۩ أكاديمية الفينيق ۩ - عرض مشاركة واحدة - ذلكـــ أبي ــــ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 21-11-2017, 07:23 PM رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
خديجه عبدالله
عضوة أكاديمية الفينيق للأدب العربي
عضوة تجمع أدباء الرسالة
تحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
إحصائية العضو







آخر مواضيعي

خديجه عبدالله غير متواجد حالياً


افتراضي ذلكـــ أبي ــــ !

ذلكـــ أبي ــــ !

غيب الموت أ م محمود وهو مازال طفل رضيع .نشأ في كنف الأب وزوجته , طاف به اليتم صغيرًا وتناول من كأسه المرار.
تربى في بيت تكتنفه المشاكل على يد زوجة الأب.-امرأة سيئة الطباع- كان هدفها ذلك الطفل وكيف تتخلص من وجوده بينهم .؟ يتملكها الشركلما رأت محمود منكباً علي الدراسة فتشهر الباطل في وجه الحق .وتسلم نفسها لشيطان الغضب .!ليتحكم بتصرفاتها,تصربعناد علي أن يقوم محمود بخدمتها وتلبية طلباتها والقيام بتنظيف البيت وإلا الضرب حليفه, والتوعد بحرمانه من مواصلة دراسته إن لم ينفذ طلباتها..! فكان يصغي الطفل الصغير لأوامرها خوفاً من العقاب, وعند اِنشغاله وتجاهل طلبها .يكون الرد على ذلك ضربه وربطه, ليقضي محمود ليلهُ أسير القيود, يغلبها سلطان النوم فتوكل أمرها له ولم تأبه للأمر..


انتظرت ابنتها شقيقه محمود نوم الأم بعد رؤيتها ذلك المنظر- بتخليص محمود من ذلك القيد, قرر الابن الهرب من البيت بعد أن جمع كُتبه وظل هائما على وجهه لايدري أين تسوقه خطواته وتتوقف به أقداره. باكيا في إحدى الزوايا التي يظللها شبح الليل وحُلكته.؟!


في تلك الأثناء رآهُ رجل مُسن سائلاً: مابك يابني..؟ ولماذا تمكث في هذا المكان لوحدك في وقت مُتاخر من الليل. أأنت ضائع .؟ وأصر الرجل على أخذ محمود معه بعد أن علم بقصته..
كان هاجس التعليم يشغل محمود ولم تثنه ظروفه من تأدية امتحان آخر مادة له..
في يوم صباحي جديد: أخذت تلك المرأة تجول ببصرها في ساحة المنزل بعد أن نفضت سُحب النوم من فوق أهدابها. مُنادية محمود لإحضار الإفطار صارخة لم لا ترد علي ايها الشقي..؟, محدثة نفسها لقد تذكرت لم أحل وثاقك بعد. وعندما همت لتخليصه من القيد لم تجده..؟!


جن جنونها استدعت أبنائها ,أين ذهب هذا الداهية..؟ ومن منكم حل وثاقه.؟ هيا أجيبُوا. بعد إنكار من الجميع وإصرار منها.. اعترفت ابنتها بـ أنها هي من ساعدته ليهرب من أوامرها وسلطتها, حينها صبت جام غضبها على ابنتها ونعتتها بالغبية الجاحدة..! ولم تفلت من عقابها..؟! وإذا بالباب يُطرق كانت المفاجأة عودة أبو محمود: مستهل بحديثه- مرحباً أم محمود -أحب أن أناديك بأم محمود لأنه الكبير وهو مثل ابنك تماما. ولكن أين هو ..؟ لِم ليس مع اخوته..؟


بلا شك محمود ابني معللة بعد أن رحبت تلك المرأة المدعية الأمومة بعودة أبو محمود. ,يعود الأب لذات السؤال أين محمود ألم يعد من المدرسة كبقية إخوته .. ؟!
مابكِ ياأم محمود لاتُجيبين .. ؟!
وأنتم يا أولاد أين محمود.. ؟ قد أحضرت لكم جميعاً هدايا وأريد توزعها بينكم ..
البنت أبي محمود ترك البيت ولانعرف أين ذهب .. ؟
الأب ماذا .. ؟
أين ذهب .. ؟
ولماذا ترك البيت.. ؟
مابك ياامرأة .مابهِ محمود.. ؟
الزوجة لاأعرف ماذا أقول لك... ؟
إنما.....
الأب إنما ماذا.. ؟


الزوجة محمود لايصغي لكلامي فقد أمرته أن يراجع دروسه وغضب وترك البيت. وأنا لايرضيني أن يضيع مستقبل أحد أبنائي.!
صُعق الأب لذلك الخبر.وبحث كثيراً عن ابنه دون جدوى, إلى أن أُصيب بحالة اكتئاب ألزمته المنزل....
بينما ذلك الرجل الغريب وهوالذي لم يكن له يوما عائلة ولا أولاد ,لم يألُ جُهداُ مع محمود ورعايته إلى أن أكمل تعليمه وأصبح طبيبا لامعا..


مرت السنوات وتزوج أبناء أبو محمود. ومحمود: بقي مفقوداً.
ليعود ماصنعتهُ تلك المرأة حاضرًا تصقله مرآة الزمن أمامها, حين تذوي زهرة الشباب, ويتسكع مابقي من عمر على خطوط الشيخوخة.
تصاب بمرض عضال تدخل على أثره المشفى عندما لم تجد من يهتم بها داخل المنزل .؟
ضاق بها الزوج وبمشاكلها, في حين يتحجج ابنها لشقيقته من ضيق منزله ووقته لايسمح له برعايتها والاهتمام بها..! وأخيك الآخر كما تعلمين يحب حياة السفر والترحال..


فأنت ابنتها وأحق برعايتها والاهتمام بها. أو نقلها إلى المشفى.! ومكثت مع ابنتها بعض الوقت إلا أن زوج ابنتها يرفض وجودها بشدة. ويطلب من زوجته إخراجها ..وهناك بين زوايا المشفى كانت إقامتها الدائمة...
يحضر الطبيب محمود: في جولة بين المرضى ككل يوم ويفاجأ بتلك المرأة في حال يُرثى لها. بينما تاخُذه مرايا الزمن البعيدة لتلك الذكريات .تسبقه دموعه وحب رحل مع أم حقيقية. لم يعشهُ إلا سطورًا بين صفحات الكتب. ولم يجدهُ عند تلك المرأة المدعية الأمومة.! وماكانت تعمل معه . ؟


وقف بُرهة مشدوهاً مستجمعا قوله تعالى: (ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم.)
قائلاً: أنت زوجة أبي.؟
ماالذي أصابك بعد هذا العمر.؟
المرأة من أنت.؟
محمود: ابنك ألا تذكرين ,من كنت تشدين وثاقه وربطه وحرمانه من كل شيء وتكذبين على والدي بتلفيق التهم لي.....؟!
المرأة عجيب أنت تذكرني بمحمود وما كنت أفعل معه. ولكن محمود خرج ولم يعد ..ربما ضاع أومات....؟!
محمود :لا...يا..... محمود: لم يمت لأن مازال في الدنيا أُناس خيرين..؟
أنا محمود: الذي أقف أمامك لم أته –ولم أمت- إنما أنت ماذا فعلت بك الدنيا وأعمالك الشريرة ....؟!
المرأة.: محمود: لاأصدق ما أرى أين اِختفيت كل هذه السنوات ..؟
وماذافعلت بك الأيام..؟
هل أصبحت طبيبا وستقوم على علاجي وأنا التي اعتبرتك عدوي عندما كنت صغيرًا ولم أرعاكَ كما طلب مني والدك....؟!


محمود :أنا هو وسأتولى الإشراف على علاجك بحكم مهنتي لكن أين أبي وماذا حل به....؟
المرأة: أبوك أُصيب بحالة نفسية حين بحث عنك كثيراً ولم يعثر عليك اذهب إليه يا ولدي فهو يمكث بالمنزل وحيداً فربما عندما يراك يزول مايعاني منه....؟!
وينظر أبو محمود إلى ابنه وهو يقف عند رأسه مُتسائلا- من أنت وكيف دخلت هنا.؟
أنا محمود :يا أبي قد عُدت إليك بعدما علمت ما أنت فيه. ولست ذلك الطفل التي كانت تضربه زوجة الأب, بل كبرت كما ترى وأصبحت طبيباً.


الأب ينظر لابنه مندهشاً متحسراً على تلك الأيام الضائعة من عمره ,غير معقول أنت محمود الذي فقدته وضاعت صحتي من بعده..؟ وهل أصبحت طبيا.؟ وكيف وأنا الذي ظننت انك رحلت من دُنيتنا....؟!
محمود :لايهم هذا الآن المهم صحتك فهيا معي للمشفى لعمل بعض الفحوصات ويصر والد محمود :أن يقص عليه ابنه ماحل به منذ أن غادر المنزل.....


أبو محمود :كل هذا حدث لك علي يدهذه المرأة الماكرة الشريرة التي كانت تدعي الطيبة أمامي وأنا الذي وضعتك أمانة لديها. لولا ماهي به لانتقمت لك ولكن عذاب ربك واقع. وأتاها ما تستحقه........ ؟!
ورفض والد محمود الذهاب إلى المشفى بعد أن سمع قصة ابنه على أن يزور ذلك الرجل الطيب .الذي اهتم بمحمود, طالباً أخذه إليه فخذني له يا بني كي أشكره فهو والدك الحقيقي ولست أنا من كنت مهتماً بأسفاري وغيابي عن رعايتكم أنت وبقية إخوتك فلن أؤجل شيئا بعد اليوم....؟!


ويشكر أبو محمود: الرجل الطيب :على صنيعه طوال هذه السنوات وماقدمه لمحمود من اهتمام ,في حين كان غائبا هوعن مسئولياته.
الرجل الطيب :أنا لم أفعل مع محمود سوى واجب الأبوة, ومحمود :ابني مثل ماهو ابنك.وأنا أيامي قلية في هذه الدنيا وهو أحق بالحياة مني, وبما أن محمود أصبح رجلا فأنا أضع كل ما امتلك باسمه وأشُهدك على ذلك, رفض أبو محمود عطاء الرجل الطيب, كون محمود ابنك الذي اعتنيت به -وذلك يكفي- أيها الرجل الطيب.
الرجل الطيب: محمود أنت.
.~~~

ويبكي محمود كثيراًوهويشاهد ذلك الأب الطيب يلفظ آخر أنفاسه بين يديه..






  رد مع اقتباس
/