابة فقط لإستعراض العضلات الفكرية ،سيقطع حبل التواصل بينه وبين القارئ، وبالتالي تهميش ماتجود به قريحته ،من إبداعات ،والتي سيكون مآلها في رفوف المكتبات.
يتبع






  رد مع اقتباس
/