الموضوع: إلى فأر
عرض مشاركة واحدة
قديم 14-02-2018, 09:00 PM رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
الفرحان بوعزة
عضو أكاديميّة الفينيق
يحمل أوسمة الأكاديمية للابداع والعطاء
المغرب
إحصائية العضو








آخر مواضيعي


الفرحان بوعزة غير متواجد حالياً


افتراضي رد: إلى فأر

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سميرة رعبوب مشاهدة المشاركة
يوبّخ الطلاب المبتعثين بشدة، ويتملق الآخرين.!
بغرور طلب منهم كتابة تعبير حرّ....
باستخفاف أشار إلى أحـدهم: أنت ماذا كتبْتَ؟
- "وقف منتفخا... فأر صغير يرتدي ثوب معلم"!
إلى فأر / عنوان يدل على التحول من وضعية إلى أخرى ، كأن نقط حذف موجودة تحت ظل المعنى الذي تؤشر عليه حرف الجر "إلى" التي قد تفيد على الانتقال من حالة إلى أخرى ، حالة التعالي والتباهي والاعتداد بالنفس وادعاء التفوق في العلم إلى حالة الازدراء والاحتقار،وضعية ساهم المعلم في خلقها. فالمعلم استفز المتعلم وقلل من شأنه فكان الرد عنيفا.. وأعتقد أن كلمة " المبتعثين" خلقت نوعا من التوتر بين المعلم والطالب المرسل إلى الدراسة في بلد غير بلده.
فالمعلم أو الأستاذ اختار طريقة التفرقة بين الطلاب، فريق يحطم معنوياته، وفريق يتملق له ويداريه لأنه يخاف من التحام الطلبة على رأي واحد فيهاجمونه، فلجأ إلى المقولة : "فرق تسد" هذا من جهة، أما من جهة أخرى فيمكن أن تكون هناك كراهية للمغتربين والمهاجرين بعدما تخلوا عن بلدانهم، وجاءوا يطلبون العلم هنا مما يترتب عن مضايقة أبناء الوطن الأصلي. ولكي يصل المعلم إلى هدفه عمد على إذلال الطلبة المغتربين فقط، حيث نعتهم بالجهل بطريقة استفزازية "أنت ماذا كتبت"؟ معنى ذلك أنهم غير مؤهلين لكتابة موضوع حر يعبر عن قضية اجتماعية أو سياسية أو دينية ....
معلم تنقصه اللباقة التربوية والثقافية ،لا علاقة له بالعملية التعليمية / التعلمية، قد يكون ذا معارف كثيرة ، ولكنه لا يعرف كيف يصرفها للآخرين ليستفيدوا منها نظرا لتكبره وأنانيته. وقد يكون فارغا من المعارف لذلك يهاجم /بكسر الجيم / قبل أن يكون مهاجما / بفتح الجيم/.
- "وقف منتفخا... فأر صغير يرتدي ثوب معلم"! أعتقد أن هذا الجواب قد تم في صمت دون المجاهرة به في وجه المعلم. ورغم أن جملة " وقف منتفخا " تدل على ما هو معنوي، إلا أنها تشخص جانبا من تشكل الجسم وتغيره وهو في حالة الاستعلاء والاهتزاز على الأرض ... قول انتزعته الساردة من الطالب الذي أعطى تقييما سيئا ينتقص من قدرات المعلم وصفاته العلمية والأخلاقية عن طريق تشبيهه بالفأر الخائف والمذعور، وغالبا ما يختبئ الفأر في جحره كلما سمع خشخشة ..تعبير زفه الطالب للساردة فبقي سرا بينه وبينها. وهي تقنية تدل على أن السارد حاضر يتتبع الصغيرة والكبيرة ، ويعرف أكثر عن الشخصيات /الطلاب.
تصوير جميل لمشهد تربوي /تعليمي يؤشر على وضعية تربوية سيئة بين المعلم والمتعلم .. فيها هدم وتدمير للعلاقة التعليمية / التعلمية التي من المفروض يجب أن تكون مبنية على الاحترام المتبادل. كما تشير هذه الومضة على أن المعرفة وحدها غير كافية لإنتاج جيل متعلم يثق في الأساتذة والمعلمين والمربين .فلا علم ولا معرفة بدون تواضع وأخلاق حسنة وكفاءة كبيرة لأداء رسالة التربية والتعليم على أحسن وجه .
ــــ العنوان : إلى الفأر/هو منتزع من رحم النص، وكأن الساردة راهنت عليه قبل بناء النص، وقبل تشكيل الحدث وانتقائه.عنوان فيه تمويه واستنفار لفكر القارئ قبل الولوج إلى عالم النص، الشيء الذي يعطينا دهشة وفضولا أكثر لفهم دلالة العنوان وما ينطوي عليه من دلالات. إلا أننا ندرك في النهاية أنه مسخر لكي يكون مجالا فسيحا للسخرية اللاذعة التي تفوق حجم الحدث وأهميته. والذي يتجلى في راد الطالب القاسي والمبطن بالغيظ والغضب والحنق الشديد..
كلمة "المبتعثين" كلمة فيها التواء على مستوى النطق لتقارب مخارج الحروف، قد تشوش على مسار الحدث ووضوحه. فقد خلقت نوعا من التفاوت في فهم المراد من إقحامها، مع أن النص قد يؤدي رسالته ووظيفته كحدث يمكن أن يقع في كل الأمكنة والأزمنة في غياب هذه الكلمة.
أعتقد أن النص يحتاج إلى لمسات خفيفة لتضيف جمالية أكثر على الحدث مع أن مفهوم الجمالية فضفاض وخاص بكل قارئ .
وخلاصة القول فإن قراءتي انطباعية ذاتية وتذوقية، يمكن أن تكون قراءات أخرى أحسن وأفضل. مع إيماني أن لكل قارئ إحساس خاص لتذوق جمالية القصة . والسؤال الذي يتبادر إلى ذهني: ماذا نقصد بالجمالية؟ أين تكمن جمالية اللغة، في الحدث واختيار الفكرة أم في السرد القصصي؟ هل تكفي اللغة وحدها لتوليد إبداع جميل للقصة؟ هل لغة القص تميز المبدع ؟ أرضية خصبة تستوجب النقاش ..
جميل ما أبدعت وكتبت المبدعة المتألقة سميرة ، وشكرا لأخي زياد على توجيهي لقراءة هذا النص الأدبي الجميل.
مودتي وتقديري






  رد مع اقتباس
/